المنامة عاصمة الثقافة في حيص بيص: نضال الأشقر وعيسى مخلوف يرفضان دعوة للمشاركة وتأجيل الاحتفالات

2012-01-02 - 11:09 ص


من اليمين: مي آل خليفة، نضال الأشقر، عيسى مخلوف، فوزية السندي



مرآة البحرين (خاص): يلف المجهول مصير احتفالات المنامة عاصمة للثقافة العربية 2012 في ظل رفض عدد من المثقفين العرب المشاركة، في موقف صريح من الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان في البحرين، وبسبب توالي سقوط الضحايا. في هذا الإطار، فقد علمت "مرآة البحرين" أن الفنانة اللبنانية نضال الأشقر التي سبق لها أن قدمت العرض الافتتاحي في "ربيع الثقافة" 2009، وكذلك مواطنها الشاعر عيسى مخلوف، رفضا دعوة وجهت لهما للمشاركة في احتفالات المنامة عاصمة الثقافة هذا العام التي كان من المزمع انطلاقها أمس 1 يناير/ كانو الثاني في النامة، إلا أن استمرار التوتر الأمني حال دون ذلك.
 
وقد أرسلا رسائل صريحة إلى وزارة الثقافة، بعد تلقيهما دعوة منها بهذا الخصوص، أنهما "لن يلبيا أية دعوة  للمشاركة في عاصمة تنتهك حقوق الإنسان".
كما علمت أيضاً عن قيام مثقفين لبنانيين ب"توبيخ" زميلهم الصحفي في جريدة "الحياة" عبده وازن، الذي يشغل موقعاً تسويقيا ضمن طاقم العمل في فعالية "المنامة عاصمة الثقافة" بسبب "انخراطه في الترويج إلى ديكتاتورية خليجية تضعها المنظمات الحقوقية الدولية في مقدمة الدول التي تنتهك حقوق الإنسان". فيما لم يعلم بعد ما إذا كان سيستمر في وظيفته أو يكتفي ب"اعتذار لبق". وقد لوحظ اختفائه من الصورة في جولات الترويج الخارجية إلى الفعالية التي قامت بها وزيرة الثقافة مي آل خليفة إلى عدد من العواصم، وكان آخرها في العاصمة المغربية (الرباط) أواخر ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

بدورها، فقد رفضت الشاعرة البحرينية فوزية السندي أيضاً دعوة وجهت لها لرئاسة لجنة الشعر التابعة إلى الفعالية، ما أدى ذلك إلى أن ينوب عنها الشاعر قاسم حداد.
وقد تمكنت "مرآة البحرين" من التحدث مع الفنانة نضال الأشقر، حيث أكدت صحة نبأ رفضها للمشاركة في  "المنامة عاصمة الثقافة"، وأن ذلك يأتي في سياق الوضع المتفاقم على صعيد حقوق الإنسان. وقالت "لكي يكون هناك عواصم ثقافية بالفعل ينبغي أن تكون هناك مجتمعات ديمقراطية مدنية تؤمن بحق الاختلاف وبحرية التعبير". وأضافت "أن نتحدث عن الخلق والإبداع في مجتمعات تقف ضدّ حرية الرأي ولا توفّر أبسط التشجيع والحماية لمبدعيها كمن يدعو راقص إلى الرقص وهو مقيَّد بالسلاسل".
 
وتابعت الأشقر في السياق نفسه "الثقافة لا تحبّ الانغلاق لأنها مرادف للاتساع وللمدى الأوسع. الثقافة أمل. أمّا تطويقها ومحاصرتها فيعني تفريغها من رسالتها واغتيالها. حين تصبح ثقافة شعب ما - أي ثقافة كان - في موقع الخوف، تصبح ضعيفة ومهددة بالانقراض".
وأوضحت "كلامي في هذا المجال لا ينحصر في دولة عربية دون أخرى" على حد تعبيرها.

