إخوان وسلف البحرين مع إسرائيل هنا وضدها هناك
2024-09-23 - 6:18 م
مرآة البحرين (خاص): ماذا يعني رفض جماعة الإخوان المسلمون والجماعات السلفية في البحرين التوقيع على بيان يدين المجازر التي ارتكبتها إسرائيل بتفجيرها آلاف أجهزة الاتصالات الثلثاء والأربعاء الماضي؟
انضم المنبر الإسلامي (إخوان) والأصالة الإسلامية (سلف) وتجمع الوحدة الوطنية (مزيج من الإخوان والأزهريين) إلى مبادرة وطنية بحرينية لمناهضة التطبيع مع العدو الصهيوني والتي تضم تحتها ما يزيد على 20 جمعية.
واعتادت المبادرة تنظيم فعاليات وإصدار بيانات تدين جرائم الإبادة التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر، ورفض اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل ومطالبة البحرين بإلغائها.
المفارقة الكبيرة، هي رفض هذه القوى بشكل قاطع التوقيع على بيان أصدرته المبادرة الخميس الماضي يدين الهجمات الإسرائيلية الإرهابية الوحشية على الضاحية الجنوبية، من خلال تفجير أجهزة اتصالات محمولة أدت إلى استشهاد العشرات وإصابة آلاف اللبنانيين
طالت الهجمات العشوائية نساء وأطفالا ومدنيين ومقاتلين احتياط في حزب الله، وهو تكتيك أعمى لا يفرق بين الأهداف، فكل ما هو لبناني كان هدفا ذلك اليوم، حتى ولو كانت تلك الأجهزة في متناول أطفال حين قرر العدو الصهيوني تفجيرها بكبسة زر
المبادرة الوطنية، بدون جماعات الاخوان والسلف، وصفت الهجوم الصهيوني على الشعب اللبناني الشقيق بـ «الجبان»، وأضافت بأنه «ما كان ليحدث لولا صمت العالم وتواطؤ الغرب لحماية الكيان الصهيوني والتغطية على جرائمه في فلسطين ولبنان ووطننا العربي الكبير»
أعلنت المبادرة عن «دعمها ومساندتها ومؤازرتها للشعب اللبناني الجريح في حقه المشروع في مقاومة المحتل المعتدي والثأر لدماء الشهداء»، داعية الشعب اللبناني إلى «التمسُّك بوحدته الوطنية وتوحيد الجبهة الوطنية لمقاومة الكيان الصهيوني المجرم وأعوانه»
كل مضامين هذا البيان محل إجماع من العالم الحر، فالجريمة كانت «جبانة وجاءت بغطاء دولي ظالم ومنحاز»، أما الشق الآخر فأكد على حق مقاومة العدو والثأر لدماء الشهداء ووحدة الشعب اللبناني في الجبهة ضد هذا العدو المجرم
في الواقع إن عدم التوقيع على البيان يعني رفض كل ما ورد فيه، فالجريمة كانت محل تأييد إخوان وسلف البحرين. هم ليسوا الوحيدين الذين صفقوا لهذه الجريمة فقد شاركهم موقفهم حكومات وجماعات سياسية ومؤسسات إعلامية في المنطقة
إن الدم اللبناني واليمني والعراقي في المعركة مع إسرائيل من وجهة نظرهم الطائفية مهدور، وقتلاهم ليسوا بشهداء، وأطفالهم ونساؤهم ليسوا أبرياء، ومقاومتهم ليست لوجه الله، وهذا الموقف لم يعد في المجالس المغلقة بل عبر الفضائيات ومنصات التواصل الاجتماعي
لقد تجاوز الأمر ذلك في المعركة الأخيرة إلى حد مباركة هجمات إسرائيل ومطالبتها بالمزيد، فإسرائيل العدو في فلسطين حليف في لبنان واليمن، هكذا عندما يفقد الإنسان شرفه ودينه وعقله، يكون يوما صهيونيا وفي يوم آخر ضدها!