ليس وحده من يحتقر أبناء البحرين... كم مثل المجنّس يوسف مشعل بيننا؟
2019-02-25 - 12:14 م
مرآة البحرين (خاص): إذا كان كلام رجل الأعمال المُجنّس يوسف مشعل مؤلماً، فإن ظلم ذوي القربى أشد مضاضة.. على القلبِ من وَقْعِ الحُسامِ المُهنّد، كما قال الشاعر العربي البحريني طرفة بن العبد. .
لم يكن للتصريحات التي أطلقها الملك، ورئيس الوزراء، قبل أسابيع فقط، حول أهمية البحريني في بلاده، سوى أثر عكسي. فأمثال يوسف مشعل يعرفون أن هذا الكلام يصدر للاستهلاك الإعلامي فقط، وأن الحقيقة المرّة هي أن القيادة السياسية للبلاد لا تقيم للبحريني وزنًا، لينعكس ذلك إهانة للبحريني على أرضه من البحرينيين الجُدد.
لقد أرخى مشعل لنفسه العنان وتجاوز حدّه، واستثار مشاعر الغضب حينما تحدث بوقاحة وصفاقة، وسخر من المطالبة بتوظيف البحرينيين وجعْل توظيفهم أولوية في القطاعين الخاص والعام.
حاول مشعل دفع الهجوم عن نفسه بممارسة اللعبة المعروفة، من اتهام معارضي حديثه المستفز بكونهم ينتمون للإرهاب وبالولاء للخارج، هو ذات الخطاب الذي دخل به المجنّسون والمرتزقة بعون من السلطة بين البحرينيين وفرّقوهم، وأحدثوا شرخاً اجتماعياً بينهم، لقد ساء مشعل وأمثاله بالدرجة الأولى أن يسمعوا صوتا موحدا للبحرينيين يطالب بحصر خيرات الأرض عليهم لا على غيرهم.
لكن، هل رجل الأعمال الغريب غير الأديب، مشعل هذا، يقدح بكل هذه الوقاحة من تلقاء رأسه فقط؟ وهل هو الوحيد؟ أم أنه يمثل رأيا وتيارا موجودا في القطاع التجاري الخاص وكذلك في السلطة؟ من هنا يمكن التدقيق فيما قاله المحامي عبدالله هاشم، يوم السبت 23 فبراير/شباط 2019 «توظيف الأجانب في القطاع العام يدعمه مركز آخر للقرار السياسي وهنا يحدث تعارض ولن تجدي معه المناشدات، المطلب الشعبي بحاجة إلى إرادة سياسية».
دون لف ودوران، عبدالله هاشم يعمل الآن لصالح رئيس الوزراء خليفة بن سلمان المستاء من تأخره وراء ولي العهد النائب الأول لرئيس الوزراء، يغمز هاشم ويلمز باتجاه ولي العهد وفريقه الاقتصادي، ويوارب القول أنهم يعارضون حصول البحرينيين العاطلين على حقهم في الوظائف بالقطاع العام، وأنهم مركز القرار الذي يدعم توظيف الأجانب، بل إنه يطالب ولي العهد وفريقه الذي دخل على خط توظيف العاطلين بإعلان خطتهم لحل معضلة بطالة البحرينيين سريعاً فيقول «إذا لم تعلن خلال الأسبوع الجاري فهو مجرد إعلام وتسويف». بذكاء يختبىء عبدالله هاشم تحت تصريحات ناصر بن حمد الذي «وجّه لتوظيف الشباب».
من جهة أخرى، يكرّر يوسف مشعل بطريقة أو بأخرى ما قاله وكيل وزارة العمل صباح الدوسري في تصريحه الذي ربما كان من أهم شرارات الغضب الأخير الذي يعم البحرينيين، الدوسري قال في 13 يناير/كانون الثاني الماضي «إن الشركات والمؤسسات غير ملزمة بأن تكون أولوية التوظيف للبحريني وذلك كون الاقتصاد البحريني اقتصاد مفتوح»، وأضاف أن «الوزارة تسعى وبالإقناع وليس بالفرض والقوة بأن تكون هناك وظائف للبحرينيين».
وإذا كان كلام المجنّس المشعل مؤلماً، فإن الأشد مضاضة أيضاً أتى من بحرينيين، أمثال فريد حسن أحد كتّاب صحيفة الوطن، الذي كتب مقالاً لا يقل وقاحة وفداحة عن مشعل، إذ كتب في 29 يناير/كانون الثاني الماضي، مقالاً تحت عنوان عارٍ في القبح «سلبيات توظيف البحريني»، كرر فيه الصور النمطية الكاذبة مثل «البحريني في الغالب يتحمس في البداية لكنه بعد قليل لا يعطي المتوقع منه والذي على أساسه تم توظيفه، وكذلك في تركه الوظيفة لو توفرت له وظيفة أخرى براتب وامتيازات أفضل». بل إنه يتمادى ويحذر من أنّ «الركون إلى العاطفة في ملف توظيف البحرينيين العاطلين والباحثين عن عمل يضر بكل الأطراف ذات العلاقة، وهذا يشمل توظيفهم في القطاعين العام والخاص».
بالعودة لمشعل، سنرى أنه بمقالاته في صحيفة البلاد التي أفسحت له المجال للكتابة وعظة الرأي العام، يعبر عن تيار معيّن من تجّار القطاع الخاص (الفريق الاقتصادي)، يصف مشعل عمليات توظيف الحكومة للبحرينيين سابقاً بعنوان «تداعيات البطالة المقنّعة»، كأنه يقول إن هذا هو سبب ما حدث في الاقتصاد من تراجع، يقول في مقاله «تكدس العمالة الوطنية بالقطاع الحكومي مع قلة الإنتاج آنذاك لم يؤد إلى تنمية حقيقية إنما أدى إلى تفاقم البطالة المقنعة، وعزل هذه العمالة المحلية عن ممارسة الأعمال والمهن الصناعية والمنتجة وإبعاد العناصر الشابة المتعلمة عن التخصصات الفنية مع إتاحة المجال واسعًا للاعتماد على العمالة الأجنبية». هذا هو رأيه توظيف البحرينيين في الحكومة هو تكديس للبطالة المقنّعة.
يمكن جمع رؤية مشعل واحتقاره للبحرينيين، مع ما قاله الوكيل صباح الدوسري، وما قاله فريد حسن، دون نسيان كلام الوزير زايد الزياني حينما قال علنًا إن «البحرينيين يفتقدون للإبداع»، وتقريعه لتاجر بحريني اعترض، في فعالية لغرفة التجارة، على قرار فتح السوق على مصراعيها للأجانب وتركهم ينافسون التاجر البحريني دون ضوابط، رد الوزير عليه حينها «لن أملّ من تكرار ما قلته للتو أمامك في كل مرة تكرر فيها أنت ما تقوله دائمًا» واختتم بإنذاره «وخل عنك هالسوالف..».