دورة اعتيادية في ظروف استثنائية... هل البحرين مكان مناسب للقمة العربية؟
2024-05-15 - 9:13 م
مرآة البحرين (خاص): تستضيف البحرين القمة العربية للمرة الأولى غدا الخميس (16 مايو 2024)، في وقت تستمر فيه حرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
وعلى الرغم من كل ما يجري في القطاع من إبادة وتجويع وتهجير، إلا أن القمة لم تأت بشكل استثنائي بل جاءت في دورتها الاعتيادية الـ 33، وستناقش قضايا مختلفة إلى جانب الحرب على غزة.
ولا يوجد تفاؤل في أوساط الشارع العربي من أن القمة الاعتيادية ستخرج بقرارات استثنائية، وذلك لعدة اعتبارات من بينها مقررات القمم السابقة، مواقف الدول من الحرب الدائرة في القطاع ومكان استضافة القمة.
وتجيء هذه القمة بعد أكثر من 6 أشهر على القمة العربية- الإسلامية غير العادية التي انعقدت في الرياض بعد نحو شهر من الحرب التي شنها كيان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.
وكانت القمة قد أقرت مقررات من بينها ضمان إدخال المساعدات للقطاع الذي تحاصره إسرائيل، حيث أكدت القمة على إسناد جهود مصر لإدخال المساعدات إلى القطاع بشكل فوري ومستدام وكاف.
وفي الحقيقة، لم تلعب مصر ولا حتى الأردن دورا كبيرا في ضمان إيصال المساعدات للقطاع، ولم تقم الدول العربية بإسناد ذلك الدور المتردد الذي فضّل الحفاظ على شكل العلاقة مع إسرائيل على الانخراط في الصراع ولو فيما يتعلق بالأعمال الإنسانية.
كان ذلك، في الواقع، هو المقرر الوحيد الذي خرجت به القمة، عدا ذلك فقد كان البيان مجموعة من المطالبات والمناشدات التي لم تلق آذانا صاغية في مجتمع دولي منافق، استمر في تغطية الحرب سياسيا وتزويد القاتل بكل ما يحتاج من أسلحة لإنجاز مهمته.
أما المواقف على مستوى الدول منفردة، فقد اختارت مصر والأردن لعب دور استعراضي فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، في وقت يبدو أنها تريد حقا لإسرائيل إنجاز مهمتها في تصفية المقاومة الإسلامية.
وتعتبر دول رئيسية بينها مصر، الأردن، السعودية والإمارات حركة حماس ذراعا مسلحا لحركة الإخوان المسلمين، لذلك فإنها لا تمانع أن تنجح إسرائيل في تدميرها ولو كلّف ذلك قتل الإبرياء من النساء والأطفال.
وقد لعبت الإدانات التي أطلقتها تلك الدول لهجوم المقاومة على مواقع عسكرية داخل الأراضي المحتلة، دورا محفزا لإسرائيل في حربها، هذا إذا لم يكن هناك أحاديث في السر عن دعمهم جيش الاحتلال في مهمته.
وهنا يمكن الإشارة إلى أحد أبرز العوامل التي تجعل من الشارع العربي غير متفائل بمقررات هذه القمة، وهو مكان انعقاد القمة، حيث البحرين التي قامت بتطبيع مجاني للعلاقات مع إسرائيل وعبّرت عن إدانتها لحركة المقاومة الإسلامية حماس.
وقد وصف ولي العهد رئيس الوزراء سلمان بن حمد آل خليفة هجمات المقاومة الإسلامية حماس على أهداف عسكرية بـ «الهجمات البربرية»، وردد أكاذيب الغربية من أن حماس قتلت أطفال خلال الهجوم.
ورفضت الحكومة البحرينية قطع العلاقات الدبلوماسية مع الاحتلال على الرغم من المطالبات الشعبية. وترفض الغالبية الشعبية في البحرين بمختلف اتجاهاتها السياسية والدينية والفكرية مواقف الحكومة.
ويتظاهر البحرينيون منذ اندلاع الحرب بشكل أسبوعي للمطالبة بقطع العلاقات ووقف حرب الإبادة في القطاع.
وعلى العكس من ذلك زادت البحرين من انخراطها إلى جانب إسرائيل، إذ أعلنت واشنطن (ديسمبر 2023) أن المنامة ستكون من بين الدول المشاركة في تحالف تحت اسم «عملية حارس الازدهار» يهدف لتأمين وصول السفن للموانئ الاسرائيلية.
وكان اليمن قد أعلن أنه لن يسمح بمرور السفن المتجهة لإسرائيل في البحر الأحمر مع استمرار الحصار على قطاع غزة.
عوامل رئيسية تجعل من مقررات هذه القمة كسابقاتها، مطالبات ودعوات لا حول لها ولا قوة، بينما يستمر الكيان في تصفية المدنيين على الهواء مباشرة.