ألن يُعزّي آل خليفة "اسرائيل"؟

مرآة البحرين - 2024-11-30 - 7:43 ص

مرآة البحرين: "مملكة الريتويت"، تعبيرٌ ساخر يوصف به النظام الحاكم في البحرين، حيثُ لا استقلالية في القرارات والسياسات المُتّبعة داخليًا وخارجيًا. من هذه القرارات التطبيع المُذلّ في 11 سبتمبر/أيلول 2020، حين وقّع اتفاقية "أبراهام" سويةً مع الإمارات. آنذاك، تعدّدت التحليلات في دوافع بيت الحكم في المنامة التي حملته على مُصافحة الصهاينة وإبرام مُعاهدة الخيانة معهم. خلاصة هذه التفسيرات كان أن ما أقدم عليه آل خليفة أتى تنفيذًا لأمرٍ خليجي.  

 

خلال 3 سنوات وأكثر، عمل نظام البحرين على تحويل البلد الى مقرّ للموساد وضبّاطه، ينشط فيه لتحقيق أهدافه المعادية في المنطقة ولاسيّما بوجه إيران، فشرّع الأبواب لاحتضان شخصيات من مختلف المجالات في الكيان الصهيوني ولاسيّما العسكرية والأمنية. في حرب غزة المستمرة منذ 2023، حارب الأصوات الداعمة لخيار المقاومة وأكمل حياته بلا أيّ شعور بالخجل تجاه شعب عربي مظلوم يُباد ويُمحى عن الخريطة. 

 

بعد عام وشهرين على نكبة غزة المتواصلة، شهدت الإمارات حدثًا قوميًا وفق كلام وسائل إعلام العدو، إذ قُتل الحاخام والضابط الصهيوني وعضو حركة "حباد" اليهودية  تسفي كوغان. السلطات الإماراتية سارعت بالتعاون مع أجهزة الأمن "الاسرائيلية" الى توقيف مُنفّذي العملية الفدائية التي جاءت انتصارًا للشعب الفلسطيني المظلوم.  

 

لم تقف الأمور هنا، رئيس لجنة الدفاع والشؤون الداخلية والخارجية في المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي، علي راشد النعيمي، قصد 

عائلة القتيل لتعزيتهم. 

 

أمام هذه الحادثة التي لا يُستبعد أن تتكرّر في دول التطبيع العربية ومنها البحرين، أسئلة كثيرة تُطرح:

 

* هل يتوسّع التعاون الأمني بين البحرين والكيان الصهيوني جديًا ويُكثّف على غرار ما حصل عقب حادثة الإمارات؟ 

 

* ألَنْ يُرسل آل خليفة أحد مبعوثيهم لتقديم واجب التعزية بحلفائهم؟

 

* أتُكلّف الدولة فريقًا خاصًا لحماية الحاخامات الذين شوهدوا في البحرين؟

 

* هل يُقيم بيت الحكم عزاءً لقتلى جيش الاحتلال وشخصيات من الكيان يُقتلون بدافع فدائي في الدول العربية؟

 

* هل يفكّر الملك بزيارة الأراضي المحتلة للوقوف على "خاطر" الصهاينة وطمأنتهم بأن البحرين لن تشهد عملية مُماثلة؟ 

 

الأكيد أننا أمام قرارت بطابع الـ copy paste فيما يخصّ علاقة البحرين بالكيان المحتلّ. كلّ ما يصبّ في صالح تعزيزها وتمتينها ستُقدم عليه الدولة وستستوحي من البلدان المُطبّعة علنًا أو سرًا سياساتها. وعليه تقترب من أعداء الأمة خطوة وتبعد عن شركاء الهوية والجغرافيا آلاف الأمتار.