عن زيارة هاليفي للبحرين ونبوءة النقاش

الراحل أنيس النقاش (1951 - 2021) ارشيفية
الراحل أنيس النقاش (1951 - 2021) ارشيفية

2024-06-13 - 7:53 م

سيأتي يوم يجتمع كل هؤلاء جهاراً نهاراً لأجل إنهاء قضية ⁧ فلسطين⁩، وسيقاتلوننا مجتمعين (أنيس النقاش 1951 - 2021)

 

مرآة البحرين (خاص): كان لحدث تطبيع الإمارات والبحرين مع الكيان الإسرائيلي في 15 سبتمبر 2020 صدى كبيراً في وسائل الإعلام المحلية والعالمية، فالدولتان خليجيتان، مجاورتان لإيران، وأيضاً ثريّتان ما يعني أن موجة التطبيع هذه ستنعكس تطبيلاً وإشادة وتبريراً في وسائل إعلام على لسان كتّاب ومثقفين ونخب يعتاشون على أموال الخليج منذ سنين.

بالطبع لم يكن تطبيع الدولتين حدثاً عادياً، وكان الجميع يعلم أن هناك ارتدادات سلبية للقضية الفلسطينية إثر ما حدث، على الرغم من عدم تغيّر شيء على الأرض (عسكرياً) كون الدولتان لا تملكان حدوداً مع فلسطين المحتلّة ولم تكونا يوماً في موقع الدفاع أو الهجوم (بالمعنى العسكري) مع الكيان منذ تأسيسه.

كثرت التحليلات حينها. غزا المحللون شاشات التلفزة وكتبت المقالات في الصحف والمواقع الإخبارية وامتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بمواد دسمة للمؤيدين والمعارضين للتطبيع، لكن شخصاً وحيداً ظلّ يحذّر من تحالف عسكري استراتيجي عربي مع الكيان. ظلّ يكرر أن هذا التحالف لن يكون سريّاً، وسيكون علنياً وظيفته إنهاء القضية الفلسطينية.

توفي قائل هذه الكلمات، الباحث والمحلل السياسي الفذ أنيس النقاش، قبل ثلاثة أعوام متأثراً بمضاعفات كورونا، لكن مقاطعه كان يعاد نشرها من قبل محبيه، في كل مواجهة عسكرية مع الكيان المحتل، ليرى الناس أن ما كان يقوله عن محور المقاومة، أو المحور العربي الإسرائيلي، هو أشبه بنبوءات باتت تتحقق الواحدة تلوى الأخرى.

يوم أمس (الأربعاء 12 يونيو 2024) كشف موقع أكسيوس الأمريكي الإخباري إن رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي كان في زيارة سريّة للمنامة، التقى خلالها بنظرائه في جيوش البحرين، السعودية، الإمارات، مصر والأردن، بحضور ورعاية أمريكية من قبل مايكل إريك كوريلا، رئيس أركان القيادة المركزية للولايات المتحدة الأمريكية.

يقول الخبر نقلاً عن مسؤول أمريكي إن الزيارة هدفت لمناقشة "التعاون الأمني الإقليمي"، خصوصاً بعد النجاح الذي حققه التحالف في إحباط الهجوم الإيراني على الكيان في 13 أبريل (في إشارة للهجوم الإيراني الكثيف على الكيان رداً على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق)، كما يضيف أن التعاون بين الدول العربية وإسرائيل مكّن من جمع المعلومات الاستخبارية اللازمة للتمكن من الحصول على "إنذار مبكّر للهجوم"، في إشارة إلى أنظمة الرادار في هذه الدول العربية التي عملت في أبريل على كشف انطلاق المسيرات والصواريخ الإيرانية وتحديد وجهتها.

ويضيف المسؤول الأمريكي إن التعاون (بين الدول العربية وإسرائيل)، شمل على وجه التحديد "المشاركة الفعّالة للسعودية والأردن في اعتراض الصواريخ والطائرات بدون طيّار التي مرت عبر مجالهما الجوي بعد إطلاقها من إيران، العراق واليمن باتجاه إسرائيل".

هكذا صارت الصورة واضحة لمن يريد، هذا تحالف عسكري، وظيفته صد أي هجوم على الكيان، وفي مراحل متقدمة، قد ينخرط هذا التحالف في قتال مباشر بصورة أو أخرى مع قوى محور المقاومة، لكن لماذا؟ 

يجيب على السؤال أنيس النقاش في مقابلة تلفزيونية أخرى ويقول: "ما الذي سنواجهه في المستقبل هو حرب تتجمع بها قوى الصهيونية مع قوى عربية قتالياً، لا أتحدث هنا إعلاميا أو سياسيا أو تطبيعياً، في القتال سيكون هناك جبهتان يتقاتلان، من يريد تحرير فلسطين ويعيد المقدسات الإسلامية، ومن يقف مع الصهيونية تنفيذاً للمشاريع الأمريكية في المنطقة لأنه يعتقد أن إماراته ودوله لا يمكن أن تبقى إلا بسيطرة الغرب على هذه المنطقة، ولذلك لا أحد يتحدث عن تطبيع إماراتي أو تطبيع بحريني، الذي يحدث هو حلف استراتيجي بين هذه الدول مع الكيان الصهيوني".

الرحمة والخلود لأنيس النقاش، والخزي والعار لمن اجتمعوا في المنامة على أشلاء وجثث أكثر من 37 ألف شهيد من أطفال ونساء ورجال وشيوخ غزة الأبيّة.