أشقاءنا في كأس الخليج... لهذه الأسباب لا نشجع «منتخب البحرين»!

2013-01-18 - 6:57 م


            قد تختصر هذه الصورة كل شيء:علاء حبيل يوقع كرات تذكارية لأطفال المعتقلين والشهداء

مرآة البحرين (خاص): في لقاء معه على إحدى القنوات الفضائية، يرد "رئيس جالية المشجعين العراقية في كأس الخليج" على سؤال حول السر في زيادة عدد جماهير العراق في جميع المباريات "كثير منهم بحرينيون، شكرا لهم"!

في مباراة البحرين والعراق تحديدا، حضرت أيضا جماهير بحرينية غفيرة ولكن أيضا في "مدرج جماهير العراق"، ما أثار استغرابا كبيرا، أحدهم قال في تويتر "لا أستطيع أن أتصور أن يشجع بعض البحرينيين منتخبا يلعب ضد منتخب بلادهم، مرارة ذلك كانت أشد علي من الهزيمة".

قد لا يحتاج أشقاؤنا في الخليج إلى إيضاح كبير. أحد الإخوة العمانيين كان يسأل عناصر الأمن عن مكان المسجد داخل الملعب، وحين كان الجواب بلكنة غريبة "لا أعلم"، رد عليه بحريني يقف إلى جانبه، وأوضح له الطريق، ثم سمعه يتمتم "هؤلاء هم البحرينيون الأصليون"!

قد تكون أزمة البحرين في وقت ما هي "التجنيس"، أو "التمييز" أو غيرها، ولكن كل هذه الأزمات ليست هي ما تجعل جماهير عريضة من البحرينيين يرون أن هذا المنتخب لا يمثل بلادهم أبدا، بل يحقدون عليه ويتمنون له الخسارة، هناك ما هو أدهى وأمر.

ما لا يمكن تجاوزه من الذاكرة، أن رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضية المشرف على المنتخبات والاتحادات الرياضية في البحرين، هو "ناصر بن حمد آل خليفة"، نجل الملك، المتهم بتعذيب عديدين في فترة السلامة الوطنية، بينهم الشيخ محمد حبيب المقداد.

هذا المنتخب هو منتخب "الطغاة" ولا يمثّل إلا رموز التعذيب في النظام الحاكم!

ناصر بن حمد، هو أيضا من ظهر في التلفزيون على الهواء مباشرة، وهو يهدد ويتوعد جميع الرياضيين الذين هتفوا بإسقاط النظام بالملاحقة والعقاب "كل من قال يسقط النظام، طاحت عليه طوفة" و"نحن نعيش في جزيرة، أين سيذهبون؟". أعلن ناصر لاحقا أنه أمر بتشكيل لجنة تحقيق.

كان ذلك على هامش برنامج رياضي أعد لمحاكمة الرياضيين الذين اشتركوا في احتجاجات دوار اللؤلؤة، وعرضت فيه صور لمختلف الرياضيين وهم يشاركون في "الدوار"، ثم أجريت اتصالات ببعضهم ليهاجموا بسيل من الاتهامات والإهانات، في محاكمة تلفزيونية دنيئة على الهواء مباشرة.

كل من اتصل به في البرنامج، أو عرضت صورته، وجد نفسه في غرف التعذيب في اليوم اللاحق. حملة اعتقالات منظمة طالت أكثر من 150 رياضيا بين معلق وإعلامي ولاعب ومدرب وحكم. ومن ثم أحيل العديد من المعتقلين إلى محاكمات عسكرية ونال بعضهم أحكاما بالسجن، بالإضافة إلى الإيقاف عن النشاط الرياضي، كل هذا بسبب المشاركة في مظاهرات رخص لها ولي العهد البحريني بنفسه!

علاء حبيل، اللاعب الدولي الذي سجل أهم أهداف المنتخب في كل تاريخه، اعتقل من داخل "النادي الأهلي"! السبب: صورة له وهو يقوم بإسعاف بعض المصابين إثر هجوم قوات الجيش والشرطة على "سترة" في 15 مارس/آذار 2011 ومنع المصابين من التوجه لمستشفى السلمانية لتلقي العلاج. شقيقه اللاعب الدولي الآخر، محمد حبيل، اعتقل من المكان نفسه أيضا، وتأكد لاحقا تعرض كليهما للتعذيب في السجن.

لاعب المنتخب علي سعيد اعتقل أيضا، وظهر في تلفزيون البحرين وهو يقدم اعترافا واعتذارا تحت الإكراه، أما اللاعب سيد محمد عدنان فقد غادر البلاد سريعا ما حال دون تعرضه للاعتقال، واحترف اللعب في أستراليا حيث حاز تقديرا كبيرا.

