افتتاحية حصاد 2024: حصاد الشهادة

2024-12-27 - 6:31 م

مرآة البحرين (أوراق 2024): الشهادة التي رافع بها السيد حسن عن شعب البحرين منذ 2011 وحتى لحظة استشهاده، لا تنتمي إلى عالم السياسة، فهي من جنس شهادة الأولياء والأنبياء والأوصياء. فهم لا يراعون موازين السياسة، ولا يستخدمون ألاعيبها، ولا يتوسلون بمصالحها، ولا يوظفون حبائلها الخانقة للناس. هؤلاء يذهبون إلى جوهر الحقيقة ويشهدون عليها بنفوسهم الصافية.

 

"خَيْرُ أهلِ المَشْرِقِ عَبْدُ القَيْسِ، أسلمَ الناسُ كَرْهًا، و أَسْلَمُوا طَائِعِينَ" كانت شهادة النبي (ص) فينا، نحن فخر أوال من أبناء عبد القيس.نحن المعجونين بالولاء، الولاء لمن يمثل جوهر  السلام والإسلام والمثل الإنسانية.

أحب أبناء عبد القيس النبي وأهل بيته وهاموا فيهم، وأحب أحفادهم حفيدهم، وجدوا في السيد خلاصة البياض المحمدي الذي انتصر لهم من دون كل أنظمة العالم وسياسييه، وجدوا في خطاب السيد صدى صرختهم التي لم يرف لها قلب أحد، ولم تسمعها أذن أحد. وجدوا أنفسهم في خطاب السيد، ما كان لهم مرآة غير خطابه المجلو بالصدق والصفاء والإنصاف والنصرة والنضرة والنظرة.

 

"نحن يتامى السيد" نقولها بتودد وافتخار من غير تحرج، مع أنها لا تقال في السياسة إلا في مقام القدح والذم، ولكن متى كان يُقاس السيد بمقام السياسة! إضافة السيد ترفع عنها كل ذم وقدح، وتخلع عليها كل سمو ورفعة  وتعال. فالسيد الجوهر الفرد المجلو عن كل شائبة، يفيض عن جوهره العنفوان والمثل والقيم.

 

اليتم المضاف إلى هذا الكل الشامخ، فقدٌ للجلال والكمال والجمال. يتيم عالمنا بعد السيد، وفقير إلى جهة تقاتل بشرف، وتخاصم بنبل، وتنتصر من غير فجور.

كان السيد يُشبه قلوبنا المطهرة بماء البحرين،  ماء البحر المالح وماء عيون الأرض الحلو، فأحببناه وأحبنا.

 

أمهاتنا يقرأن في ابتسامته سيما هذه الروح التي تبعث الأمل والثقة والقدرة والتمكن والأمان. تقول أم لولدها المهاجر: فقدنا الأمان بعد السيد، مبسمه سفينة نجاة، لا يرمي الكلمة إلا في مكانها، ولا يرفع إصبعه إلا في مقامه. هوّن الله ما بكم من تهجير وتنكيل وما بنا من فقد وبُعد أنه بعين السيد، فمن لنا بعد عينه.