مرآة البحرين (خاص): بعد نحو 16 عاما في منصبه قررت الحكومة أخيرا تغيير وآحد من أبرز وجوه الفساد السياسي والتمييز الديني والطائفي في البلاد، وهو أحمد الزايد رئيس ديوان الخدمة المدنية منذ يناير في العام 2008، حتى 5 أكتوبر 2023.
أحمد الزايد رئيس المكتب السياسي لجمعية الأصالة خريج الهندسة الذي أصبح فجأة رئيس ديوان الخدمة المدنية ليسخّر أغلب لِحى التيار السلفي لخدمة السلطة.
الزايد كان مجرد قفاز بيد وزير المتابعة في الديوان الملكي أحمد عطية الله الذي أسندت له مهمة هندسة البلاد سياسيا وإداريا، فبث أتباعه في كل مكان، وكان نصيب الزايد ديوان الخدمة المدنية الذي أصبح واحدا من أهم بؤر التمييز الطائفي.
ورغم كل التجاوزات التي قام بها الزايد والتي وصلت لحد اتهامه ببيع الجوازات البحرينية على مواطنين عرب وغير عرب مقابل المال، فإن أحدا لم يستطع زحزحته من منصبه.
الزايد الذي نفذ بأمر الحكم عملية تطهير طائفية في أجهزة الدولة، فقد ساهم في أكبر عملية فصل للموظفين الشيعة في تاريخ البحرين في العام 2011، فبعد فرض قانون الطوارئ (قانون السلامة الوطنية) في مارس 2011، تم فصل ما لا يقل عن 4 آلاف و400 موظف شيعي من القطاعين الخاص والعام، فقد قام ديوان الخدمة المدنية بفصل الآلاف من المعلمين والأطباء والممرضين والمهندسين الشيعة.
وأثبت تقرير اللجنة الملكية لتقصي الحقائق المعروفة بلجنة بسيوني بشكل قاطع أن الفصل عن العمل الذي قامت به الحكومة كان تعسفياً ومخالفاً للإجراءات والقوانين، وأن 4400 موظفاً فصلوا لأسباب انتقامية وتتعلق بنواياهم وحرية الضمير من قبل الحكومة.
في العام 2015 رفض ديوان الخدمة المدنية بشكل علني مقترحا نيابيا يضع خطة لبحرنة جميع الوظائف الحكومية خلال خمس سنين، وقال الديوان في رده على المقترح النيابي "هناك عقبات كثيرة لتنفيذ الاقتراح بقانون، لأن الاقتراح بقانون حدد المدة لبحرنة الوظائف التي يشغلها غير البحرينيين بمدة خمس سنوات، مع العلم بأن عدد الأجانب شاغلي الوظائف الحكومية لا يتجاوز الـ 14%، وبذلك تكون التكلفة المالية لتدريب البحرينيين لشغل هذه الوظائف عالية جداً"، وأضاف ""أساس توظيف غير البحرينيين هو الخبرات الطويلة التي يمتلكونها إضافة إلى المؤهلات العلمية النادرة".
كان ردًّا صفيقا بوجه أهل البلاد الذين يطالبون بأولويتهم في وظائف الدولة وهو نص دستوري واضح، لكن أحمد الزايد ومن فوقه لم يعترفوا لا بالشعب ولا بالدستور.
في تعليق على انتهاء عهد الزايد في ديوان الخدمة المدنية، قال الناشط الحقوقي يوسف المحافظة "عندما يغادر شخص الحياة أو يغادر منصب يكثر الحديث على هذا الشخص والزايد لم نذكر منه إلا سياسة فصل الأطباء والمعلمين المضربين عن العمل قبل 12 عامًا وكذلك التمييز الطائفي في التوظيف وعدم بَذله أي جهود لمعالجة ملف البحرنة".
التيار السلفي والسلفيون بشكل عام لن يحصلوا في يوم من الأيام على أحد مثل أحمد الزايد الذي فتح لهم مؤسسات ووزارات الدولة على مصراعيها
لقد انتهى هذا العهد، وجاء عهد دعيج بن سلمان بن دعيج آل خليفة الذي صدر مرسوم بتعيينه رئيسا لديوان الخدمة المدنية يوم أمس.
هل ستعيد الحكومة رسم سياستها وتتجه لانتهاج سياسة بحرنة وطنية، أم سيكون إرث أحمد الزايد هو الباقي بعد إزاحته أخيرا. وهل سيكون سيكون دعيج بن سلمان رئيساً أفضل؟