بعد عامين من العتمة.. علي عبدالإمام من «مرآة البحرين»: أنا في لندن!

2013-05-10 - 8:28 ص


مرآة البحرين (خاص): أخيراً، المدوّن البحريني المعروف عالمياً علي عبدالإمام خارج عاصمة التعذيب، إنه هناك حيث عاصمة المعارضة البحرينية في لندن، في هذه اللحظات يكتب تاريخاً جديداً من تواريخ سيرته الصعبة مع الحرية. حصل على اللجوء السياسي في وقت قياسي، وباتت يد الحكومة أقصر من أن تطاله.

مؤسس (بحرين أون لاين) أخطر موقع الكتروني كانت تخشاه السلطة البحرينية، مؤسس الفضاء الالكتروني الذي حدد أهم وأخطر موعد في تاريخ البحرين (14 فبراير 2011)، المكان الوحيد الذي كان يمكن أن يناقش فيه البحرينيون فكرة قيامهم بثورة.

صاحب (ملتقى البحرين) الحواري على شبكة الإنترنت، أكثر المنتديات البحرينية تسييساً وشعبية، المعروف أيضاً تحت اسم (حرين أونلاين).علي عبدالإمام المحكوم غيابياً بالسجن لمدة 15 عاماً ليس داخل العتمة بل خارجها.

وصل المدون علي عبدالإمام (35 عاماً) إلى لندن قبل بضعة أسابيع، وتقدم بطلب للحصول على لجوء سياسي في عاصمة الضباب، وقد تمت الموافقة سريعاً على طلبه لوضوح خطورة الوضع الذي يعيشه، فعبدالإمام يعيش متخفياً منذ 16 مارس 2011 حتى هذه اللحظة التي تعلن فيها (مرآة البحرين )خروجه إلى العلن، الآن (علي عبدالإمام) حرّاً.

 فقد قضت محكمة عسكرية بسجنه 15 عاماً فيما قالت إنها "مؤامرة لقلب نظام الحكم". وهي القضية التي عرفت بمجموعة (21) التي ضمت أيضاً قيادات المعارضة التي تصدرت حراك 14 فبراير.

لحسن الحظ، أنه لم يسلّم بالمقادير، اختفى نهائياً، فجنّب بذلك نفسه، الاعتقال والعيش تحت سطوة غرف التعذيب المظلمة. 

وكانت منظمة (مراسلون بلا حدود) و(جلوبال فوزيسس) أطلقتا العام الماضي 2012، في مناسبة مرور عام على اختفائه، نداءات طالبت فيها بـ"جلاء مصيره". كما قاد رفاقه ومنظمات دولية أخرى حملات رمزية عدّة رفعت المضمون نفسه.

لقد ساهم عبدالإمام، وهو من أوائل المدونين وصاحب مدوّنة أيضاً تحمل اسمه، في تهيئة فضاء للكلام العام، والجدل الديمقراطي الحر، حول أمور الشأن العام، في وقت لم تكن قد اخترعت وسائل التواصل الاجتماعي بعد. 

ويمكن الزعم، إن كثرة من الجيل الشبابي الذي شكّل الشريحة الأكبر من الجمهور الذي انخرط في حراك 14 فبراير/ شباط، قد جرت عملية "تشفيره" سياسياً في فضاء هذا  الملتقى الذي أسسه. وقد وصف البروفيسور في جامعة كاليفورنيا، فيليب سيب، في كتاب له، الدور الذي يضطلع به ملتقى (بحرين أونلاين) بالقول إنه "مصدر للأخبار السياسية في ظل غياب الحريات". 

حين اندلعت شرارة 14 فبراير/ شباط، لم يكن عبدالإمام واحداً من الآلاف الذين صنعوا هذا الحدث. فقبل أشهر منه، في سبتمبر/ أيلول 2010، كان عبدالإمام يهمّ بمغادرة مطار البحرين، حين تقدم نحوه عناصر من جهاز الأمن الوطني وباشروا اعتقاله. ثم بعد أيام جرى إلصاق به تهمة الانضمام لشبكة إرهابية تهدف لقلب نظام الحكم. كما فصل جرّاء ذلك، من وظيفته في طيران الخليج، الناقلة الوطنية، التي عمل فيها لسنوات تجاوز 15 سنة.

وقد ظلّ سجيناً لأشهر، إلى أن أفرج عنه، في سياق المحادثات التي جرت بين ولي العهد والمعارضة التي كانت تستهدف إيجاد أرضية للحوار بعد أيام من اندلاع شرارة الأحداث فبراير/ شباط 2011. 

لم يشهد عبدالإمام، اللحظات الأولى للأحداث، لكنّ منتداه كان ملعبها، والفضاء الرئيس الذي جرى فيه التحشيد لها. ولدى خروجه من السجن، كان أوّل مكان طلب أن يؤخذ إليه، هو دوار اللؤلؤة. كانت هذه هي تجربته الثانية مع السجن، حيث اعتقل أيضاً في فبراير/ شباط 2005، واثنين من زملائه المسئولين عن الموقع الذي يستقطب يومياً آلاف الزوار، بزعم نشر أخبار كاذبة. 

لم يعد علي عبدالإمام متوارياً في الظلام، ومن هذه اللحظة بات تحت الأنوار المركّزة، باتت له قدرة الكلام والبوح، لا شك أن ذلك خبر سعيد للكثيرين.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus