» أخبار
المحفوظ يصدم مسؤولين بحفل العمال الرسمي: فصل العمال عار عليكم!
2013-05-04 - 3:06 م
مرآة البحرين (خاص): أثارت الكلمة الصريحة التي ألقاها الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين السيد سلمان المحفوظ، في الحفل الرسمي لتكريم العمال الذي أقيم في 1 مايو، حفيظة جهات رسمية، بسبب صراحتها في موضوع فصل العمال خلال الفترة المكارثية التي شهدتها البحرين من 16 مارس 2011 وما تلاه.
وكان سلمان قد قال في كلمته، موجها الخطاب لكل المسئولين عن فصل العمال "إنه عار عليكم". وهاجمت صحيفة أخبار الخليج المحفوظ واتهمته بانه خرج عن اللياقة في حضور ويزر العمل ووكيله، وممثل عن الديوان الملكي، وعدد من المسؤؤلين في الوزارت والشركات الكبرى، إضافة لرئيس غرفة التجارة عصام فخرو.
ولأهمية هذه الكلمة، تنشر مرآة البحرين لقرائها أهم ما ورد فيها:
إلى راعي حفلنا جلالة الملك حفظه الله ورعاه: شكرا من قلب كل عامل وعاملة من أبناء وبنات المملكة صناع الحياة في هذا الوطن لرعايتكم الكريمة لحفلنا هذا. شكرا لتوجيهاتكم بإرجاع المفصولين وحفظ حقوقهم. واسمحوا لنا لنقول ان هناك من لم يستجيب لهذه التوجيهات ولم يعي المعنى السامي لقول جلالتكم انه لا يرضيني ان يبقى عامل واحد خارج عمله. و هذا ما يؤكد الى ضرورة التنبيه بالتنفيد الفعلي والسريع لهذه التوجيهات السامية لإنهاء هذا الملف بصورة عادلة من اجل خلق الاستقرار . ونعتقد انهم غير عابئين بالمعاناة الحقيقية يا جلالة الملك التي تحصل هناك. في البيوت التي حرمت من كد معيليها. عند الأطفال الذين يخجلون لكثرة ما طلبوا المصروف من آبائهم. عند الطلبة الذين فقدوا فرصتهم في الجامعات الخاصة لضيق يد أولياء أمورهم. عند الأمهات اللاتي حرمن من علاج يحتجنه في الخارج أو في مستشفى خاص بسبب فصل أبناءهم. عند الآباء الذين تحولت رواتبهم بقدرة قادر من 800 دينار إلى 200 دينار في وظيفة تقل عن مستوى وظائفهم السابقة. عند النقابيين الذين كل ذنبهم أنهم طبقوا مرسوم جلالتكم 33 لسنة 2002 ففصلوا من أعمالهم.
نصدقكم القول يا جلالة الملك من معاناة أب أو أم لا تجد في جيبها ما تلبي به طلب ولدهما أو ابنتهما لمجرد نزوة أصابت صاحب عمل او مسئول في القطاع الخاص أو العام فقرر بسهولة قطع رزق إنسان. ما أجرأهم حقا على قتل الناس قتلا اقتصاديا. أنتم الذين نذكر كلمتكم المشهودة في العشر الأواخر من رمضان لا أرضى بأن يضار المواطن في رزقه أو أمنه أو حريته دون وجه حق. أنتم الذين قلتم في لقاء أمانتنا العامة مع جلالتكم آتوني بأسماء الذين لا يريدون إرجاع المفصولين. ومنذ تلك اللحظة ونحن ننتظر تنفيذ هذا الطلب الذي لو فعله من هم معنيون به لما بقي مفصول، على الأقل في الوزارات والشركات الكبرى .
اولئك الذين يريدون أن يستفيدوا من قطيعة يخلقونها بين هذا الاتحاد الذي كان ثمرة نضالات عمال البحرين طوال تاريخهم وأيضا ثمرة مشروعكم الاصلاحي . من هذا المنبر العمالي المحب لهذا الوطن نخاطب جلالتكم بخطاب المحبة والإلحاح بأن ينتهي هذا الملف بتوجيه مباشر من جلالتكم لئلا يزعم المؤزمون أنهم لم يفهموا وأن القول كان مرسلا وأنه لا توجد أوامر محددة إلى آخر ترهاتهم. هذه رسالة القلوب إلى قلبكم المفتوح لآلام وهموم أبناء هذا الوطن. وطموح عمال هذه الأرض هو العودة لكل من فصل على خلفية الأحداث أم على خلفية تداعياتها ودفع كل حقوقهم عن فترة الفصل وما بعدها. وإننا لفي لهفة وانتظار واثقين أن انتظارنا سيتوج كما عودتمونا دائما بقراركم الحكيم.
إلى شركائنا في الانتاج حكومة وأصحاب عمل: لكم نمد اليد من أجل حوار اجتماعي قائم على الاستقلالية والجدية والتكافؤ. نشكر كل بادرة منكم. كل خطوة تخطونها نحو العمال نقابلها بعشر خطوات تجاهكم. لكن لا تراهنوا على صمتنا عن حقوق العمال وحقوق الإنسان فهذا لن يحصل أبدا. لا تراهنوا على مقايضتنا حرية التعبير عن قضيتنا مقابل طيب العلاقة معكم. لا. أبدا. نحن نريد الإثنين معا. العلاقة الطيبة والمودة الدائمة وأيضا الحرية والصوت العالي في خدمة الحق والاستقلالية في القرار والدفاع عن معايير العمل الدولية.
إلى منظمة العمل الدولية وصديقنا وليد حمدان: أنت يا منظمة العمل الدولية ليس منذ سومافيا فحسب بل منذ سلفه أيضا ثم لاحقا خلفه السيد غاي رايدر. عرفنا فيك البيت العالمي للعمال والحضن الدافيء لآلامهم. وفتم معنا قبل أن يصبح حلم التنظيم النقابي حقيقة واقعة. وقفتم معنا بعد أن تبلور شوق عمال البحرين جيلا بعد جيل في اتحاد ديمقراطي مستقل وموحد يوم التأسيبس المجيد 12 يناير 2004. وقفتم معنا وعلى الأخس أنت يا وليد حمدان يا صديق عمال البحرين وحليفهم الأبدي. أنت وزملائك شكرا لكم من قبل كل متضرر من حملة الفصل المكارثية وعمرا مديدا بالصحة والعافية والعطاء نتمناه لكم.
إلى الاتحاد الدولي للنقابات ITUC: يظنون أنهم يستطيعون عزلنا عن حضننا الدولي. عن شركائنا في أكثر من 150 منظمة نقابية قطرية ومنظمات مهنية دولية. عن أكثر من 170 مليون عامل هم أخوتنا وأخواتنا في درب الكفاح العالمي الطويل من أجل عالم عمل لائق أكثر عدلا وأكثر كرامة وأكثر حرية ومساواة. هيهات. سيصيبهم اليأس والفشل. علاقتنا بكم عضوية واستراتيجية. لن تنفعهم شيئا تشويهاتهم وادعاءاتهم. كما كنتم حلفائنا يوم كما نتلمس الطريق لحرية التنظيم النقابي. نحن اليوم أكثر تحالفا وأقوى ثباتا وأبلغ رسالة للعالم كله بأن صورة الشمس التي ترفعها كف في علمكم هي شعارنا جميعا فنحن حملة الشمس إلى البقاع المظلمة لنضيئها بنور العدل والكرامة.
إلى المفصولين: المجد كل المجد لكم. يا من ضحيتم بأرزاقكم ثمنا لحريتكم في الرأي والتعبير. العار كل العار لمن فصلكم أو أوقفكم جزئيا أو كليا. ولمن استهدفكم بالخصم والتهميش والإقصاء والتنكيل. كنتُ قد قلتُ لكم يوما في الفترة المبكرة لتسونامي الفصل ستعودون مرفوعي الرؤوس شامخي القامات. وعاد معظمكم. واليوم أقول لكم دون أن أعطي وعودا مجانية وكلمات تذروها الرياح. ثقوا أن الاتحاد العام معكم. تختلف الآليات ونقدم أحيانا صفحة على أخرى من صفحات ملفكم المثقل بالأسى. كما فعلنا حين رجحنا نظرية العودة أولا. لكن هذا الاختلاف في الآليات لا يغير من حقيقة استراتيجية أننا معكم. نشعر بآلامكم. نحيا حزنكم. نشاطركم قلقلكم. معا مشينا ومعا سنمشي ما تبقى من الطريق.
