البحرينيون بين مطرقة الاعتقال وسندان العزل الممنهج

إيمان شمس الدين - 2013-04-21 - 9:39 ص


إيمان شمس الدين*

أنيس النقاش أحد الوجوه البارزة في الإعلام العربي المقاوم كمحلل سياسي، درس الدكتوراه في  سجنه في فرنسا حيث كان معتقلا بتهمة محاولة اغتيال بختيار، طلب إكمال دراسته من إدارة السجن وتم توفير المستلزمات لدراسته، أيضا سمير القنطار أنهى دراسته وهو معتقل في الكيان الصهيوني الغاصب والمعروف ببشاعته في اغتيال إنسانية الإنسان.

في المعتقلات البحرينية التي تضم بين جدرانها آلام وآمال تلاميذ اعتقلوا من قبل السلطة بتهمة قول "لا" للتفرد بالسلطة ونعم "للشعب مصدر السلطات" هؤلاء الطلبة تم حرمانهم من تقديم الاختبارات المقررة، لا لشيء إلا لممارسة مزيد من التجهيل والإقصاء بحقهم كونهم مارسوا رغم صغر سنهم حقهم في التعبير.

هذا التجهيل الممنهج يمنعهم من تحقيق موقع علمي متقدم يمكنهم أكثر في حياتهم وتطلعاتهم، ويدفع بهم لامتهان مهن بسيطة وهامشية لسد حاجاتهم المعيشية اليومية.

فما يقوم به النظام البحريني هو التالي:

- وضع الرموز في السجون وبذلك يتم تغييب نماذج متقدمة في النضال الثوري، بطريقة الاعتقال والتعذيب ليكونوا عبرة لغيرهم.

- اعتقال الحقوقيين المعنيين بكشف الحقائق والمؤثرين واقعا في مصداقية التقارير من جهة، وفي تشكيل رأي عام من جهة أخرى، بغرض تغييب الحقائق أو تقليل التأثير على المنظمات الحقوقية المحورية المرتبطة بهؤلاء وبالتالي تخفيف الضغط على السلطة من قبل الدول ذات الصلة والاتصال.

- اعتقال النخب والمثقفين في المجتمع البحريني وما أكثرهم، لتغييب صوت الوعي وجسر الوصل بين ضفتي العلم والجماهير بغرض رفع منسوب الجهل وتحويل المجتمع من مجتمع الفكرة والعبرة إلى مجتمع شعاراتي مفرغ المحتوى.

- اعتقال الأطفال وتعريضهم لمحاكمات جائرة يندر مثيلها في التاريخ البشري وحرمان هؤلاء من الدراسة والامتحانات للدفع باتجاه إكمال عملية التجهيل.

- فصل الكثيرين من المواقع والوظائف المهمة والمحورية في الدولة لممارسة الضغط عليهم لإيقاف الحراك المطلبي من جهة، ودفعهم للخروج خارج البحرين من جهة أخرى بحثا عن الرزق، مما يفرغ البحرين من طبقات علمية متعددة ويبقي على المرتزقة والموالين للنظام والذين أكثرهم وإن امتلكوا شهادات أكاديمية إلا أنهم افتقروا إلى رصيد الوعي والنباهة أو تم شراء نباهتهم بمراكز متقدمة في الدولة أو رصيد مالي أو خلافه.

إذن تحولت البحرين إلى سجن كبير خانق لكل من يقول "لا"، وأغلبهم من النخب والمتعلمين والمثقفين وأصحاب النباهة العقلية .

وبذلك أوجد النظام حالة عامة مفادها:
"إما أن تكون مع النظام دون عقل ولسان، أو أن يتم حرمانك من كل مقوماتك كمواطن وزجك في السجن أو إرغامك على الهجرة إذا انضممت لحراك "لا"، ورغم كل أنواع العزل الممنهج الذي مورس على شعب الحراك المطلبي، إلا أن يوما بعد يوم يثبت البحرينيون صمودهم وجديتهم في مواصلة مسيرة التحرر وتحقيق المطالب نحو دولة مدنية عادلة قوية.

ويبقى كل منظري الحريات الموالين للنظام البحريني أمام مأزق سؤال واقعي هو:
"أي ديموقراطية وحرية تلك التي تعتقل الأطفال وتجرمهم لمجرد تعبيرهم عن رأيهم ثم تحرمهم من أبسط حقوقهم في العلم ومواصلة مسيرة النباهة العقلية، ومحاولة ممارسة عملية الاستحمار التي نجحت على شريحة لا يستهان بها من الشعب البحريني بدواعي مذهبية وقبائلية؟"

وستبقى مسيرة التحرر التي يقودها الشعب البحريني رغم كل محاولات عزله الممنهج مستمرة لأن لا خيار له إلا هذا الطريق التحرري، فالعودة للوراء تعني انتحار سياسي واجتماعي بامتياز ونحر لكل محاولات التحرر. المستقبلية على مقصلة مطرقة النظام.

Chamseddin72@gmail.com

*كاتبة كويتية.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus