الملك الطروب، هل تسعده صرخات المذبوحين في غزة لهذا الحد؟
2023-11-24 - 5:52 ص
مرآة البحرين (خاص): كم هو محرج أن ترصد الكاميرات ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، طَرِبًا مطروبًا بالأغاني التي تمجده وذلك خلال افتتاح معرض سنوي للإنتاج الحيواني.
لقد سجلت الكاميرات لحظات الطرب تلك، في وقت كانت الأمة العربية والإسلامية تعيش أقسى لحظاتها بعد مرور نحو ٥٠ يوما على إبادة تقوم عليها اسرائيل حليفة الملك، في حق الشعب الفلسطيني في غزة.
ربما إن الطرب الذي يعيشه الملك وسط قصوره وحاشيته، أفقده حاسة السمع، فلقد بحّت أصوات شعبه وهم يطالبونه يوميا بإيقاف التطبيع مع تل أبيب وطرد سفيرها من البحرين.
لم يكتف الملك وكل بيت الحكم باللامبالاة تجاه حرب الإبادة في غزّة، ولم يكتفوا من التصريحات المسيئة لمقاومة شعب فلسطين، مرة عبر لسان ولي العهد، ومرة أخرى عبر لسان وزير الخارجية، وكذلك بعض كُتّاب صحافته الصفراء، وزادوا على ذلك أمراً آخر.
فلقد أعلنت وسائل الإعلام التابعة للحكومة عن اكتمال الاستعدادات للاحتفال بما أسمته «أعياد البحرين» وهي تقصد عيد الجلوس في ديسمبر المقبل، وذلك عبر مجموعة ضخمة من الفعاليات الفنية والترفيهية والرياضية والثقافية المتنوعة، إذ سنشهد طوال الشهر برامج واحتفالات كبيرة، وصولاً لفعاليات ليلة رأس السنة الميلادية.
لم تتخذ البحرين من جيرانها وأشقائها في بعض الدول العربية كقطر وسلطنة عمان، نموذجا وقدوة، فهاتان الدولتان أعلنتا إلغاء الاحتفالات بالأعياد الوطنية هذا العام تضامنا مع معاناة أهل غزة ومراعاة للمأساة الإنسانية هناك.
إن الإعلان المبكر عن الاحتفالات يتزامن مع بدء المحافظات الأربع في وقتٍ مبكر بتزيين الشوارع والمباني والساحات، استعدادًا لتنظيم المهرجانات والفعاليات المتنوعة، في الوقت الذي لم تعط الجهات الرسمية إذنا برفع صورة واحد تدين المجازر الإسرائيلية في غزة، بل إن الحكومة قمعت مسيرات داعمة لشعب فلسطين، واعتقلت مشاركين في هذه المسيرات.
أما وسائل الإعلام المحلية فلقد احتفت بطرب الملك فخاطبوه "فرحة جلالتكم فرحة للوطن"، لكن الحقيقة إن شعب البحرين غير سعيد وغير فرح بتاتا، بل إنه في أقسى حالات الحزن على أهله وأشقائه في غزة، وأن الملك الطروب لا يمثل إلا نفسه.