» تقارير
كيف كسرت «زينب الخواجة» حصار الضحايا؟
2012-12-10 - 4:32 م
مرآة البحرين (خاص): للمرة الثانية عشرة، اعتقلت الناشطة الحقوقية "زينب الخواجة"، من مستشفى السلمانية الطبي هذه المرة، وذلك خلال محاولتها كسر الحصار عن المعتقل المصاب "عقيل عبد المحسن"، الذي أطلقت عليه عناصر مدنية الرصاص الحي والانشطاري في وجهه من مسافة نصف متر، في 4 ديسمبر/كانون الثاني الجاري، في قريته "بني جمرة".
وتنوعت عمليات الاعتقال التي تعرضت لها زينب، ابنة الناشط الحقوقي المعروف "عبد الهادي الخواجة"، منذ انطلاق ثورة 14 فبراير، التي باتت رمزا مهما من رموزها. فقد اعتلقت لأول مرة من مقر منظمة "الأمم المتحدة"، في 15 يونيو/حزيران 2011، خلال اعتصام نفذته مع الناشطتين "سوسن برويز" و"أسماء درويش"، لمطالبة المجتمع الدولي بالضغط لإطلاق سراح "السجناء السياسيين".
دام هذا الاعتقال 7 ساعات، ثم بعد أيام، في 22 يونيو/حزيران 2011، اعتقلت زينب مرة أخرى، ولكن من مقر المحكمة العسكرية، وذلك خلال جلسة النطق بالحكم على والدها، بعد أن هتفت "الله أكبر"، تجاوبا مع هتافات والدها، وأفرج عنها في اليوم نفسه.
وفي حادثة مصورة، أثارت بشدة الرأي العام المحلي والدولي، وزعمت وزارة الداخلية أنها ستقوم بالتحقيق فيها، قامت قوات الأمن بسحب "زينب" على الأرض، وجرها عنوة إلى سيارة الشرطة، وذلك بعد أن أطلقت فوق رأسها قنابل الغاز والقنابل الصوتية، حين كانت تعتصم جالسة بمفردها في دوار "أبو صيبع"، خلال فعالية "احتلوا شارع البديع"، في 15 ديسمبر/كانون الثاني 2011.
هي ليست المرة الأولى التي يعتدى فيها على زينب، فقد تلقت صفعة من أحد رجال الأمن حين حاولت إنقاذ متظاهر في المنامة في إحدى مسيرات الناشط "نبيل رجب"، كما رش أحدهم "الفلفل" في عينيها في مسيرة أخرى بالمنامة، وبصق أحد عناصر الأمن في وجهها خلال اعتقاله في المحكمة العسكرية، كما تعرضت إلى ضرب ضباط وعناصر شرطة وفي عدة مراكز أمنية وأمام وزارة الداخلية وفي المستشفى العسكري.
أفرج عن زينب بعد اعتقال دام 5 أيام، ولكن في 12 فبراير/شباط 2012، وخلال الفعاليات المكثفة التي أقيمت احتفالا بالذكرى الأولى لانطلاق الثورة، اعتقلت الخواجة بعد أن نجحت في الدخول إلى "دوار اللؤلؤة"، وكسر الحصار الأمني المفروض عليه منذ أكثر من 21 شهرا. المصادفة، أن المحكمة قضت اليوم تحديدا بحبسها في هذه القضية لمدة شهر، ودفع كفالة مائة دينار، بتهمة الدخول إلى "منطقة محظورة"!
اعتقلت زينب، ثم أفرج عنها في 7 أبريل/نيسان 2012، لكنها اعتقلت في اليوم نفسه، حين ذهبت مباشرة لتحاول مرة أخرى زيارة أبيها في "المستشفى العسكري" بالرفاع، حيث نقل إلى هناك بعد أن استاءت حالته بشدة. منعت زينب من لقاء أبيها، واتهمت بالاعتداء على شرطي مرة أخرى، واعتقلت مجددا، ليفرج عنها بعد ساعات.
في 20 أبريل/نيسان، اعتقلت زينب من "المستشفى العسكري" للمرة الثانية، بينما كانت تصر على الوصول إلى أبيها، ثم أفرج عنها لاحقا. وفي اليوم التالي، 21 أبريل/نيسان 2012، وخلال الاعتصامات المناوئة لسباق "الفورمولا"، نظمت الخواجة احتجاجا منفرداً بالجلوس في منتصف الشارع السريع بالقرب من "المرفأ المالي" في المنامة، احتجاجا على استمرار اعتقال والدها، لتعتقل أيضا وأيضا.
قضت الخواجة هذه المرة فترة طويلة في السجن، حيث أطلق سراحها في 29 مايو/أيار 2012، لتستمر في المشاركة بالاحتجاجات بكثافة، ولتتلقى طلقات مباشرة على رجلها في إحدى المسيارت في منطقة "بوري"، تسببت لها بـ "كسر في الرجل"، في يونيو/حزيران 2012. لكن ذلك، لم يمنعها أن تعتصم مجددا، وبمفردها مرة أخرى، عند دوار "القدم" على شارع "البديع"، لتعتقل مجددا في 3 أغسطس/آب 2012.
وفي 3 أكتوبر/تشرين الأول 2012، يفرج عن "زينب الخواجة" مجددا، بعد أن قضة فترة حبس أخرى بحكم المحكمة، رغم استمرار محاكمتها في عدة قضايا أخرى، وصل مجموعها إلى 14 قضية.
ثم خلال محاولتها مع ناشطين آخرين، كسر الحصار الأمني غير المسبوق على منطقة "العكر"، مشيا على الأقدام، في 21 أكتوبر/تشرين الأول، تعتقل زينب مجددا، ويفرج عنها بعد ساعات.
تمكنت زينب من الوصول إلى "عقيل"، لتروي بقية مأساته "فتح عينا واحدة، ورآني. سألته عن حاله، فأجابني بتحريك إصبعه: لا"! اعتصمت زينب داخل المستشفى أمام غرفة "عقيل" احتجاجا على كل هذه المعاملة اللا إنسانية، واعتقلت في عدد مرات لا يبدو أنها ستنتهي.
إنها زينب، التي كسرت حصار كل شيء!
هوامش
- زينب الخواجة في رسالة من السجن لرفاقها المعتقلين: النظام يخافكم ولستم منسيين، وحين أفكر بكم لا أحزن على أبي
- كلمة الناشطة المعتقلة ’زينب الخواجة’ في حفل تسلم جائزة ’الحرية’ من منظمة ’فريدوم هاوس’
- خريجة العلوم السياسية زينب الخواجة: نقطة ضعفهم
- جولة في قلب «زينب الخواجة»:منذ التسعينيات كانت صورة الشيخ الجمري على حائط غرفتي
- زينب الخواجة: من دوار اللؤلؤة... إلى فضاء تويتر
- زينب الخواجة في "ويكيبيديا"
اقرأ أيضا
- 2024-11-25هل تُقفل السلطة ملفات الأزمة في ديسمبر 2024؟
- 2024-11-13صلاة الجمعة.. لا بيع أو شراء في الشعيرة المقدّسة
- 2024-11-13ملك المستعمرة أم ملك البحرين: كيف تتعامل المملكة المتحدة مع مستعمرتها القديمة؟ ولماذا لم تعد تثير أسئلة حقوق الإنسان على فارس صليبها الأعظم؟
- 2024-11-05الجولة الخائبة
- 2024-11-03هكذا نفخت السلطة في نار "الحرب" على غزة كتاب أمريكي جديد يكشف دور زعماء 5 دول عربية منها البحرين في تأييد عمليات الإبادة