مرآة البحرين (خاص): وفي اليوم الخامس والعشرين من رمضان الثلاثاء 14 أغسطس/ آب 2012، بدأ هذا اليوم مختلفاً منذ الصباح وذلك لارتباط هذا التاريخ بأكثر من حدث، فالرابع عشر من شهر أغسطس/ آب يصادف ذكرى استقلال البحرين المغيبة من قبل النظام البحريني، بالإضافة إلى توافقه مع جملة من جلسات الحكم على 6 قضايا هامة من بينها قضية ما يعرف بالرموز، وقضية ما يعرف بقطع لسان المؤذن، وعدد من قضايا الاختطاف من بينها تلك المعروفة بقضية هوزمان. كما أُعلن عن خطاب للملك ظهر اليوم بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان.
كان الترقب والانتظار لسماع أحكام القضايا أهم ما شغل الرأي العام البحريني. تمت تبرئة عدد من المتهمين بقضايا الاختطاف، فيما رفض الاستئناف فيما يخص قضية قطع لسان المؤذن وتم تأييد الأحكام الصادرة، وأجلت قضية الرموز بعد انسحاب القاضي من المحكمة على إثر هتافات المحاكمين وأهاليهم داخل القاعة. وقد كان موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) هو المكان الأكثر سخونة الذي عاش انتظار الحدث أولاً بأول وسط التعليق على الأحكام الصادرة وما يدور في قاعة المحكمة بشكل مباشر.
منذ الصباح الباكر تم تنفيذ عدد من عمليات اغلاق الشوارع وسدها بالإطارات المشتعلة تحت عنوان «الانتصار للرموز»، وذلك تلبية لنداء ائتلاف شباب 14 فبراير. ففي منطقة الدراز قام المحتجون باشعال الإطارات باكراً، وقامت قوات الأمن باقتحام المنطقة ومداهمة أحد البيوت المهجورة. وفي
منطقة عالي تم اغلاق شارع تدريب السياقة المؤدي لاشارات المرور بالاطارات المشتعلة. وفي منطقة السهلة الشمالية أغلق تقاطع «شيخ عزيز» بالكامل، كذلك كل من منطقة البلاد القديم و
الدير و
المرخ وجبلة حبشي و
كرزكان و
المعامير والمنامة و
المرخ وسماهيج و
عراد وسترة وسلماباد ودمستان وتوبلي و
الكورة وابوصيبع وصدد وسار وباربار والعكر والجفير، فيما قام المحتجون في منطقة
المصلى واسكان جدحفص بتنفيذ عملي مشتركة.
ظهراً ألقى الملك خطاب العشر الأواخر. كثيرون أعلنوا أنهم لا يكترثون لسماع الخطاب من الأصل، وبعضهم أعلن في موقع التواصل الاجتماعي أنه تعمد عدم الاستماع له. البعض فضل متابعة مقتطفات من خطابه على تويتر. أوضح هؤلاء أنهم تعودوا من الملك على خطابات غائبة عن الواقع وفاقدة المعنى والقيمة، طوال عام ونصف هي مدة الأزمة حتى الآن، فيما تهامس الناس بينهم عبر رسائل الواتس أب "الفرق بين الخطاب السابق وخطاب اليوم هو لون بشت الملك".
مساءً وبعد وقت قصير من الإفطار، خرجت مسيرات حاشدة تحت عنوان «الشعب لا يساوم»، دعت لها جمعية أمل الاسلامية التي تم حلّها من قبل النظام عبر حكم قضائي. المسيرة شملت أكثر من 30 منطقة من مناطق البحرين، تعرضت اغلبها
للقمع باستخدام سلاح الشوزن والغازات الخانقة. كما تعرضت لعقاب جماعي استمر حتى ساعات متأخرة من الفجر. نتج عن المواجهات اعتقال 11 شاباً من مناطق مختلفة، ومداهمة أكثر من 7 منازل، وعدد من إصابات الشوزن من بينها نساء.
مسيرات «الشعب لا يساوم» خرجت من كل من العاصمة المنامة ومنطقة
الهملة و
عذاري و
كرزكان و
المعامير و
جنوسان و
سماهيج و
السهلة و
سترة و
القدم و
كرانة و
المصلى واسكان جدحفص و
شهركان و
سند و
الدراز و
كرانة و
سلماباد والقدم و
أبوصيبع والشاخورة و
السنابس و
كرباباد والنويدرات و
الدير والمرخ، وفي
المحرق نفّذَ المحتجون عملية "رُمُوزنا أمانة" على شارع الشهيد يوسف موالي من الجهتين وسبّبت بإستنفار أمني كثيف وإنتشار المُخابرات في أرجاء المنطقة. وفي بوري نفذ المحتجون عملية تحت عنوان «الانتصار للخواجه»، إذ قاموا باغلاق مساري شارع سوق واقف بالاطارات المشتعلة.
إلى هنا فقد أعلن ليلاً عن وفاة الطفل «محمد عبدالقادر» ذو الستة أشهر من منطقة سترة،أثر استنشاقه الغازات الخانقة قبل أسبوع، مما تسبب في إصابته بتسمم في الدم فارق على إثره الحياة.
بدورها هاجمت قوات الأمن «عيس عباس عيسى»، لاعب منتخب البحرين في كرة الطائرة، وقامت بالاعتداء عليه بالضرب المبرح وإهانته بشكل غير أخلاقي، قبل أن تخلي سبيله.
وفي سترة ، قرية المهزة تحديداً، تم الاحتفال بذكرى ميلاد الشهيد أحمد فرحان، وتم احضار كعكة كبيرة تحمل صورته، وطلب من والداه
قطع الكعكة فيما لم تتمالك أم الشهيد مغالبة بكاءها الفاقد، شاركهما في ذلك الشاب عبد المنعم منصور الذي حمل جثة الشهيد فرحان وسجن بسبب ذلك 3 شهور. بعدها خرجت
مسيرة جابت أرجاء القرية عاهدت الشهيد فرحان على عدم نسيانه والوفاء لحق الشهداء.