جمعية الصحفيين تندب صوت الكراهية؟
2018-10-20 - 11:37 ص
مرآة البحرين (خاص): صدم بيان جمعية الصحفيين البحرينية الوسط الصحفي بمطلعه المتفجع حول حكم قضائي صدر يوم الخميس الماضي 18 أكتوبر 2018، بحق رئيس تحرير صحيفة الوطن يوسف البنخليل القاضي بحبسه شهراً وكفالة مالية لوقف التنفيذ واستبدال العقوبة بعمل يدوي.
منبع الصدمة، هو أن بيان الجمعية قال في مطلعه «صدم الوسط الصحفي بالحكم القضائي الصادر اليوم بحق رئيس تحرير صحيفة الوطن الزميل يوسف البنخليل»، معتبراً إن هذا الحكم «يعدّ سابقة فللمرة الأولى يصدر حكماً بحبس صحفي» بحسب تعبير البيان.
الحكم ضد البنخليل جاء على خلفية شكوى قدمها النائب أنس بوهندي ضد البنخليل، ويأتي هذا الحكم كشكل من أشكال صراع الأجنحة الحاكمة التي تجلت في حرب تويترية بين حساب نائب تائب على تويتر من جهة وبين حسابات تناصر رئيس الوزراء خليفة بن سلمان، وكان البنخليل ضمن جماعة نائب تائب التي تدافع عن وزير الديوان الملكي خالد بن أحمد، ووزير المتابعة في الديوان الملكي أحمد عطية الله آل خليفة، انتهت المعركة بانتصار خليفة بن سلمان، وتم الزج بإدارة حساب نائب تائب في السجن محمد الشروقي وآخرين، والآن حان وقت هذا الحكم الذي يأتي كقرصة إذن صغيرة بحق البنخليل الذي تدخل في معركة أفيال تتهارش وتلطم بعضها، فداسه رئيس الحكومة الغاضب، الذي استطاع لحد اليوم منع نائب برلماني عاداه من إعادة الترشح مجددًا وهو خالد الشاعر.
عودة للبيان المفجوع، يتساءل الصحافيون بمرارة: هل هذه هي المرة الأولى التي يصدر حكم بسجن صحافي في البحرين؟
علّق الصحافي الرّياضي فيصل هيات على البيان بقوله «أعزائي الزملاء في جمعية الصحفيين..الحكم ليس سابقة وليست المرة الأولى التي يحكم فيها صحافي، وقد سجنت قبله بفارق أن حكمه مع وقف التنفيذ وحكمي مع النفاذ بسبب تغريدة». وتابع «لا استنكرتم سجني في 2011 ولا سجني في 2016».
وكانت محكمة الاستئناف أيدت في هذا العام (7 مارس/ آذار 2018) الحكم ضد الصحافي في صحيفة الوسط الشاب محمود الجزيري، والناشط الإلكتروني علي معراج بالسجن 15 سنة للأول و25 سنة للثاني وإسقاط جنسيتهما بتهمة «الانضمام لخلية إرهابية». طبعا دون تعليق من جانب هذه الجمعية.
وعودة أخرى الى البنخليل، فهو يرأس تحرير الصحيفة الأولى في بث الكراهية في البحرين، وقد تولى البنخليل رئاسة التحرير في هذه الصحيفة في العام 2012 بعد استقالة رئيس تحريرها السابق عبدالله سلمان.
وتبعاً لرصدٍ أجراه منتدى البحرين لحقوق الإنسان، فقد كان هناك 6600 مادة إعلامية تحرض على الكراهية في العام 2017 في الصحف البحرينية، كان لصحيفة الوطن التي يرأس تحريرها البنخليل نصيب الأسد منها بواقع 666 مادة تحرض على الكراهية.
إن صحيفة الوطن منذ العدد الصفري، وحتى اليوم، هي صوت الكراهية في البحرين، هي غرفة خاصة للدسائس والمؤامرات، هي صوت وزير الديوان الملكي خالد بن أحمد ويده التي يصفع بها خصومه.
المخرج الصحافي علي جواد، الذي فصلته صحيفة البلاد في العام 2012، وبعد عمله في الوسط تم إغلاق الصحيفة في العام 2017، سأل جمعية الصحفيين فاقدة المصداقية «يا جمعية الصحفيين تم فصلي من عملي في 2011 أين كنتم يومها لماذا لم يطبق ميثاقكم على فصلي؟، يا جمعية الصحفيين أليس هذا النص من ميثاق الشرف لديكم، لا يجوز مصادرة الصحف أو تعطيلها أو إلغاء ترخيصها إلا بحكم من القضاء؟».
رئيس رابطة الصحفيين بالخارج الصحافي عادل مرزوق غرّد على حسابه ساخراً «فليقتل الناشر كريم فخراوي والمدون زكريا العشيري والمصور أحمد أسماعيل، ولتعذب الصحافية نزيه سعيد، ولتسحب جنسية الكاتب علي الديري والصحافي عباس بوصفوان وغيرهم. لكن أرجوكم لا تحكموا على (البنخليل) بالسجن شهر وكفالة مالية لوقف التنفيذ!».
لن يتلقى علي جواد ولا فيصل هيات أجوبة على تساؤلاتهم، فهذه الجمعية آخر همها الصحافيين، وأول همومها ساعات الرولكس التي يحصل عليها أعضاء مجلس إدارتها بعد كل زيارة للملك.