العزل السياسي طال حتّى خالد الشاعر... فعن أي ربيع تتحدث سوسن الشاعر؟
2018-10-11 - 10:04 م
مرآة البحرين (خاص): يمكن لسوسن الشاعر أن توزع الحشيش المخدر، أو تكتب مقالاً كالذي كتبته يوم الخميس 11 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، وصوّرت فيه عصافير السعادة تزقزق فوق رؤوس البحرينيين.
سوسن الشاعر كأنها توزع الحشيش اليوم عبر صحيفة "الوطن"، قالت في مقالها إن المعارضة زالت بعد زوال الغطاء الأجنبي عنها، وأن «عدد البحرينيين ممن أعلن عن رغبته في الترشح للانتخابات القادمة أضعاف عدد المقاعد النيابية والبلدية المتاحة».
تصف الشاعر أن الدنيا أصبحت ربيعاً بعد العزل السياسي الذي طبقه النظام على المعارضة، وتقول بفرح ظاهر«إذا نظرنا إلى الدوائر التي كانت حكراً عليكم والتي كنتم تستحوذون عليها بالترهيب والفتاوى الدينية دب فيها النشاط وأعلن عدد من أبناء الأسر الكريمة من قاطني تلك الدوائر ومنهم العديد ممن يحمل الشهادات والكفاءات العلمية إنهم ينوون الترشح».
يكاد البحريني وهو يقرأ مقال سوسن الشاعر يتخيّل أن الديمقراطية انطلقت انطلاقة سيارة الفورمولا بعد العزل السياسي ضد المعارضة وأنصارها، وسجن قادتها، لكن هذا الحشيش المخدر بين ثنايا المقال، يزول فور وقوع عينيّ القارىء على الخبر التالي المنشور اليوم «أصبح النائب خالد الشاعر خارج جداول الناخبين، بعد أن رفضت أمس محكمة الاستئناف العليا المدنية الثانية الطعن الذي تقدّم به ضدّ قرار اللجنة الإشرافية بالمحافظة الجنوبية برفض إدراج اسمه ضمن جداول الناخبين بالدائرة الثانية بالمحافظة الجنوبية».
الجميع يعرف أن الشاعر هو نائب موال للسلطة، وقدم خدمات لها في تدمير التجربة الديمقراطية في البلاد مثلما فعل غيره من النواب، وأنه عمل على عدد من مشاريع القوانين التي حاربت المعارضة، وشرعنت وقننت قمع المطالبين بالحرية، حتي أنه تم طرده في إحدى جلسات جنيف التي ناقشت ملف البحرين الحقوقي.
النائب الشاعر، وهو نفس لقب مروجة الأكاذيب والأوهام على المواطنين سوسن الشاعر، كان مرضياً عنه، كان جروًا من جراء وزير المتابعة في الديوان الملكي أحمد عطية الله، لكن هذا النائب تم استخدامه في حرب الأفيال، فداسه فيل هائج اسمه خليفة بن سلمان رئيس الحكومة البحرينية.
تجرأ خالد الشاعر وأطاع وزير الديوان الملكي خالد بن أحمد، ووزير المتابعة أحمد عطية الله، ودخل في حرب لجرّ سرقات خليفة بن سلمان لدائرة الضوء، وذلك عبر محاولة تشكيل لجنة نيابية للتحقيق في ملكية الوكيل المساعد بديوان رئيس الوزراء إبراهيم الدوسري لأرض مجمع "الريم"، ولم يكن الدوسري هو المقصود الوحيد.
كان يُراد للجنة التحقيق أن تثبت أن خليفة بن سلمان هو الذي وهب الدوسري أرضا كانت مخصصة لبناء مدرسة، إضافة إلى فتح الباب للتحقيق في هبات الأراضي التي كانت مخصصة للدولة، وهو الأمر الذي قد يكشف حجم الفساد الذي مارسه الرجل يوم كان يسيطر على عقارات الدولة قبل انتقالها بمرسوم بقانون رقم (19) لسنة 2002 للديوان الملكي مع قدوم حمد بن عيسى للحكم ليسرقها هو الآخر.
عرف خليفة بن سلمان الرسالة التي كان يريد أن يبعثها له الديوان الملكي برئاسة خالد بن أحمد، وماذا وراء تلك اللجنة فقاوم تشكيلها بكل قوة حتى نجح في حلّها قبل أن تمارس عملها.
واستطاع خليفة بن سلمان تفكيك مجموعة "نائب تائب" الإعلامية التي تشكلت ضده، وأسماهم بـ «كومة القمامة»، والآن بعد الانتخابات تم تطبيق العزل السياسي بطريقة أو بأخرى على خالد الشاعر وهو نائب موال، فما بال سوسن الشاعر تبيع الأوهام بأن البحرينيون أصبحوا أحراراً بعد عزل المعارضة؟.
إن البحرينيين الآن في أسوأ أحوالهم، صارت السلطة والديوان الملكي الذي تعبر سوسن عن مصالحه، أكثر تحكماً بالعملية الانتخابية من ذي قبل، صار يعزل آلاف المواطنين من حتى المشاركة في الانتخابات، كما حدث مؤخراً في فترة عرض جداول الناخبين. وها هي السلطة الآن تحذف شخص موال مطيع مثل خالد الشاعر ليس من الترشيح فقط بل من كل جداول الناخبين، أصبح الآن لا يستطيع حتى التصويت في الانتخابات المقبلة، هل توجد مهزلة أكثر من هذه؟.
المحكمة بررت حكم "الإخصاء الانتخابي" ضد النائب خالد الشاعر ، بقولها إن النائب يقطن في المحافظة الشمالية، إلاّ أنه لم يقدّم طلب إدراج اسمه في تلك المحافظة، وإنّما أصرّ على إدراج اسمه في المحافظة الجنوبية، وهو الطلب الذي تم رفضه من اللجنة الإشرافية، ولاحقًا من المحكمة، الأمر الذي يعني عدم وجود اسمه ضمن جداول الناخبين، وبالتالي عدم قدرته على المشاركة في الانتخابات ترشّحًا وتصويتًا.