البحرينيون لا يعرفون الحياد: مع لبنان ومقاومته اليوم أكثر من أي وقت مضى

أمين عام الوفاق الشيخ علي سلمان يلقي كلمة في ختام مسيرة لبيك يا مقاومة وتبدو أعلام حزب الله وصور السيد حسن نصرالله خلفه - 18 يوليو 2006
أمين عام الوفاق الشيخ علي سلمان يلقي كلمة في ختام مسيرة لبيك يا مقاومة وتبدو أعلام حزب الله وصور السيد حسن نصرالله خلفه - 18 يوليو 2006

2024-09-25 - 6:38 م

مرآة البحرين (خاص): منذ أمس الأول (الإثنين 23 سبتمبر 2024) تتعرض جمهورية لبنان الشقيقة لهجمة إسرائيلية شرسة، خلّفت حتى الآن أكثر من 600 شهيد وما يفوق 2000 جريح، إثر غارات عنيفة تعبّر عن طبيعة هذا الكيان الإرهابي المتعطّش للدماء.

هذا العدوان ذكّر كثيرين بحرب 2006، لكن الظروف تغيّرت في البحرين خلال 18 عامًا. في العام 2006 خرجت مسيرات شارك فيها عشرات الآلاف من البحرينيين، ترفع أعلام حزب الله، وتندد بالجرائم الصهيونية المدعومة من الولايات المتحدة.

في مسيرة «لبيك يا مقاومة» التي انطلقت من تقاطع السيف إلى دوار اللؤلؤة يومها، تحدثت قيادات المعارضة يتقدمهم زعيم المعارضة وأمين عام الوفاق الشيخ علي سلمان، الذي كان يهتف بأعلى صوته «لبيك يا نصرالله». صور سيد المقاومة وأعلام حزب الله كانت تملأ البحرين، في المسيرات، وعلى السيارات، في الطرقات، داخل القرى والمناطق البحرينية، فيما كانت أناشيد ألبوم الوعد الصادق بصوت الشيخ حسين الأكرف، تسمع في كل مكان قد يخطر على بالك، وعلى الصعيد الإنساني كان هناك تضامن شعبي واسع وحملات تبرّع قادتها جهات رسمية وأهلية لإغاثة ومساعدة أهلنا في لبنان.

منذ العام 2006 تغير الكثير الكثير، وضعت البحرين حزب الله على لائحة الإرهاب، وحكمت بالمؤبد على زعيم المعارضة الشيخ علي سلمان الذي يقبع في السجن منذ حوالي 10 أعوام. صاحب الصوت العذب الشيخ حسين الأكرف يعيش في المنفى. النظام القمعي وضع قوانين صارمة تقيّد حركة الأموال، ولم يعد أحد يفكر في جمع التبرعات لصالح المقاومة أو شعوب فلسطين ولبنان لأن ذلك سيعرّضه للملاحقة القانونية بتهمة «دعم وتمويل الإرهاب»، هذا كله إلى جانب حكومة البحرين التي قررت التطبيع مع الصهاينة قبل 4 أعوام، وأدى تطبيعها لتوقيع عشرات اتفاقيات التطبيع في مختلف المجالات، وفتح سفارة للكيان على أرض البحرين.

لكن على الرغم من كل ذلك، لم يتغير الشعب، وبقيت قضية فلسطين، قضية مركزية يرفعها وينادي بها في كل منصّة أو مكان، ولم يتقبل هذا الشعب الأبي جريمة التطبيع، بل استمر في التظاهر للتنديد بهذه الخطوة طوال 4 أعوام دون أن يعرف التعب، وبعد عملية طوفان الأقصى، دخل شباب هذا الشعب السجن لتضامنهم مع شعب فلسطين الأبي والمقاوم.

واليوم مع الاعتداء الصهيوني الدامي على لبنان وشعبه ومقاومته، يقف شعب البحرين ذات الموقف بنفس الحماسة والصلابة، يرفع راية المقاومة ويدافع عنها، كيف لا يفعل ذلك، والمستهدف هو هذا الحزب الذي طالما دافع عن مظلومية شعب البحرين، ودفع بسبب موقفه المبدئي من شعب البحرين وقضيته، ثمن وضعه على لوائح الإرهاب الخليجية، ورغم ذلك لم يبالي أو تأخذه في الله لومة لائم.

لذلك لم يكن مستغربًا بيان كبار علماء البحرين منذ الساعات الأولى للعدوان، ولم تكن مستغربة عشرات المسيرات التي جابت مختلف مناطق البحرين ترفع صورة السيد حسن نصرالله، وتهتف باسم المقاومة وسيّدها، ومن المتوقع أن تستمر كل هذه الفعاليات التضامنية رغم الظروف المحيطة والقوانين الجائرة.

إن من الواجب الأخلاقي لشعب البحرين أن يبقى وفيًّا لمن كانوا أوفياء معه طيلة عقدٍ ونيف وفي ظروف بالغة التعقيد. لذلك تراه اليوم مع المقاومة والشعب اللبناني الأبي، أكثر من أي يومٍ مضى، يكرر هتافه الذي كان يهزّ أرجاء العاصمة البحرينية قبل 18 عامًا «لبيك يا مقاومة... لبيك يا نصرالله».