مرآة البحرين (خاص): وفي نهار اليوم السادس من رمضان 26 يوليو 2012، عقدت قوى المعارضة مؤتمراً صحافياً يعد تصعيداً جديداً في خطابها الموجه للنظام. جاء المؤتمر تحت عنوان خفافيش الظلام، وكشف عن أرقام خطيرة تظهر حجم الانتهاكات التي مورست في مرحلة الطوارئ غير المعلنة التي تعيشها البلاد في الأشهر الأخيرة، وثقت جمعية الوفاق "أكثر من 270 بيتا تمت مداهمته واستباحته وتعرض للعبث والاعتداء منذ بداية شهر يونيو/حزيران الماضي"، بالإضافة إلى "سرقة 10 ملايين دولار من المواطنين في البحرين من قبل الجنود المرتزقة التابعين للنظام، خلال فترة السلامة الوطنية".

وصعّد قيادي الوفاق خليل المرزوق بقوله "أن هذه المداهمات لا يمكن أن تتم إلا وفق إرهاب دولة ممنهج، وأن المسؤولية تقع على أكبر رأس في الدولة وكل المسؤولين". وأضاف أنه "بحسب التوثيقات فإن من يقومون باقتحام المنازل هم مدنيون ملثمون معهم رجال شرطة، وقد تطور الوضع بأن يضع المدنيون سترات مكتوب عليها الشرطة"، وحث المواطنين "على تقديم شكاوى ورفع قضايا" مؤكداً أنه "في تقديم الشكاوى اختبار لنزاهة القضاء".

خفافيش الظلام

كان كشف تلك الأرقام بداية ليوم حامٍ من الاحتجاجات والمواجهات، بدأت بحملة تحت هاش تاج   #خفافيش_الظلام، عملت على تسليط الضوء على الانتهاكات التي تتعرض لها بيوت المواطنين الذين لم يعودوا آمنين في البحرين، وما يتعرضون له من ممارسات لا إنسانية وغير قانونية على يد قوات أمن النظام البحريني. وما تقوم به القوات من هجوم واختطاف وسرقات وعبث وتخريب في أوقات متأخرة من الليل وساعات الفجر الأولى. جاء في بعض التغريدات "هل تعلم أن بعد تقرير بسيوني وجلسة جنيف نفذت #خفافيش_الظلام 270 مداهمة للبيوت وبالتحديد خلال شهري يونيو ويوليو؟"

فيما شهد اليوم نفسه مداهمات لعدد من البيوت في أكثر من منطقة، منها 4 منازل في منطقة المالكية بدون مذكرات تفتيش.

لهيب الصيف والتهاب المواجهات

ألهب ارتفاع حرارة شهر رمضان هذا العام  الاحتجاجات بقدر مشابه أيضاً، فقد حصرت مرآة البحرين عدد 30 منطقة اشتعلت فيها المواجهات مساء هذا اليوم وليله حتى ساعات متأخرة من الفجر. المناطق هي الدير وسترة والحجر والكورة والدراز والبلاد القديم وجنوسان والعكر وبني جمرة والسهلة الجنوبية والسهلة الشمالية والشاخورة وعالي والنعيم والمصلى وإسكان جدحفص والمقشع والمعامير وسند وجبلة حبشي والنويدرات وتوبلي والبرهامة والغريفة والسنابس ودار كليب والجفير ودمستان ومهزة وباربار، بالإضافة إلى العاصمة المنامة.

المواجهات بقيت مستمرة حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، وشهدت المناطق حصاراً شديداً من قبل قوات الأمن التي انتشرت بأعداد كبيرة في حافلات الأمن والأجياب. فرضت في العديد من المناطق نقاط تفتيش جديدة، أحداها عند دوار القدم وأخرى قرب المركز الصحي في بني جمرة.

الشباب المحتجون بدورهم استمروا في إعادة ترتيب صفوفهم بعد كل مرة والعودة للخروج مجدداً كما حدث في السهلة الجنوبية وأبوصيبع والشاخورة الذين عاودوا الخروج وتمكنوا من الوصول بالقرب من (كونتري مول). فيما تمكن المحتجون في بعض المناطق مثل سترة وسند من انهاك قوات الأمن، تراجعت بعد جولة شديدة من المواجهات مع الشباب الذي بقى يعيد ترتيب صفوفه في كل مرة. أما في منطقة الكورة فقد باغت المحتجون رجال الأمن من الخلف، ما جعلهم يلوذون بالفرار إلى خارج القرية. فيما تسببت المواجهات المشتعلة في منطقة كرباباد في حرق جيب للأمن.

مسيرات سلمية

ومن سترة خرجت مسيرة سلمية تحت عنوان " أهل القطيف أهلنا" تم قمعها قبل محاصرة   قوات الأمن لمنطقة سترة بالكامل ممستعينة بطائرة الهوليكوبتر، فيما تمكن المحتجون رغم ذلك من إغلاق شارع الشهيد أحمد فرحان بالإطارات المشتعلة، مما أدى إلى مفاجأة قوات الأمن واستنفارها. مسيرة سلمية حاشدة أخرى خرجت من منطقة المصلى وإسكان جدحفص طالبت بالحق في تقرير المصير.

أما كل من منطقتي بني جمرة والدراز، فقد نفذتا عملية مشتركة تحت عنوان " عباس الشيخ وقود الثورة"، عبرتا عنه أنه وفاءً للقائد الميداني الشهيد عباس الشيخ، وذلك بمناسبة الذكرى الأول للاعتصام الجماهيري " حق تقرير المصير 6 "، والذي كان فيه الشهيد القائد الميداني ضمن أبرز القادة المشاركين. تضمنت العملية سلسلة من المواجهات مع رجال الأمن وإغلاق الطرق بالإطارات المشتعلة.

وجبات الشوزن

الطفل محمد منصور مطر

رصاص الشوزن المحرم دولياً، والذي صار وجبة يومية من وجبات القمع المستمرة، تسبب في جملة من الإصابات منها 7 إصابات أُعلن عنها في المالكية وإصابات بالجملة في شهركان وكرزكان . فيما تعرض الطفل محمد منصور مطر (11 عاماً) من منطقة الدير والمصاب بسكلر حاد إلى طلقات شوزن انتشرت في أنحاد جسده الهزيل، تم الاتصال بعائلته وإبلاغهم بوجود ابنهم في المستشفى العسكري، وذلك بعد أن انتشر خبر اعتقاله بطريقة وحشية مع اثنين من شباب المنطقة نفسها هما حسن علي عبدالله (18عاماً) وعبدالرزاق ميرزا (14 عاماً). الحقوقي يوسف المحافظة كتب على صفحته في تويتر وفي ساعة متأخرة من الليل، أن والدة الطفل تمكنت من رؤيته في مستشفى العسكري وأفادت "بأنه مصاب بشوزن في أنحاء جسده".

اعتقالات وعقابات جماعية

وفي منطقة البلاد القديم   اعتقل شاب في الثلاثين من عمره وتم ضربه بشده قبل أن يخلى سبيله ليواجه آلامه، تمت معالجته في أحد البيوت. وفي بني جمره اعتقل شابين من سيارتهم بعد اقتحام قوات الأمن للمنطقة. فيما شهدت منطقة النويدرات عقابا جماعيا في وسط القرية بالاستخدام المكثف للغازات السامة والخانقة (3). أما صدد فقد شهدت اعتقالات بالجملة بعد اقتحام أحد البيوت غرب القرية وفرض قوات الأمن حصاراً على المنطقة وقيامها بالطلق العشوائي فوق المنازل.

نقل المعتقل كميل المنامي

وبعد سلسلة إضرابات عن الطعام، وفيما يبدو أنه استعداداً لمساءلة جنيف، تم أخيراً نقل المعتقل كميل المنامي المحكوم عليه بالسجن المؤبد من العزل الانفرادي إلى السجن الجماعي، فيما أوضحت عائلته أنه يعاني من وعكة صحية جراء الاضراب عن الطعام. 

فريدة غلام القيادية في جمعية وعد وزوجة الأمين العام ابراهيم شريف، أشارت إلى مسألة استعداد السلطة لمواجهة لجنيف في تغريدة لها "اليوم ويوم أمس امتلأت الصحف بتفاصيل القضايا المنظورة في المحاكم. هناك استعجال واضح لإصدار الأحكام في الأسبوعين القادمين. حساب جنيف هو السبب؟"

لقاء مفتوح مع علي سلمان

ووسط أجواء المواجهات الملتهبة، أكد الشيخ علي سلمان أمين عام جمعية الوفاق، في لقاء مفتوح مع أهالي منطقة أبو صيبع، أن "الثورة مستمرة وستتصاعد ولن تنزل سقوفها ولن يتراجع الشعب". وأضاف "أنا على يقين بأن الثورة وحراك الشعب لن يتوقف لا بحل جمعية أو اعتقال أشخاص". من جهة أخرى أكد سلمان على أهمية استمرار العلاقة الأخوية بين السنة والشيعة في البحرين. وقال "إذا وُجدت تغريدات أو غيرها تثير الفتنة فعلينا عدم التعاطي معها، ولنركز على أخوتنا" وأضاف "ليس من السنة من يحرض على الشيعة وليس من الشيعة من يحرض على السنة، هناك أصوات نشاز عالية وعلينا تجاوزها وإفشال مشروعه". وأضاف "ركزنا في وثيقة المنامة على فكرة الديمقراطية التوافقية لكي لا يهضم حق أحد ونضمن الكرامة للجميع ويشتركون في اختيار الحكومة ونزيد من سعة التوافق".