بعد مجزرة مستشفى غزة: لا أقل من طرد سفير الكيان بالبحرين
2023-10-18 - 2:24 م
مرآة البحرين (خاص): أدى القصف الهمجي البشع من آلة الحرب الصهيونية الذي استهدف مستشفى المعمدانية في قطاع غزة إلى سقوط ما لا يقل عن 1300 شهيد وفق آخر الإحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية منتصف ليل أمس (الثلاثاء 17 أكتوبر 2023) فيما يتوقع ارتفاع حصيلة المجزرة المروعة مع انتشال مزيد من الجثث من قبل الجهات المتخصصة.
ولهذه المجزرة تأثير وتبعات بالطبع، فقد أدت منذ الساعات الأولى من وقوعها إلى نزول عشرات آلاف المواطنين العرب في بلدانهم أمام سفارات الكيان أو راعيه الأمريكي، كما شملت التظاهرات عدداً من الدول الغربية، حيث تداعى الناس للتظاهر والتنديد بهذه البشاعة المحضة.
والبحرينيون بدورهم ليسوا استثناءً، لقد خرجوا في مسيرات عفوية، ومن المتوقع أن تخرج مسيرات حاشدة اليوم للتنديد بما حصل، مع تعالي أصوات المواطنين الداعين لطرد سفير كيان الاحتلال من أرض البحرين.
من جانبها فقد أصدرت الخارجية البحرينية بياناً أدانت فيه ما حصل، مقدمةً تعازيها "لأسر وذوي الضحايا وأبناء الشعب الفلسطيني الشقيق"، في بيان أقل ما يقال عنه أنه بلا إحساس، ولا يرقى لهول الحدث.
ولو صدر هذا البيان من الجارة السعودية أو الكويت أو قطر، لكان يمكن أن له وجه قبول، حيث أن هذه الدول لا تقيم علاقات دبلوماسية مع العدو، وأقصى ما تملكه إجراء الاتصالات للتشاور مع قادة المنطقة والعالم وإصدار البيانات.
لكن البحرين دولة مطبعة مع الكيان، ولقرار التطبيع تبعاته وآثاره بالتأكيد. لقد قرر النظام خلافاً لرغبة الشعب أن يسير في التطبيع، وادعى حينها أن هذه الخطوة تهدف إلى خدمة القضية الفلسطينية، إلا أن النتائج كانت عكسية، جرأت الاحتلال على الإيغال في جرائمة التي شهدت زيادة ملحوظة منذ توقيع اتفاقيات العار.
إن كانت السلطة صادقة فعلاً في استنكارها لما حصل، ومتضامنة بالفعل مع الأشقاء الفلسطينيين، فعليها بالأفعال وعوضاً عن بيانات الاستنكار والإدانة والكلام الإنشائي. إن السلطة يمكنها طرد سفير الاحتلال تعبيراً عن استنكارها واحتجاجها على ما حصل، وإن المسؤولية هنا لا تقع على وزارة الخارجية ولا وزير الخارجية الذي لا يعتبر أكثر من موظف ينفذ ما يطلب منه، بل على رأس هرم الدولة، ملك البلاد وابنه ولي العهد رئيس الوزراء، وهما من يمكنهما اتخاذ مثل تلك القرارات.
إن بقاء سفارة الكيان القاتل مفتوحة في البحرين، هو إهانة لنا جميعاً كبحرينيين، وإن كانت الأسرة قررت التخلّي عن هويتها القومية والإسلامية، فلتحافظ على كرامتها التي صار الإسرائيليون يبصقون عليها مع كل صاروخ يطلق أو كل قنبلة تلقى على رؤوس إخواننا في غزة.