أمين عام الاتحاد البحريني لكرة القدم عبدالرحمن سيار أصدر بيانا يؤكد فيه "أن الاتحاد يسعى جاهدا الى اتخاذ كافة العقوبات والايقافات تجاه الرياضيين سواء كانوا لاعبين أو إداريين أو مدربين" ومن ثم قامت بعض الأندية بإيقاف أكثر من 30 لاعبا وإداريا. 

وتم إيقاف 4 حكام بحرينيين بينهم الحكم الدولي زكريا إبراهيم، لمشاركتهم في مسيرة الرياضيين في "دوار اللؤلؤة". كما تم تجميد نشاط ستة أندية رياضية هي المالكية، والشباب، وسترة، والاتفاق، والاتحاد مع تغريمهم مبلغ وقدره 7500 دينار. نائب رئيس الاتحاد علي بن خليفة آل خليفة زعم أن ذلك كان انسحابا منهم وأنه "جاء بسبب ضغوط من القوى السياسية الشيعية".

وقامت السلطات باعتقال ما يقارب 14 فرداً من لاعبي كرة السلة والإداريين، وما يقارب 10 من لاعبي وحكام وإداريي كرة اليد، وبعض رياضيي كرة الطائرة منهم اللاعبين صادق إبراهيم وعلي عبد النبي.

كما اعتقل عدد من الأبطال الحائزين على جوائز محلية أو قارية أو دولية مثل البطلين في رياضة كمال الأجسام طارق الفرساني وعلي الخياط، واللاعب سيد نور سيد جواد الوداعي الحاصل على جوائز قارية في رياضة المعاقين، ووبطل البحرين في تنس الطاولة اللاعب أنور مكي حسن، ولاعب السنوكر حسين الوطني، وقد تعرض جميعهم لاعتداءات منظمة داخل السجن.

وشملت الاعتقالات صحفيين رياضيين هما فيصل هيات وحسين الدرازي. كما طالت الحملة التعسفية كل من علي جواد رئيس رابطة مشجعي النادي الأهلي وحسن راشد الدرازي رئيس رابطة مشجعي نادي الاتفاق.

في 25 يونيو/حزيران 2011، طلب الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) من الاتحاد البحريني تفسير الأسباب التي أدت إلى اعتقال اللاعبين الدوليين محمد وعلاء حبيل، وأشار الفيفا في بيان صحافي بأنه سيفتح تحقيقاً بشأن تدخل الحكومة في الرياضة، وهو ما تحرمه المنظمة الدولية، ما كان ينذر بعقوبات على الاتحاد البحريني تصل إلى الإيقاف.

في 28 يونيو/حزيران 2011، أفرج عن جميع الرياضيين المعتقلين بشكل مفاجئ، بمن فيهم الذين صدرت بحقهم أحكام بالسجن. وفي تعليق له عن الإفراج عن هؤلاء الرياضيين، قال "ناصر بن حمد" على حسابه في "تويتر" إنه "لا يتدخل في شئون القضاء ولكن لو كان الأمر بيده لعاقبهم بالمؤبد".

بقي بعض الرياضيين المتهمين زورا في قضايا جنائية أخرى، كما تم اعتقال عدد كبير من الرياضيين في العام اللاحق 2012، ذنب بعضهم أنه كان يغادر ناديه متأخرا، ليعتقل بمجرد دخول إلى قريته، إذا ما كانت تشهد احتجاجات أو مواجهات!

لماذا العراق؟

أحد أبرز المعتقلين والمحاكمين في "السلامة الوطنية" الطفل ذو الفقار عبد الأمير (16 عاما) وهو لاعب عراقي الجنسية يدرس بالمرحلة الثانوية وكان يلعب في نادي شباب المحرق البحريني. ربما يفسر هذا لماذا نشجع العراق؟!

ولمن لا يزال غير مصدق بأننا لن نشجع "منتخب الطغاة" الذي يرأسه كبار مجرمي التعذيب، والذي ظلم  وعذب عشرات الرياضيين البحرينيين الذين صنعوا له اسما عالميا، فإنه يجب أن يعرف بأن أهالي سترة قد خرجوا في "زفة" ومسيرات فرح عارمة بفوز العراق، حيث رفعت فيها الأهازيج وشعارات "يسقط حمد"، وقمعتها قوات الأمن بعنف، كما اعتقلت أحد من شارك فيها وفي يده العلم العراقي!

وأخيرا، نتمنى لمنتخبي العراق والإمارات كل التوفيق، وهارد لك "ناصر"!


هوامش:




 

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus