مرآة البحرين (خاص): في خطوة تنم عن يأس من وضع احتفالات المنامة عاصمة الثقافة العربية 2012 على أجندة الإعلام، المحلي قبل الدولي، فقد أزالت وكالة أنباء البحرين (بنا) شعار المناسبة من صفحة الواجهة بعد نحو أسبوعين من اعتماده ضمن ترويستها الرئيسة.

وقامت بتثبيت شعار "معرض البحرين الدولي للطيران"، الفاشل هو الآخر، مكانه، حيث انطلق اليوم على وقع أعمدة الدخان المتطايرة من إشعال الإطارات في كل أرجاء المملكة ضمن العملية التي دعا لها ائتلاف 14 فبراير/ شباط وأسماها ب"حداد السماء".

وكانت وزيرة الثقافة مي بنت محمد آل خليفة قد طلبت من رؤساء تحرير الصحف والوكالة الرسمية  وتلفزيون البحرين تثبيت شعار عاصمة الثقافة ضمن واجهاتها الرئيسة، في محاولة لإبراز الحدث الذي لا يحظى بأي اهتمام، بينما يسرق منه الضوء الوضع الأمني المضطرب. ومنذ إعلانها عاصمة للثقافة، قتل حوالي 3 متظاهرين، أحدهم مات تحت التعذيب قبل أسبوع، وهو يوسف موالي، في الوقت الذي لاتزال السلطات تحتجز جثته في مشرحة مستشفى السلمانية، رافضة السماح للجنة طبية خارجية بالبحث في أسباب وفاته.
في سياق متصل، فقد علم عن قيام رئيس لجنة التحكيم "الدائم" الخاصة بمعرض التشكيل السنوي والرئيس الفخري "الدائم أيضاً" لجمعية البحرين للفنون التشكيلية راشد بن خليفة آل خليفة، بشراء لوحة واحدة من كل الفنانين المشاركين في المعرض الذي افتتح الأسبوع الماضي في صالة المتحف الوطني، في عملية أقرب إلى الرشوة لهم "لأنهم لم يقاطعوا المعرض" في ظل امتناع كثير من الفنانين عن المشاركة.

 ويعد راشد آل خليفة من أكبر مقتني اللوحات، وهي سياسة قديمة يتبعها مع الفنانين الذين يرغب في إخراسهم، حيث يقوم بشراء لوحاتهم التي تبلغ آلاف الدنانير من المعارض التي يقيمونها بهدف تطويعهم، وضمهم إلى عصابته التي تعبث بالمشهد التشكيلي. وقد قاد في وقت سابق الانشقاق على الجمعية الأم، وأقدم الجمعيات التشكيلية التي تأسست في السبعينات، وهي جمعية البحرين للفن المعاصر، وراح يؤسس جمعية له في مواجهتها، وهي جمعية البحرين للفنون التشكيلية، خالقاً صراعاً كبيراً في الوسط التشكيلي والفني لما تزل تتردد تأثيراته حتى الساعة.

كما علم عن سيادة حال من التذمر في أوساط فرقة البحرين الموسيقية التي قامت وزيرة العائلة المالكة باستبعادها كلياً عن المشاركة في أي من فعاليات "عاصمة الثقافة"، بما في ذلك "مهرجان الموسيقى الدولي" المزمع إقامته في ديسمبر/ كانون الثاني المقبل، مكتفية بضم "كورال الفرقة" إلى إحدى الفرق الأجنبية المدعوة. وهو ما يلاقي استهجاناً في أوساط عازفي الفرقة.
في سياق آخر، فقد أفيد عن انزعاج أحد أفراد الطاقم التنظيمي ل"عاصمة الثقافة"، وهو عضو مسرح الصواري "الواشي" يوسف الحمدان من إعادة بعض موظفي وزارتي الثقافة والتربية إلى أعمالهم، خصوصاً أولئك الذين يتهم شخصياً بالوشاية عليهم، والتسبب في فصلهم أو توقيفهم. ومن بينهم نقاد وفنانون وأدباء أعضاء في الجمعيات الأدبية والفنية.