في أمر محمد العرب ومن «لا محلّ لهم من الإعراب»!
2012-10-27 - 1:03 م
محمد العرب في لقاء الأسبوع الماضي مع المشير خليفة بن أحمد
من الآن، يجب على البحرينيين، وعلى رأسهم نشطاء 14 فبراير/ شباط، أن يتوقفوا عن التعامل مع العربيّ المقيم محمد العرب، كـ«صحافي». ما من شك، إن كثيراً مناً ينظر إليه على هذا الأساس، ولكن يجب أن يتمّ التعامل معه كذلك أيضاً. فوراء هذه الصفة التمويهية «صحافي» تختفي أكثر الوجوه بشاعة.
مقبلاً الملك حمد بن عيسى |
نحن لسنا أمام صحافي مهتم بتغطية الحقيقة، حتى المنحازة منها، إلى الرّأي العام. إننا أمام موظف أجنبي رخيص بدوام كامل، في الإعلام الأمني التابع إلى وزارة الداخلية. صفة مراسل «العربية»، هي أحد أوجهه المقنّعة. في حين يتلقى أجراً سخيّاً من وزارة الداخلية نظير خدماته.
وينبغي التعامل معه، كواحد من الخصوم الفعليين العاملين في مطبخ الدعاية السوداء الذي تصرف عليه السلطة من موازنة هذا الشعب.
مع مستشار الملك نبيل الحمر |
لقد صاغ هذا الغريب علاقة مع هذا الشعب تقوم على اللعب على ميزان القوّة. واستمرأ، كما يفعل الأجراء المتداعون وراء المال الحرام، استضعاف فئة من البحرينيين، اعتماداً على أن هذا النوع من ميَلان القوّة ضدّهم، هو قصّة أبدية. ووجد من يشجعه من رجال الدولة، فتمادى.
ثم وجد «كعب أخيل» في انقسام البحرينيين، وراح يطوّر هويّة تستحقر كافّة البحرينيين، بألوانهم. ليس المعارضين وحدهم، بل حتى موالي السلطة.
حين خاطب هذا الوضيع أحد أبناء هذا الشعب - مهما كانت درجة الخصومة معه! - ساخراً، بأنه «هارب في برد لندن من الحقيقة»، كان يعرف أن مثل هذا النوع من الخطابات لا يتلاءم مع صفته كصحافي غريب. وأنه اصطفاف فاقع إلى أقصى اليمين، لا يليق بالأدب «الرّفيع» المتوقّع من الدخلاء.
لكنه مطمئن إلى صفته «الخفيّة» الأخرى، كموظف في إعلام «الداخلية»، وأن ذلك كاف كي يحميه من لوم اللوّامة وبرم المتبرّمة.
مع خالد بن حمد آل خليفة |
حتى لو كانت الوطنية البحرينية في عمومها، من الدراز غرباً إلى المحرّق شرقاً، هي ما يقوم بالدوس عليه! وهو أمر فائق البشاعة في بلد صار فيه الغرباء المقتاتون على وقع سيلان الدم من الجراحات النجيبة، يعلّمون البحرينيين مفردات وطنيّتهم الضاربة في القدم.
تمادى محمد العرب، وينبغي إخراسه. ليس بإيذائه، فهو لا يستحق شرف الشهيد، إنما بتصعيد الوطنية البحرينيّة، وإفهام روحه الوضيعة: أن انقسام البحرينيين، شيعتهم وسنتهم، معارضين وموالين، ليست طيناً لازباً يعبث به كل عابث.
ولسنا ممن يتنكّر للقمة العيش، المرّة والحلوة، وللتاريخ المديد الذي جمعنا وأجدادنا، بشتّى اتجاهاتهم، مع إخوة الوطن، حتى نقبل أن يلعب على تناقضات اجتماعنا هذا الطفيليّ المسترزق الذي ينبغي أن يفهم جيّداً معنى أننا: «البحرين».
مع وزير الداخلية راشد بن عبدالله |
طيلة الأشهر الفائتة، كان العربيّ المقيم، والموظف بوزارة الداخلية، يسرح ويمرح. ويستغرب المتابع لما تبثه وكالة أنباء البحرين «بنا» وحدها، مما يشي بحجم نفاذه في المؤسسات الأمنيّة، ولقاءاته الدوريّة بمسؤليها، بمن فيهم «المشير» خليفة بن أحمد، ووزير الداخلية راشد بن عبدالله ونجل الملك الملازم الأول بقوة الدفاع خالد بن حمد ومستشار الملك نبيل الحمر، وآخرون، في مهمّات ليست لها علاقة بالعمل الإعلامي البتّة.
كما يستغرب من صبر البحرينيين، وقدرتهم على تحمل سلوكيّاته الحقيرة، بدءاً من استجواب المعتقلين وهم في قبضة رجال الأمن، والتمويه على النشطاء من واسطة عملاء له يحملون صفات تابعة إلى وكالات أخبار أجنبية، ومن ثمّ بث صورهم على الهواء لتبادر السلطات باعتقالهم، وزياراته لقرى المعارضة بمعيّة رجال الأمن إمعاناً في التعمية على عذابات الناس، كما حصل في «العكر» مؤخراً، ووضع الصحفيين المعارضين ضمن قوائم «الخونة»، وأخيراً ما كشفه مسئولون في «تجمع الوحدة الوطنية» عن محاولاته زرع عناصر تابعة إلى وزارة الداخليّة، وتمكّنه من الحصول على تسجيلات خاصّة لاجتماعات داخليّة، إضافة إلى تشاركه مع أحد أفراد العائلة الحاكمة وهو محمد بن سلمان بن صقر آل خليفة في إدارة شبكة «منرفزهم» المسئولة عن بث خطابات الكراهية.
إننا لا نتحدّث عن ممارسات تتصل بصميم العمل الإعلامي، وتغطية الحقيقة؛ حتى تلك المفصلة على هوى السلطة، الملوّنة والمليئة بالأكاذيب والدعاية المضلّلة. بل نتحدّث عن ممارسات ذات طابع أمنيّ استخباريّ بحت، وثيقة الصلة مع وظيفته في الإعلام الأمني التابع إلى وزارة الداخلية. وقد تبرّع رئيس لجنة تقصي الحقائق محمود شريف بسيوني نفسه بذكر هذه الشهادة في تقريره «قناة العربية الدولية (التي يترأس العرب مكتبها في البحرين) استخدمت لغة تنطوي على إهانة منتقدي النظام والتشهير بهم أثناء الإشارة إليهم». (تقرير بسيوني، ف 1635، ص 507).
على أحد أن لا يجادل بعد اليوم، منافحاً عن سلوكيّاته القذرة، تحت ذريعة أنه «صحافي». إننا أمام عنصر في جهاز الأمن البحرينيّ يمارس مهمّات إعلاميّة إلى جانب عديد من المهمّات الأخرى، الرسالة الإعلاميّة هي آخرها. هكذا يجب أن ننظر إليه، وهكذا يجب أن نتعامل!