المرشد يوقع "صعصعة محارب عابر للزمن" في لندن: نحن في حرب هويات

الباحث عباس المرشد خلال تدشين كتابه
الباحث عباس المرشد خلال تدشين كتابه

2024-12-13 - 8:58 م

مرآة البحرين : دشن الكاتب والباحث البحريني عباس المرشد كتابه الجديد "صعصعة بن صوحان العبدي، محارب عابر للزمن" الصادر عن مركز أرشيف البحرين في العاصمة البريطانية لندن. 

 

وأكد المرشد في حفل التوقيع وسط حضور من الجالية البحرانية والمهتمين، بأن هوية البحارنة والتشيع في البحرين أصبحت في خطر يهدد وجودها ومعالمها، وقد واجهت خلال العقدين الأخيرين تحديات كبرى، فالحاكم الحالي جاء بمشروع سحقٍ ومحقٍ وتحدٍ لهذه الهوية، مستشهداً بما جاء في تقرير البندر الذي كشف عن هذه الرغبة الدفينة والتخطيط الشيطاني لمحاصرتها، رغم أن الحكام السابقين لم يتجرأوا على ذلك.

 

وقال المرشد "نحن في حرب هويات صارمة وقاسية، ويهمنا حفظ هذا المجتمع"، مزيحاً الستار عن سلسلة من الكتب يقوم بتأليفها حالياً مثل كتاب "المرجعية الدينية في البحرين"، وكتاب "رواية الغزو"، وكتاب "كربلاء وليالٍ عشر"، وكلها تصب في اكتشاف هويتنا وحمايتها وتثبيتها بحسب قوله. 

 

لكن المرشد عاد ليستدرك بقوله "كل جهود النظام ستكون هباءًا منثورًا، لكونه وافد طارئ"، مشدداً بأن أصالة هذا البلد ليست ارتباطاً قبلياً، فالقبيلة في المفهوم العربي هي هوية قبل أن تكون نسباً.

 

وأضاف المرشد "هوية البحارنة هوية شامخة راسخة عابرة للحدود وللقوميات وللأزمنة"، موضحاً في الوقت نفسه بأن صعصعة هو الطريق الذي حاول النفاذ منه لإثارة الكتابة في الهوية البحرانية، باعتباره رمزاً تاريخياً عابراً للزمن، مثل الشخصيات التي ارتبطت بقضايا إنسانية وصارت قابلة للاستنساخ. 

 

وعن اهتمام الكاتب بشخصية صعصعة، كشف المرشد بأن ما حدث من إغلاق وتشويه وتدمير قبل أعوام لمقام صعصعة في منطقة عسكر البحرينية، شكّل فاجعة بالنسبة له، نظراً لارتباط هذه الشخصية العظيمة بهوية البحرين، مع وجود من يرغب بقطع الاتصال بهذا الجذر وتشويهه.

 

وأشار المرشد بأن حضور صعصعة ليس حضوراً هامشياً، فبدءاً من القرن السابع الهجري تحول مقامه إلى مشهد يُزار تشد له الرحال، حتى اعتمدت الحوزة العلمية البحرانية على تحديد بعض المسائل الفقهية كمسألة القصر في الصلاة، على مقام صعصعة، وُجد ذلك في مراسلات، منها رسالة زعيم الحوزة العلمية في البحرين آنذاك الشيخ حسين بن مفلح الصيمري، لفقيه الطائفة الشيعية المحقق الكركي، في يزد. 

 

ويتكون الكتاب من ستة فصول في 250 صفحة، تعرّض لقصة إسلام قبيلة عبد القيس وتحولهم من المسيحية إلى الإسلام، ثم تشيعهم بعد ذلك، مع دراسة الآباء المؤسسين للتشيع في البحرين. 

 

كما يتناول الكتاب علاقة الإمام الصادق (ع) بعبد قيس، الذين أثروا التشيع، إلى أن يصل إلى شخصية صعصعة والغموض الذي لاقته شخصيته، مسلطاً الضوء على بعض قصصه كراوٍ للحديث، وكفقيه، وكمبعوث دبلوماسي لأمير المؤمنين (ع) كما في حربي الجمل وصفين، وكذلك صفاته التي تميّز بها، مثل الخطابة التي عُرف بها، وشخصيته العسكرية والمحاربة، حيث كان بطلاً في جيش الإمام علي (ع). 

 

وتعرض الكتاب لوصف الجاحظ لقبيلة عبد قيس بأنهم "خطباء العرب" وأنهم "أشعر قبيلة" رغم ضياع تراثهم في التاريخ.