ولم يتمكن المنظمون من تدشين احتفالات المنامة عاصمة الثقافة، حيث كان من المزمع ذلك أمس مع بداية السنة الجديدة 2012، بسبب الوضع الأمني المضطرب. ولوحظ عدم اكتراث وكالة أنباء البحرين (بنا) أمس بنشر أية تقارير تلقي بالضوء على الفعالية، ولا أي من وكالات الأنباء العربية أو العالمية، على الرغم من أن  تقليد تدشين العواصم يبدأ في اليوم الأول من السنة الميلادية. في الوقت الذي تصدرت أخبار الصدامات مع قوات الشرطة التي أدت إلى مقتل الطفل سيد هاشم سعيد (15 عاماً) في اليوم الأخير من العام 2011 معظم التغطيات الإعلامية، بما في ذلك "بي بي سي".

وقد علم أن "حالة من الإرباك شديدة تسود في أوساط طاقم العلم وسط تردد البعض في المشاركة، بمن فيهم أولئك الذين أعطوا موافقات مسبقة". وهو ما أدى لطلب وزيرة الثقافة من أحد المثقفين البحرينيين وهو المخرج المسرحي يوسف الحمدان مرافقتها في جولاتها الخارجية لطمأنة من يلتقونهم من المثقفين. وتتعمد إدارة الفعالية التكتم الشديد على محتوى المشاركات وأسماء المدعوين، خوفاً من قيام نشطاء 14 فبراير/ شباط بمراسلتها وإثنائها عن المشاركة، فيما يجري الاكتفاء بوصف الثيمات التي سيتخذها أسلوب الاحتفاء بعاصمة الثقافة.

وقالت الأشقر "ينبغي على القوى السياسية والنخب الثقافية عندنا أن تصغي إلى نبض الشارع وتستفيد من أمثولاته، وأن تكون على موعد مع هذه اللحظة التاريخية التي يعيشها العالم العربي من أجل تحويلها لحظة بناء جديد لا امتداداً للحظات الهدم".

وأضافت "فكرة العواصم الثقافية ينبغي أن تنطلق من هاجس ثقافي وهو هاجس يُبنى ويُعطى جسداً وليس مجرّد أفكار مجرّدة"، موضحة "يتجسّد هذا الهاجس من خلال بناء مدارس وجامعات بالمعنى الحديث للكلمة، ومن خلال إيلاء الاهتمام لمراكز البحوث والمكتبات العامّة، وكذلك عبر تشجيع الإبداع والتوجّه العقلاني والحسّ النقدي، مما يساعدنا على الخروج من الانكفاء والدخول في حوار متكافئ مع الثقافات الأخرى".

واستدركت "لكن هذا لا يمكن أن يتمّ بدون رؤية ثقافية شاملة وواضحة تنظر إلى الثقافة كضرورة حضارية وكحاجة أولية في مسار التقدم، وليس مدخلاً للوجاهة الاجتماعيّة والعلاقات العامّة، أو مجرّد أداة للسَّمَر واللّهو والتسلية" وفق تعبيرها. ورأت الأشقر أن "الثقافة لا تحتمل الظلام ولا تستقيم إذا لم تشرب من ماء الحرية".
 
وكانت منظمة "مراسلون بلاحدود" قد صنفت في تقرير صدر الإسبوع الماضي، المنامة ضمن أخطر 10 عواصم في العالم على الصحفيين. ووثقت 100 حالة اعتداء على الصحفيين من قبل قوات الأمن، وصل بعضها إلى القتل تحت التعذيب. كما صنّف مؤشر "إيكونومست" للديمقراطية قبل يومين البحرين ضمن الدول "غير الديمقراطية"، حيث حلت البحرين في الترتيب 144 عالميا و14 عربيا والرابعة على مستوى دول الخليج العربي.
 
وكان نحو 100 مثقفا أردنيا قد وضعوا عريضة الشهر الماضي برسم الجامعة العربية يطالبونها فيها إلغاء اختيار البحرين عاصمة للثقافة العربية 2012.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus