أعيد إلى الخلف 20 عاما ولم تعد هناك شهادات يقدمها: BTI يخسر أهم 3 اعتمادات دولية (2-3)

2013-05-20 - 2:22 م

مرآة البحرين (خاص): بعد أن كان المعهد يحصد جوائز التميز من edexcel، أعرق المؤسسات البريطانية المانحة للمؤهلات والشهادات المهنية، وبعد أن كانت edexcel تصدر خبراءه  لتطوير العديد من المعاهد التدريبية والكليات التقنية في المملكة العربية السعودية، أصبح اليوم يحتاج من يساعد في تطويره ويعيد له أيامه الخوالي.

في العام 2011، كان معهد البحرين للتدريب في أوج ازدهاره وتطوره، مؤسسة جعلت للبحرين مكانة مرموقة جدا في مجال "التدريب المهني"، والذي ينافس التعليم العالي (الجامعات والكليات). لقد استطاعت إدارة التدريب بالمعهد أن تطور من البرامج التدريبية ومخرجاتها باعتمادات دولية من معاهد وجامعات عالمية كجامعة " تيسايد" البريطانية.

وحين انتقلت إدارة المعهد لوزارة التربية، وفي تخبط واضح، قامت الوزارة بإيقاف أفضل البرامج التدريبية التي كان يتميز بها، والتي كانت تكسب المعهد إيرادات سنوية مرتفعة وتساهم بشكل كبير في سد احتياجاته المالية، وجاء إلغاء هذه  البرامج على يد القائم بأعمال المدير العام آنذاك "إبراهيم مطر"، وبالتعاون مع مدراء الأقسام الجدد.

جميع هؤلاء لم يكونوا يوما ما جزءا من نجاحات المعهد وتاريخه، لا يعرفون أي شيء عن منهجيته وعلاقتها باحتياجات سوق العمل، والنتيجة أن المعهد خسر أهم ثلاثة برامج تدريبية كانت تستقطب الشركات الكبرى والمؤسسات بالبحرين، وكانت الحجة الوحيدة هي أن المعهد يختص بالتدريب الفني فقط ولا علاقة له بالبرامج الأكاديمية، رغم أن هذه البرامج هي برامج تطبيقية احترافية وهي ما يحتاج إليه سوق العمل تحديدا!

الخسائر: أكثر من 3 ملايين دينار، ونهاية تاريخ عريق من المهنية

أدى إلغاء أهم 3 برامج تدريبية إلى خسارة أكثر من 3 ملايين دينار، حولت المعهد من مؤسسة منتجة إلى مؤسسة عاجزة عن سد احتياجاتها المالية، والسبب يرجع إلى عزوف الشركات الكبرى كشركة ألبا وبابكو عن المعهد، واتجاههم إلى معاهد أخرى تقدم نفس البرامج التي ألغيت.

سعت إدارة المعهد في أوج نجاحها لأن تكون البحرين الأولى على مستوى دول الخليج العربي في تقديم هذه البرامج العالمية، كبرامج شركة "سيسكو"، حيث كان المعهد المركز الوحيد في الخليج والشرق الأوسط الذي يقدم برنامجا  تدريبيا لمدربي "سيسكو"، وقد حصل على جائزة أفضل أكاديمية "سيسكو" في الشرق الأوسط في العامين 2009 و2010.

وفي العام 2007 قبلت الجامعة الأهلية وجامعة "تيسايد" البريطانية معادلة بعض مواد المتخرجين من معهد البحرين للتدريب، بعد مفاوضات مع إدارة المعهد، ليتخرج الكثير من متدربيه من هاتين الجامعتين لاحقا، ويكونوا من أفضل الطلبة المتميزين في الجامعة على مستوى بريطانيا، ما أثار وزارة التربية لتعمل على إعاقة الاعتراف بشهاداتهم وتفصيل قوانين للتضييق عليهم، وعندما أصبح المعهد تحت سيطرة الوزارة كان البكالريوس التطبيقي هو أول ضحاياها حيث أوقفته تماما دون أي مبررات!

 
 اسم البرنامج  جهة الاعتماد سنة اعتماده   سنة إلغائه
Certified Cisco Systems Instructor  شركة سيسكو الأمريكية  2001  2011
 البكالريوس التطبيقي  جامعة تيسايد البريطانية  2008  2011
 الدبلوما الأولى  edexcel  1992  2011

جدول يوضح تفاصيل البرامج الثلاثة الملغاة في المعهد

التلاعب بالقبول والتسجيل وانحدار مستوى النجاح إلى 38%

لم تكتف وزارة التربية بإلغاء البرامج الأساسية بالمعهد، بل عمد من قامت بتوظيفهم إلى التلاعب في نتائج القبول والتسجيل والتي كانت تعد الأساس لقبول المتدربين  بالمعهد، وقاموا بإدخال قوائم خارجية من الوزارة توزع على مختلف التخصصات.

ففي السنة الأولى لإدارة الوزارة للمعهد 2011-2012 تم إدخال قائمة تضم 150 اسم لمتقدمين من الطائفة "السنية" الكريمة ومن المجنسين، بدون أن يمروا باختبارات القبول، بأوامر مباشرة من المسئولين في وزارة التربية والتعليم، وبعلم مدير شئون المتدربين الجديد، في مقابل إلغاء قبول متدربين من الطائفة "الشيعية" اجتازوا امتحانات القبول، بهدف توفير مقاعد دراسية لمن تم قبولهم في تلك القائمة.

وازداد العدد في العام التالي ليصل إلى 500 متدرب، وتسبب هذا في انحدار نسبة النجاح إلى مستوى قياسي لم تبلغه النتائج من قبل وهو 38%، بينما كانت نسب النجاح في الأعوام السابقة تصل الى 70%، وهذا ما أكدته تقارير قسم ضمان الجودة التي نشرت حديثا.

تحول المعهد من مشارك في سباق لصناعة السيارات عالميا إلى مساهم في طبق الخير محليا

انكفأ المعهد على نفسه بعد أن كان نشطا ومشاركا  في العديد من المسابقات العلمية والمهنية العالمية التي تعني بصناعة وتطوير السيارات محققا في ذلك مراكز متقدمة مقارنة بنظرائه في العالم، وبعد أن كان الوحيد في الشرق الأوسط وآسيا الذي تمكن مرتين من اجتياز شروط القبول في مسابقة long mileage التي تنظم سنويا في أمريكا وحصل خلالها على مراكز متقدمة جداً، رغم الموارد المتواضعة التي يمتلكها، وقد حاز وقتئذ على تقدير ولي العهد على هذا الإنجاز الكبير.

أما اليوم فقد أصبح كل ذلك من الماضي، وتدهورت علاقات المعهد بالجهات الخارجية، وغادرته أفضل الكوادر لتصبح أفضل إنجازاته منذ سنتين المشاركة في مسابقة إعداد أفضل طبق خير تحت رعاية إحدى موظفات قسم الإرشاد والتوجيه!

وصلة الحلقة الأولى
وصلة الحلقة الثالثة


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus