ثمانية أعوام على رحيل القلب العاشق: الرسّ الذي ناصرنا حتى رمقه الأخير
2024-09-20 - 4:40 م
مرآة البحرين (خاص): قبل ثمانية أعوام ( 2016) وفي مثل هذا اليوم 20 سبتمبر، غرقت وسائل التواصل الاجتماعي في البحرين بنعي الشاب الكويتي الأصل الكندي الجنسية ناصر الرس (33 عاماً)، وهو أحد ضحايا التعذيب على يد النظام البحريني، وأحد الشهود على مقتل الشهيد عبدالكريم فخراوي تحت التعذيب داخل السجن.
البحرينيون نعوا الرسّ كشهيد وكضحية تعذيب، وافتخروا به كـ(ناصر) للقضية البحرينية، بقى مناضلاً من أجلها حتى الرمق الأخير من نبض قلبه.
في العام 2011 حضر للبحرين لمناصرة ثورتها، في الدوار وتحديدا في المركز الإعلامي كان شعلة تضيء، لا يهدأ لحظة، ولا يغيب عن فعالية، مفعما بالحب والأمل، داعما لكل حق ومطلب لأهل البحرين.
رغم خطورة الوضع آنذاك في البحرين، بقي في قلب الساحات، حتى اعتقل من قبل النظام البحريني، وتعرض لشتى أنواع التعذيب أشدها كان على قلبه الضعيف الصعق الكهربائي، الذي زاد العبء على قلبه المريض، كان شاهدا على تعذيب الشهيد عبد الكريم الفخراوي، وعلى استشهاده نتيجة هذا التعذيب الشرس.
بعد إطلاق سراحه غادر إلى كندا، لا هروبا بل ليحمل هم البحرين وأهلها الثائرين، يقرع كل الأبواب الحقوقية والسياسية، ليجعل من قضيته قضية مجتمع دولي، حتى قرار الدراسة كان قرارا مرتبطا بالبحرين، اختار دراسة حقوق الإنسان ليُمكّن نفسه أكثر أكاديميا في هذا المجال، ليستمر في مسيرته النضالية.
بعد إعلان وفاته، نعاه مدير عام منظمة العفو الدولية في كندا أليكس نيف قائلا "هذا الصباح توقف قلبه إلى الأبد، ولم تكن هناك إمكانية لإنعاشه، إنه أمر مؤلم للغاية أن قلب ناصر الذي كان مفعماً بالحب والفرح والإلهام، لم يتمكن من إبقاء هذا الشخص الرائع على قيد الحياة".
رئيس جمعية المعلمين مهدي أبو ذيب، والذي كان رفيق زنزانته في سجن الحوض الجاف، كتب على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي تويتر: ناصر الرس كنا نتعرض للتعذيب والتنكيل والضرب والإهانات في محاكم السلامة الوطنية وكنت أنت معنا تتحمل ذلك كله بصبر واحتساب وتواجهه بابتسامتك"، ثم أردف مخاطباً الرس: "استعجلت الرحيل وترجلت سريعا أيها الفارس الجميل رحلت ولما ترى بذورك وهي تزهر وأحلامك البيضاء تتحقق أفجعتنا وأدميت كل جوارحنا"، وأضاف ""ولدي ناصر الرس عندما أقول بأنك جميل ذلك لأنك جميل بكل المعاني والمقاييس لاسيما روحك النقية الأبية العاشقة الثائرة الشاعرة المعطاءة المضحية".
أما الكاتب البحريني علي الديري فقد نشر على صفحته في الفيس بوك نعياً للرس قال: "حين التقيته للمرة الأولى في بيروت مارس 2012 لم يحدثني عن قلبه المجهد، حدثني عن قلبه العاشق، كان يتدفق بحيوية المحب المملوء باليقين، وجدت فيه نقاوة الحب وخلاصته وأنا في السنة الأولى من تجربة الهجرة التي لم أُسمها حينها هجرة. حدثني عن الأصدقاء الذين بيننا بإشارات تغني عن الشرح، كان في رحلته إلى كندا، ولست أدري إن كان يملك قلبه لحظتها هذه الطاقة الجبارة ليودع في مصيري حينها شيئٍا مِن القَدَر الكندي، لألحق به بعد أربع سنوات"،
وأضاف الديري مخاطباً ناصر: "لست بحاجة إلى دراسة حقوق الإنسان يا ناصر، لقد أعطاك شعب البحرين شهادة عظيمة في جدارة استحقاقك لإجازة حقوق الإنسان، لقد امتحن قلبك ووجده يحفظ هذه الحقوق جيدا، ويُؤمِن بها، ويُؤمّن بحياته عليها، ويموت تعذيبا، بها ويستشهد دونها".
وفي البحرين شارك المئات من البحرينيين في تظاهرات خرجت في المنامة، الدراز وعالي شددت على تقديم المتورطين بتعذيب الرس للعدالة ووقف التعذيب في السجون البحرينية.
هدفت تلك التظاهرات (الخميس 22 سبتمبر 2016) إلى تخليد ذكرى الناشط الحقوقي ناصر الرس.
ورفع المتظاهرون صورا للشاب الراحل، ورددوا شعارات تندد بالنظام البحريني المتهم بتعذيب ناصر الرس في السجن البحرينية بعد اعتقاله من مطار البحرين مارس من العام 2011.