هذا الناقص: وزير الداخلية يقترح شعار موسم عاشوراء!

محافظ الشمالية برفقة ممثلي الداخلية وعدد من رؤساء المآتم والمواكب
محافظ الشمالية برفقة ممثلي الداخلية وعدد من رؤساء المآتم والمواكب

2024-06-09 - 3:13 ص

مرآة البحرين (خاص): كما لو أن وزارة الداخلية أعلنت من جديد عن نيتها تجديد استهدافها الممنهج لموسم عاشوراء كما درجت العادة في السنوات السابقة.
في لقاء مع بعض رؤساء المآتم والمواكب قبل أيام، قام محافظ الشمالية وهو موظف لدى وزير الداخلية، بالإعلان من جانب واحد عن شعارٍ لعاشوراء هذا العام قائلاً إنه سيكون "عاشوراء نسمو.. عاشوراء مكارم الأخلاق". فمن يمثل هذا المحافظ ليفرض شعارا للموسم! إنه يمثل بدون شك الوزير التابع له وإخوانه من ضباط الوزير الذين مثّلوا وزارة الداخلية في الاجتماع، وكان كلامهم أكثر استفزازا، إذ قالوا إن الوزارة تؤكد "أهمية إقامة الشعائر الحسينية في نطاقها المعين وعدم خروجها عن المناسبة مع ضرورة التنسيق المسبق والالتزام بالوقت"
الشعائر الحسينية في البحرين أقدم من تاريخ العائلة الحاكمة في البلاد، وهي تحظى بإعجاب الملايين من شيعة المنطقة والعالم، كما أنها واضحة المضمون، ولديها آلياتها ووسائلها التنسيقية الخاصة، فلا توجد حاجة مطلقا لأن تتدخل الجهات الرسمية في هذا الموسم الديني العقائديّ، خصوصا الجهات المعروفة بتأزيم الموسم العاشورائي
محاولات السلطة لتحويل الشعائر الحسينية إلى مجرد كرنفال حزين خالٍ من المضمون والمعنى، هدف لن يتحقق أبدا وشيعة البحرين ليسوا بحاجة لمقترحات الحكومة أو موظفوها، ولا للتهديدات المبطّنة التي أدلى بها ممثلوها.
لقد رصدت المنظمات الحقوقية في تقاريرها السنوية العديد من الانتهاكات، شملت إلزام المآتم بإزالة اليافطات العاشورائية أو تمزيقها، وتفكيك المضائف واستدعاءات بالجملة للرواديد والمنشدين ومنع جلب الخطباء من الدول المجاورة بل حتى حضورهم صار ممنوعا. إذا كان هناك شيء أو دور ترغب وزارة الداخلية في القيام به لإنجاح هذا الموسم، فلن يكون غير وقف كل هذه الإجراءات الظالمة، وهذا وحده كافٍ لإنجاح الموسم.
حتى الآن ما تزال الحكومة تتعاطى مع مواطنيها الشيعة باعتبارهم مواطنين درجة ثانية، ولا يزال التضييق الذي تمارسه يمثل امتداداً لنهجها السابق الذي حاولت التنصّل منه في محافل دولية عدة.
فيما الوافدون ما يزالون يحتفلون بأعيادهم وأحزانهم كل عام من دون أيّ تدخل أمني أو مضايقات، الهنود، المسيح، اليهود، السيخ، البهائية. يستدعون من يستدعونه، بينما يُستثنى شيعة البحرين وحدهم من كل ذلك.