من كتب خطبة القطّان وماذا يريد؟
2023-06-21 - 4:19 ص
مرآة البحرين (خاص): لم يعرف عن الشيخ عدنان القطان إمام وخطيب صلاة الجمعة في مسجد الفاتح ورئيس بعثة البحرين للحج خطابات طائفية حادة أو متطرفة، لكنه في خطبته الأخيرة نحا اتجاها آخر، فقد وصف تلميحا أبناء الطائفة الشيعية بأنهم أهل باطل.
مؤشر قد يكون خطيرا لما هو قادم من الأيام، فإذا كان القطان يقول ذلك فماذا عن بقية من عرف عنهم الخطابات الطائفية والتكفير المجّاني؟
خطابات القطان خطابات شبه رسمية، وقد قال في خطبة الجمعة الماضية (16 يونيو 2023) "ولأهل الباطل أصنام وأوثان ومقدسات وقبور وأضرحة يطوفون بها ويتعبدون لها أو حولها" وفي ذلك إشارة واضحة للطائفة الشيعة، وبشكل لا يخفى على أحد في البحرين والعالم الإسلامي، حيث أن الطائفة الشيعية لديها مقامات دينية مقدسة مدفون فيها شخصيات دينية مثل المسجد النبوي، ومشهد الإمام علي بن أبي طالب، وكذلك مقامات الأئمة، ومقامات لبعض الأولياء الصالحين.
خطاب مفاجيء، يرسخ التشرذم وتمزيق المجتمع، ومن المستبعد أن تكون كلمة القطان مجرد زلّة، فالرجل كان يقرأ خطابا مكتوبا، فهل كان الموقف مرسوما من قبله ومن قبل السلطة وهو إشارة لما هو قادم من الأيام؟
يأتي هذا الخطاب فيما يتعرض الخطاب الشيعي الذي يرتفع من منبر الجمعة للتضييق والتحريض ضده من قبل وسائل الإعلام الرسمية ويتعرض للملاحقة الأمنية والضغوط السياسية وغير السياسية.
كما يأتي في سياق الانتهاك الذي يتعرض له مقام صعصعة بن صوحان العبدي الذي تقفله السلطات وتنتهك حرمته مجاميع منفلتة لا تتم محاسبتها، وقد طالب شيعة البحرين مؤخرا في حملة إعلامية بإعادة فتحه وترميمه إلا أن السلطات سمحت بإغلاق مدخل المقام بالطوب، وقد أزيل اسم المقام مؤخرا من على البوابة.
للأسف، لم يتحدث الشيخ القطان عن أحوال شباب البلاد وشاباته العاطلين عن العمل، ولا عن مشروع التطبيع مع اسرائيل التي تحتل القدس وفلسطين، كونه أخطر مشروع يواجه هوية البحرين، لم يتحدث عن التجنيس ولا عن تفضيل الأجانب، ولا عن سوء أحوال المواطنين المعيشية والفقر المتفشي. وذهب لمكان خاطىء تماما ومستغرب منه.
من جانب آخر يوضّح خطاب القطان بطريقة غير مباشرة، الحال الحقيقية التي يعيشها المواطنون البحرينيون الشيعة، إذ أصبحوا طائفة مستهدفة بشكل رسمي ومعلن، ويمكن لأيا كان التعدي عليهم في كل مجالات حياتهم دون خوف أو قلق من محاسبة الجهات الأمنية أو والقضائية.
كما في كل مرّة ستفشل الدولة في اختبارات مصداقية شعاراتها حول التسامح والتعايش أو احترامِ الأديان.
إنّ خطاب الشيخ القطان مؤشر قد يكون خطيرا، ولكنه بالتأكيد لن يجر الخطاب العلمائي الشيعي لاحترابات لفظية أو جدالات طائفية، كون علماء الشيعة في البحرين يركزون على إصلاح البلاد وأحوال العباد ويتمسكون بكل ما يتصل بالوحدة الوطنية ولا يجيزون لأنفسهم ولا لمن حولهم غير ذلك.