الحقوقي «ناجي فتيل» اقتاده 12 ملثماً.. دخل غرفة الجلاّد.. واختفى!

2013-05-05 - 6:35 ص


مرآة البحرين (خاص): فجر يوم الخميس الماضي وتحديداً عند الساعة الثانية والنصف فجراً جاء زوار الفجر، جلادو النظام ومرتزقته. بدأوا بكسر باب البيت على أهله النيام، استيقظ الجميع، قام "ناجي" وفتح الباب لهم، كانوا 12 مدنياً ملثمين، داهموا المنزل، فتشوه، أخذوا ناجي، واختفت أخباره حتى هذه اللحظة.

"ناجي فتيل" (39 عاماً) الناشط الحقوقي المعروف، لا أحد يعلم عن وضعه أي شيء حتى هذه اللحظة، تشديد في عدم تسريب أي شيء عن قضيته، تشديد وصل لحد التهديد!

كانت لديهم معلومات مفصّلة عن "شقة" ناجي، تسلل أحدهم من غرفة في الدرج ونزل ليفتح باب المنزل من الداخل، وفوراً توجهوا للشقة المقصودة. 

كل شيء في الشفقة فتشه المرتزقة الذين جاءوا في7 سيارات من الجنود، وسيارة واحدة لقوات الكومندوز. حتى أواني الطبخ فتشت، كانوا يصورون كل شيء وتركيز الكاميرا كان على ناجي الذي طلب تبديل ملابس النوم التي يلبسها. فتشوا الحمّام أولاً ثم تركوه يبدل ملابسه، أخذوا مفاتيح السيارات وفتشوها، اخذوا  الكمبيوتر المحمول لابنة ناجي، أخذوا هاتف ناجي، وهاتف زوجته. أرجعوا مفاتيح السيارات، ثم أركبوا ناجي باصاً سعة 16 راكباً واختفوا به في الظلام.

4 أيام ولا خبر عنه حتى الساعة. عائلة ناجي ذهبت اليوم لتقديم بلاغ بفقدانه لمركز الشرطة، لكن الشرطة النسائية اعتذرت من أنها لا تستطيع استلام بلاغ ضد الشرطة، عند العصر ذهبت العائلة ثانية، تم الاتصال بالضابط الذي كانوا ينتظرونه .. في نهاية المكالمة، أخبرت الشرطة زوجة ناجي أنزوجها مطلوب وحالياً موقوف!. كلام لا يخمد القلق الذي ينتاب العائلة. 

ردت زوجة ناجي عليهم: نحن نعلم ذلك، ولكن أي جهة تعتقله؟ وكان الرد: ناجي معتقل من قبل جهة عليا. طالبت الزوجة بالمقتنيات الشخصية لزوجها وكان ردهم: إنها أمانات. 

تعتقد عائلة الناشط ناجي فتيل إنه في وضع خطر جداً.

الناشط ناجي فتيل، كان ضمن اللجان النوعية التي أسسها الحقوقي عبدالهادي الخواجة المحكوم حالياً بالسجن المؤبد. شارك ناجي في تأسيس جمعية شباب حقوق الإنسان في العام 2006، لكنه اعتقل في العام 2007 وتعرض لتعذيب شرس جداً، وأثبت تقرير الطبيب الشرعي حينها أن ناجي مصاب بخلع في الكتف من التعذيب وذلك من التعليق بطريقة "الفيلقة"، وأكد الطبيب بأن هذه الإصابه في هذا العمر ﻻ تأتي إلا بصعوبة. أصيب ناجي كذلك بـ"الدسك" في الظهر خلال العام الماضي. كما عانى من إصابة في قدمه، وتم تثبيت 4 مسامير في جسده وبعض قطع الحديد بسبب الكسر المضاعف الذي تعرض له.

بدأت ثورة 14 فبراير 2011، ووهب ناجي نفسه للثورة كما يخبر ذووه، وازن ناجي منذ أيام "دوار اللؤلؤة" بين عائلته وبين الثورة، لم يهمل أولاده،  لكنه كان متعلقاً بالثورة لدرجة جنونية .. حماسه يأخذه لكل المسيرات والفعاليات. 

