لماذا تحب حكومة البحرين إسرائيل وتسعى للتطبيع معها؟

مشاركون إسرائيليون في اجتماع لجنة التراث العالمي الذي اختتم أعماله في المنامة 4 يوليو 2018
مشاركون إسرائيليون في اجتماع لجنة التراث العالمي الذي اختتم أعماله في المنامة 4 يوليو 2018

2019-04-30 - 11:31 ص

مرآة البحرين (خاص): "أنا لا أعرف وطن آخر غير البحرين يقوم بعملية التجنيس العشوائي.. نعرف ماحدث في فلسطين، لا أعرف مكاناً آخر"، هذه الكلمات أدلى بها زعيم المعارضة البحرينية المعتقل الشيخ علي سلمان، كلامه هذا كان في إطار حديثه عن التجنيس الكارثي الذي تقوم به البحرين.

أدلى سلمان بهذا الحديث في 21 أغسطس/آب 2014، أي قبل 4 شهور فقط من اعتقاله، ربما هي القناعة التي باتت تتأصل لديه ولدى كثيرين في أن حكومة البحرين لا تحب إسرائيل حباً أعمى، إنما تعشق هذه الدولة بسياساتها العنصرية والتمييزية وتحاول استنساخ تجربتها في كل شاردة وواردة.

بكلام مشابه تحدث الحقوقي البارز الذي يقبع في السجن الآن نبيل رجب، حين قال إن الأسرة الحاكمة في البحرين تعتمد استراتيجية للتغيير الديمغرافي مماثلة لتلك التي استخدمت سابقا من قبل المملكة المتحدة في إنشاء إسرائيل.

ببحث مبسط وجدنا أن هناك أكثر من 70 مادة إعلامية لأحداث مختلفة تبين قرب النظام البحريني من الإسرائيلي، وحبه له في فترة لا تتجاوز 7 سنوات فقط (منذ العام 2012)، فيما تعود العلاقة العلنية بين البحرين وإسرائيل إلى العام 1994 حين زار وزير البيئة الإسرائيلي آنذاك المنامة.

لهذا لن يكون مستغربا على المتابع حين يرى وزير الخارجية البحريني خالد آل خليفة ينشر مقالاً لسفير إسرائيلي في حسابه الرسمي في تويتر عام 2012، كذلك لن يستغرب المتابع حين يقرأ لوزير الخارجية البحريني وهو يدين عملية فلسطينية في القدس، أو قوله أن إيران أخطر من إسرائيل، وصولاً إلى رثائه وتأبينه لشمعون بيريز الذي اعتبره رجل سلام.

ولأن التصريحات العلنية شيء والتطبيع شيء آخر، سنرى كيف أن البحرين كانت تهرول دائما لاستضافة الإسرائيليين، حيث دعت في يوليو 2013 تجار مجوهرات إسرائيليين لزيارة البحرين، واستضافت إسرائيليين في ديسمبر 2016 نشروا فيديو لهم وهم يغنون عند باب البحرين "سنبني الهيكل"، فيما حضرت حكومة إسرائيل بشكل رسمي اجتماعات كونجرس الفيفا في مايو 2017، وشارك إسرائيلي في سباق سيارات أقيم في البحرين في نوفمبر 2017، كما شاركت حكومة إسرائيل في اجتماعات لجنة التراث العالمي التي نظمتها البحرين في يونيو 2018 والتي حضر افتتاح أعمالها ولي عهد البحرين سلمان بن حمد، وإن كانت الاجتماعات السابقة تحت ذريعة أن الفعاليات تلك دولية ولا يمكن منع أحد من المشاركة فيها، فإن قمة التطبيع كانت في دعوة الحكومة الإسرائيلية لحضور منتدى لريادة الأعمال نظمته تمكين وهي هيئة حكومية بحرينية.

لكن التطبيع البحريني مع إسرائيل نقلها إلى مرحلة أخرى، حيث أصبحت دولة حليفة لإسرائيل، صار رئيس الوزراء الإسرائيلي يذكرها علنا ويدافع عنها، وكذلك يفعل شخص مثل وزير الدفاع الإسرائيلي الذي صار يرى الخطر الإيراني على البحرين

شواهد التطبيع كثيرة لا تعد ولا تحصى، ويبدو أن حكومة البحرين تريد استنساخ التجربة الإسرائيلية لديها، هي تراها نموذجا ناجحا في استبدال السكان الأصليين بمستوطنين قادمين من دول أخرى في العالم، وهي تبني لهم مدناً إسكانية مثلما تبني إسرائيل المستوطنات، هي تنافس إسرائيل في نسبة السجناء للسكان، وتمارس تمييزاً عنصرياً مقيتا ضد الشيعة كما تمارس إسرائيل عنصريتها المقيتة ضد العرب الفلسطينيين.

البحرين ترى أنها - كما إسرائيل - تستطيع أن تفعل ما تريد رغم الانتقادات الدولية من الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية ما دامت هي حليف للدول الكبرى والدول الغنية والنافذة، وتراها تنشر نقاط التفتيش والحواجز في قرى ومناطق الشيعة، تماما كما تفعل إسرائيل مع الفلسطينيين ومناطقهم.

لم يبق للبحرين سوى أن تبني جدار فصل عنصري يعزل الشيعة عن السنة، لتكون استنسخت التجربة الإسرائيلية بالكامل، وهو أمر قد يبدو بعيد حصوله في الفترة الحالية، لكنه قد لا يبدو كذلك خلال الأعوام القادمة.