» تقارير
إلى السفير البريطاني: إن الشرف هو موضوع حكايتي وليس غولف «القيصر»!
2013-04-09 - 10:35 ص
مرآة البحرين (خاص): أيها السفير، هل قرأت ما كتبه شكسبير على لسان كاسيوس في إحدى مسرحياته "إن الشرف لهو موضوع حكايتي، أنا لا أدري ما رأيك أنت وسواك من الناس في هذه الحياة، لكني أنا لوحدي، أُؤثرُ عن طيبِ خاطرٍ ألاّ أكون، على أن أحيا لأكون في فزعٍ ممن هو مثلي، إني ولدت حرًا مِثلَ قيصر وكذلك أنت، كِلانا طَعِمَ كما طَعِمْ، وكِلاَنا يَستطيعُ أن يحتمل من برد الشتاء ما يحتمل".
هل تعرف معنى ما يقوله شكسبير يا سعادة السفير؟ إذا كنت تعرفه فإنك تعرف بالضرورة ما يطالب به شعب البحرين منذ 14 فبراير/شباط 2011 حتى هذه اللحظة.
هناك من يعيش على معاناة شعبنا، والكل يوهم هذه السلطة أنه يحمل دواءها ويقبض ما يريد، من شركات علاقات عامة وقضاة كخالد محي الدين إلى مستشارين قانونين أجانب يقبعون في ديوان رئيس الوزراء، و35 مستشاراً فقط تحت يد أحمد عطية الله، وإلخ.
بلدٌ يعيش أزمة تاريخية وهناك من يكسب في الأزمات والحروب. هذه حقيقة تاريخية تتكرر، لكن أن يكون المُتاجر بالأزمة هو سفير دولة كبرى، فهذه هي المفارقة.
هناك مثل إنكليزي يقول "كي تنجح في السياسة فمن الضروري أن تدوس فوق مبادئك". قم بالبحث على الإنترنت عن السفير البريطاني إيان لينزي الذي دخل إلى البحرين بعد انتهاء فترة الطوارىء وجرائمها التاريخية، فتجده يمتدح خطاب الملك حمد بن عيسى آل خليفة في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، أو تجده يُبشر بشركات بريطانية ستدخل السوق البحريني، ويبرر بطريقة أو بأخرى سحب جنسات مواطنين بحرينيين، بينما تدرس بلاده منح بعضهم لجوءاً سياسياً.
كغيره عرف اللعبة، وأنه يمكن التفكير في كسب شيء ما من هذه الفوضى. يقضي لينزي إجازاته في أماكن جميلة برفقة صديقه الجديد "القيصر" حمد، يلعبان الجولف معاً.
مصادر مقربة من السفارة البريطانية تهمس إن لينزي مرشح منذ الآن لأن يحصل على وظيفة هامة بعد انتهاء فترته كسفير لبريطانيا، والوظيفة هي أن مستشار لملك البحرين. يبدو أن السفير يعرف المثل الإنكليزي الآخر "الكيس الملآن لا يفتقد الخلان". فقد بدأ لينزي ينسى نفسه وهاجم مؤخراً منظمة "هيومن رايتس ووتش"، كما وصف المتظاهرين بـ"الإرهابيين" وبالمدعومين من قبل إيران. اتهامٌ ووصفٌ استدعى رداً من الكاتب في صحيفة "الاندبندنت" أندي ماك سميث الذي قال إن تصريح لينزي إلى صحيفة "غلف ديلي نيوز" سلوك يفضح موقفه من المطالبة بالحقوق المدنية في البحرين".
وبحسب سميث، فإن هذه التصريحات، إذا كان نقلها دقيقا، تخالف ما صرح به وزير الدولة البريطاني للشئون الخارجية أليستر بيرت بعد عودته من البحرين، حيث قال "إن المملكة المتحدة لا تزال تشعر بالقلق إزاء الوضع في البحرين (...) يجري إحراز تقدم في البحرين، ولو ببطء (...) ولكن يجب القيام بالمزيد". ورأى سميث أن وزارة الخارجية "تظهر كما لو أنها تقول شيئا داخل بريطانيا، وشيئا آخر مختلفا داخل البحرين".
لكن الرد الأثقل، جاء على لسان مديرة برنامج الشرق الأوسط في "هيومن رايتس ووتش" سارة ليا ويتسون، التي علقت بشكل صريح على انتقادات السفير البريطاني، قائلة له بوضوح إن "المليار دولار تربط حكومتكم بالسطات البحرينية هي السبب"، كاشفة أن "الحكومة البريطانية لم تف بوعودها للمنظمة".
وحينها قالت ويتسون لقناة "اللؤلؤة" لماذا قال السفير هذا الكلام؟ أعتقد أن هذا السؤال جيد للسفير، ولكن فاجأني حديثه، والشيء المحزن والمزعج أنه في الوقت الذي كان يدافع فيه عن حكومة البحرين من انتقادات منظمات حقوق الإنسان كان متباهيا بما أسماه النصيب التقليدي، وأيا كان ما يعينه هذا فهو يرتبط بالشركات البريطانية التي لها عقود تقدر بمليار دولار مع البحرين".
وأردفت ويتسون "أعتقد أن توقيت تصريحه سيء جدا لأنه يعطي انطباعاً للمراقبين بأن الوضع هناك له علاقة بين العقود التي سوف تبرمها الشركات البريطانية، ودفاع السفير عن سجل انتهاك حكومة البحرين".
اليوم، قال بيرت إنه لا أدلة على أي دعم إيراني للمتظاهرين المحرومين في البحرين. فهل عرفت أيها السفير"إن الشرف لهو موضوع حكايتي؟".
اقرأ أيضا
- 2024-11-25هل تُقفل السلطة ملفات الأزمة في ديسمبر 2024؟
- 2024-11-13صلاة الجمعة.. لا بيع أو شراء في الشعيرة المقدّسة
- 2024-11-13ملك المستعمرة أم ملك البحرين: كيف تتعامل المملكة المتحدة مع مستعمرتها القديمة؟ ولماذا لم تعد تثير أسئلة حقوق الإنسان على فارس صليبها الأعظم؟
- 2024-11-05الجولة الخائبة
- 2024-11-03هكذا نفخت السلطة في نار "الحرب" على غزة كتاب أمريكي جديد يكشف دور زعماء 5 دول عربية منها البحرين في تأييد عمليات الإبادة