تقول زوجته "انتمى زوجي للعمل الحقوقي رغبةً في الدفاع عن الضحايا، وآخر هذه الضحايا كان ناجي نفسه". تضيف"عمل بكل إخلاص ووضع كل طاقته وتفكيره في الثورة، لم يفكر ناجي بتاتاً في السكوت أو الخوف من تصعيد ما". 

عن إنجازاته، تقول زوجته "اسألوا الضحايا، ولو عددت فلن أفي بربع إنجازاته، اسألوا من هم في الشارع".  تردف "كان ناجي وهو في السجن، يهتم بالموقوفين معه، وكان يستغل الاتصال لكي يعيّن محاميين للموقوفين".

أشارت إلى أن زوجها في آخر مرة أوقف فيها لدى الجهات الأمنية "رفض دفع الكفالة التي حددوها لإطلاق سراحه، وذلك تضامناً مع أستاذه وقدوته عبدالهادي الخواجة خلال فترة إضرابه". تؤكد الزوجة "ناجي كان يعمل وينجز للثورة بصمت، هو يكره الافتخار والتحدث بما يقوم به حقيقة".

تؤكد أيضاً أن زوجها "اعتقل لأنه ناشط حقوقي رغبة في إسكات صوته، وكونه ليس فقط موثقّاً وحقوقيّا .. ناجي في الشارع، ناجي مع الناس في كل شي .. يحضر كمواطن في أغلب المناطق".
 
لدى ناجي خمسة أولاد، حسين ونضال، وثلاث بنات علياء، جهاد، غدير. قدم قضيته على راحته ومصالحه الشخصية. جهاد .. ابنة ناجي وعمرها 3 سنوات، تفاجأت باعتقال والدها أخذت تبكي بشدة وتصرخ، صباحاً سألتها أمها عن سبب البكاء فكان ردها بكلمة واحدة: مخيف!
 
البنات الثلاث في حالة مروعة مما شاهدوه، العائلة متخوّفة حتى اللحظة أن يتكرر الهجوم، النساء ينمن بالحجاب. أبناء ناجي لم يذهبوا للمدارس بسبب الخوف. بعد مصادرة كمبيوتراتهم المحمولة و(الفلاش ميموري)، الأبناء في المدارس بدون بحوث.  أيضاً سرقوا  روايات ابنة غدير، ولم ينسوا حمل الكتب السياسية الخاصة بناجي. 

الابنة الكبرى لناجي واسمها علياء، تقول "أفتقد أبي، أنا ابنته الكبيرة ، وأعتقد بأني أكثر من يخاف على والدي، لأني الكبيرة بين إخوتي، أكثر ما كان يرعبني حين دخل ثلاثة أشخاص ملثمين لغرفة النوم الخاصة بي، وقاموا بالصراخ في وجهي. كانت نظراتهم مخيفة جداً". 

حسين ابن ناجي، حين تسأله، لم تم اعتقال أبوك؟، يرد: ما أدري .. تقول أمه "حسين ظل يوماً كاملاً صامتاً، حسين لم يعبر بتاتاً عما في نفسه، ولكن عيناه كانت تحكي، منظره مؤلم جداً، ظل صامتاً طوال الوقت حتى عندما كنت أسأله ما بك يا بنيّ"

أخت زوجة ناجي، تقول "أنا افتخر جداً به وبقرابته، هو حلاّل مشاكلنا،  يرغب بالخير لنا بأسلوب هادئ يتقبله الجميع، وهو محبوب جداً بيننا. نعتقد بأن ناجي سيتم تركيب قضايا كثيرة ضده رغبة منهم في إخماد صوته".

والدة ناجي، تقول إن ناجي حضر منذ غيباه في كل أحلامها، وضعت على نفسها نذوراً كثيرة لكي يعود. تعاني قلقاً شديداً حيال اعتقاله الأخير، وذلك تأثراً بالاعتقال السابق وما خلفه من آثار على ابنها. 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus