السلطات البحرينية تعتقل ناشطًا معارضًا على خلفية انتقاده ملكية البحرين لماكلارين

المعارض البحريني إبراهيم شريف (أرشيف)
المعارض البحريني إبراهيم شريف (أرشيف)

أوسكار ريكيت - موقع ميدل إيست آي - 2024-03-28 - 3:49 م

ترجمة مرآة البحرين

أُلقِيَ القبض على ناشط معارض بارز واحتجزته لانتقاده على وسائل التواصل الاجتماعي ملكية البحرين لشركة السيارات الرياضية ماكلارين.

فقد اعتقلت السلطات البحرينية إبراهيم شريف صباح يوم الاثنين بسبب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي انتقد فيها  قرار البحرين بالحصول على الملكية الكاملة لمجموعة ماكلارين، التي تشارك في الفورمولا وان ورياضات السيارات الأخرى كما تُصَنّع السيارات الفاخرة.

واعتُقِل شريف، وهو الأمين العام السابق لجمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد)، أكبر حزب سياسي يساري في البحرين، كما سُجِن بسبب ثلاثة منشورات كتبها على وسائل التواصل الاجتماعي في أعقاب انتشار الأخبار عن امتلاك البحرين لماكلارين.

واستحوذت ممتلكات، أي صندوق الثروة السيادية في البحرين، والذي كان بالفعل أكبر مساهم في شركة ماكلارين، بعد أن استثمر فيها لأول مرة في العام 2007، على الملكية الكاملة للشركة البريطانية، التي تعاني من خسائر مالية فادحة.

ورحب عبد الله بن خليفة آل خليفة، الرئيس التنفيذي لشركة ممتلكات، وهو عضو في العائلة المالكة الحاكمة في البحرين، بالصفقة، وبشّر "بالمرحلة المقبلة من مسار الشركة لتعزيز مكانتها القيادية في صناعات السيارات الفاخرة ورياضة السيارات".

وقد استجوبت الشرطة المعارض إبراهيم شريف يوم الاثنين بعد استدعائه، ثم أحيل بعد ذلك إلى النيابة العامة في البحرين، التي أمرت باحتجازه لسبعة أيام على ذمة التحقيق بشأن "منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي يُزعم أنها تحرض على كراهية النظام"، وفقًا لما نقله محاميه وعائلته.

وفي حال توجيه التهمة له بشكل رسمي، من الممكن أن يُسجَن الناشط المعارض بموجب المادة 165 من قانون العقوبات البحريني، التي تنص على أنه "يعاقب بالحبس من حرض بإحدى طرق العلنية على كراهية نظام الحكم أو الازدراء به".

وأكدت  زوجته فريدة غلام اعتقاله وأسباب اعتقاله، في منشور لها على مواقع التواصل الاجتماعي.

ووجّه موقع ميدل إيست آي السؤال لشركة ماكلارين عما إذا كانت تتغاضى عن اعتقال واحتجاز أحد الناشطين لانتقاده ملكيتها، ولم تستجب الشركة بعد.

عن ماركس

وفي أول هذه المنشورات المثيرة للجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، في 23 مارس/آذار، اقتبس شريف مقولة كارل ماركس التي تقول إن التاريخ يعيد نفسه مرتين، المرة الأولى كمأساة، والثانية كمهزلة.

وأشار إلى تملك البحرين سابقًا لكامل أسهم شركة طيران الخليج، قبل أن يكتب أنّه " مع ماكلارين انتقلنا من المأساة الى المهزلة. لقد أكملنا دورة أخرى من تملك الشركات الفاشلة التي لا قعر لخسائرها".

سجلت شركة ماكلارين خسائر قبل حسم الضرائب بقيمة 349 مليون دولار في الأشهر التسعة الأولى من العام 2023.

وفي اليوم التالي، قارن شريف ميزانية مشاريع الإسكان في البحرين للعام 2023 (حوالي 239 مليون دولار، وفقًا للوثائق الرسمية المعروضة في التغريدة) بمبلغ 564 مليون دولار الذي ضخّه صندوق الثروة السيادية في شركة ماكلارين.

وفي تدوينة لاحقة، كتب شريف أن "الإنكار سياسة رسمية، وسردية "الشعب السعيد" تروجها أجهزة اعلام تافهة.

"هل نصدق ما يردده المسؤولون ويجد صداه في الإعلام المتواطئ، أم نصدق ما تراه أعيننا وتسمعه آذاننا وتلمسه أحاسيسنا، عن مواطنين يعيشون فقرًا مذلًا، وبطالة مزمنة، وتهميشًا وفوارق طبقية، وقوائم إسكان تمتد إلى أن يحين موعد مغادرة الدنيا.

ما أنفقته الدولة على شركة ماكلارين للسيارات العام الماضي أضعاف ما أنفقته على مشاريع الإسكان. هل يموت الناس كمدًا أو حرقًا في بيوتهم المكتظة لأنكم قدمتم هواياتكم وألعابكم على مصالح الفقراء؟"

ما أنفقته الدولة على فريق ماكلارين ريسينغ العام الماضي هو أضعاف ما أنفقته على مشاريع الإسكان. هل يموت الناس... في بيوتهم المكتظة لأنكم تقدمون هواياتكم وألعابكم على مصالح الفقراء؟

وبعد هذا المنشور الأخير، استدعت الشرطة البحرينية إبراهيم شريف للتحقيق معه.

وتعليقًا على الاتهامات، قال سيد أحمد الوداعي، وهو المدير التنفيذي في معهد البحرين للحقوق والديمقراطية، إنّ "هذه الاتهامات سخيفة. ولا ينبغي اعتقال أي شخص على خلفية تعبيره بحرية عن آرائه أو التشكيك في كيفية إنفاق الحكومة للأموال العامة. يجب على إدارة ماكلارين أن تنتقد اعتقاله علنًا وإلا فإن علامتها التجارية سوف تتلطخ بانتهاكات البحرين".

في العام 2004، استضافت البحرين السباق الافتتاحي للفورمولا وان، وهو أول سباق يقام في الشرق الأوسط.

وفي الوقت الذي جرى فيه الاحتفال بالذكرى العشرين لهذا الحدث خلال سباق جائزة البحرين الكبرى للعام 2024 في وقت سابق من هذا الشهر، قال الناشطون لموقع ميدل إيست آي إن هذا الحدث دلالة على "20 عامًا من التبييض الرياضي".

أُبرِمَت صفقة نقل الفورمولا وان إلى البحرين من قبل رئيس رياضة السيارات آنذاك، بيرني إيكلستون، وولي عهد المملكة، سلمان بن حمد آل خليفة.

وعلى مدار الأعوام العشرين التي استضافت فيها سباق الجائزة الكبرى، سعت البحرين للسيطرة على هذه الدعاية، إذ جرى تفريق الاحتجاجات السياسية كي لا تُعَكر صفو المشهد المحيط برياضة السيارات، كما تعرّض النشطاء للمضايقة والاحتجاز والسجن بسبب انتقاداتهم العلنية.

وروى الناشط البحريني موسى الستراوي لموقع ميدل إيست آي تعرضه للاعتقال والإساءة والتعذيب بسبب احتجاجه على البطالة في المملكة، وقال إن "سباق الجائزة الكبرى يساعدها [السلطات البحرينية]، ويُمَكّنها من القيام بذلك" في حديثه عن قمع البحرين لحقوق الإنسان.

النص الأصلي