إلى المتسببين في فصل العمال أو تعطيل عودتهم: عودوا إلى رشدكم. استمعوا إلى صوتكم الداخلي لا الخارجي. الصوت القادم من أعماقكم. إنسانيتكم تناديكم. إنسانيتكم التي طمرتموها مؤقتا تحت أكوام رمال المصالح واللامبالاة والأنانية والانتقام. قفوا أمام المرآة واسألوا أنفسكم وهي ستجيبكم بدون كلام. ستجيبكم بالصمت. هل كان صحيحا ما فعلتموه؟ هل صحيح إبقاء المفصولين بعد أكثر من سنتين في معاناتهم؟ هل صحيح تجاهلكم لتوجيهات رأس هذه البلاد وتوصيات بسيوني والاتفاقية الثلاثية وتوصيات جنيف للمراجعة الدورية وتوصيات منظمات حقوق الإنسان عربيا ودوليا؟ هل تشعرون بالسعادة وأنتم تنعمون مع عوائلكم بما حرم منه غيركم من المال والرفاهية والمعيشة بسبب تصرفكم وانتقامكم؟ هل يغيب عنكم شعور الهلع من سؤال من بيده مصير هذا الكون وحشر الخلائق يوم لا ينفع إلا من أتى الله بقلب سليم؟ لن أجيبكم، فقط استفتو أنفسكم وهي ستجيبكم.
إلى زملائي النقابيين في قيادة الاتحاد وقواعده: أيها الأصحاب هذا قدرنا. رسم الطريق مناضلون قبلنا منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر. أعلم أنكم تضحون بالوقت والجهد والمال وتنسون أنفسكم بل وتضيعون حقوق عوائلكم في غمرة دفاعكم عن أعضاء نقاباتكم أو عن هذا الاتحاد وأهدافه وقيمه. تتحملون في سبيل ذلك الكثير. لكنه مثلما هو طريق مملوء بالشوك والألم فهو أيضا طريق مملوء بالفرح والمتعة. كم هي سعيدة تلك اللحظات التي تجدون فيها بصمة عملكم في عودة مفصول أو تقديم بونس أو ترقية مستحق أو كسب قضية في المحكمة أو إنصاف متضرر أو بهجة حفل كهذا أو تكريم عامل بعد سنين أو أو وتطول القائمة. إنها اللحظات التي لا تُشترى بأي ثمن لأنها أغلى من الكون كله. لذلك أضع قبلة على جباهكم أينما كنتم معي في الأمانة العامة إخوة وأخوات أعزاء وشركاء دربنا الطويل المعمد بالتضحيات أم في عشرات النقابات سواء منكم من لا يزال قابضا على جمرة العمل النقابي أم من غادر هذا الموقع.
إلى الذبن هاجموا اتحادنا وهاجموني في شخصي: برغم كل اساءة سيبقى الاتحاد العام قلعة الحقوق وشجرة العمال الوارفة. من أساءوا لي أساءوا ﻷنفسهم ولن أرد اﻹساءة بمثلها. من أساءوا للاتحاد العام هم يعلمون أنهم غير صادقين في دعاواهم واتهاماتهم. سيبقى الاتحاد العام عصيا على النيل من شخصيته الاعتبارية ومكانته. إن اﻹحراق لا يزيد العود إلا طيبا وأريجا. وإن قطع أغصان السدر لا يزيدها إلا علوا في السماء وامتدادا في عمق اﻷرض. هل ظننتم تنالون منا بتشويهكم؟ هيهات. ليس الاتحاد العام مجرد مبنى أو هيكل أو رقم مسجل ضمن المنظمات. مكانه في قلب كل عانل وعاملة. فإن أردتم انتزاعه فعليكم شق قلوب عشاقه وانصاره لتنتزعوه منها وأنى لكم ذلك. إنما تضيعون وقتكم وتخسرون مكانتكم وتسيئون ﻷنفسكم. أما نحن فوسائلنا وخطابنا من جنس أهدافنا علوا في المطالب وسموا في اﻷهداف وقوة في الطرح وإنسانية في الوسائل. ولو كنا نرد على من يسيء بمثل ما يقول وعلى الشتائم بما يرادفها لما كسبنا احترام العالم الذي هو الصورة اﻷخرى لاحترامنا ﻷنفسنا.
اقرأ أيضا
- 2024-11-22الاتحاد العام لنقابات البحرين يختتم مؤتمر العدالة الاجتماعية ويؤكد على تحسين الأجور وحماية العمال
- 2024-11-22السيد يوسف المحافظة: التسامح الديني يجب أن يكون منهجاً لدى الدولة وليس انتقائيًا
- 2024-11-21السيد طاهر الموسوي: إجماع علماء الشيعة على المطالبة بعودة صلاة الجمعة يكشف حجم الاستهداف المذهبي
- 2024-11-20الديهي: منع صلاة الجمعة في البحرين جريمة تستوجب محاسبة المسؤولين عنها
- 2024-11-19تكتل المعارضة البحرانية في بريطانيا: التجنيس السياسي خيانة تهدد هوية الوطن ومستقبل أجياله