قرار حكومي صادم بمصادرة أراض ومنازل في النبيه صالح و90 أرضًا وقفية في خطر

2023-06-15 - 6:57 م

مرآة البحرين (خاص): بهدوء ودون ضجة أصدرت الحكومة عبر هيئة التخطيط العمراني قراراً بتخطيط جزيرة النبيه صالح، قرار كان ينتظره الأهالي ويطالبون به، لكن اتضح الآن أنه سيُوجد ظلامات كبيرة ربما لا تنتهي في وقت قريب.
تقع الجزيرة في خليج توبلي شرق البحرين. مرتبطة بجزيرة سترة من خلال جسر. مساحتها 10 كيلو و800 متر، وهي في الأصل مثل بقية قرى البحرين وجزرها كانت مليئة بالمزارع وبساتين النخيل، وسكانها من المواطنين الشيعة.
منذ سنين طويلة تم تجريف النخيل واستولى المتنفذون والشيوخ من العائلة الحاكمة على سواحل الجزيرة الجميلة، وتم بناء الكمبوندات والفلل الفارهة المطلة على البحر وبقي الأهالي محشورين داخل الجزيرة لهم منافذ محدودة لرؤية البحر.
وبحسب المعلومات من داخل الجزيرة فإنه منذ قرابة العقدين من الزمن، كان أهالي الجزيرة يطالبون بتخطيط المنطقة، لكن المماطلة كانت تخفي شيئا آخر.
الحكومة لنحو عشرين عاما لا تسمح لأي أحد في النبيه صالح بفتح دكّان أو مشروع تجاري داخل القرية تحت حجة أنه سيكون هناك شارع تجاري في المنطقة لاحقا. أيضًا، معظم الأراضي المملوكة للأهالي ظلّت معلّقة، إذ لم تسمح لهم الحكومة ببنائها تحت حجة أن المنطقة غير مخططة.
كما لم تستجب الحكومة لطلبات الأهالي في تنفيذ بعض المشاريع الخدمية مثل الحدائق أو توسعة المدارس وذلك تحت حجة أن القرية غير مخططة.
لقد كان اهالي الجزيرة طوال هذه الفترة الطويلة يطالبون بتخطيط المنطقة، وقد طرقوا لأجل هذا الهدف جميع السبل، واستمرّ الوضع على هذا الحال حتى صدر مؤخرا قرار التخطيط، ولكن لم تكتمل فرحة الأهالي بل إنهم صدموا لأن التخطيط جاء جائرا وغير منصف.
ومن بين الأمثلة على الجور الذي لحق أهالي الجزيرة: لقد عَمَدَ واضعو المخطط للاستقطاع من بيوت وأراضي المواطنين الفقراء والسكان الأصليين للجزيرة دون المس بأي شبرٍ يعود لملكية أصحاب الكمبوندات والفلل الفارهة في الجزيرة وهؤلاء أتوا من خارجها.
تجنب المُخطّط حرفيا اراضي المتنفذين و"الهوامير" مع أنها أراض غير مبنية حتى الآن. بموجب القرار تم استقطاع بعض البيوت لتعويض آخرين دون وجود مبرر للاستقطاع، مثلا يتم استقطاع أرض أو منزل بالكامل لأنه يتعارض مع مشروع إنشاء شارع أو مدرسة أو حديقة ....الخ، ولكن الغريب أن يتم اقتطاع ثلث او نصف أرض شخص ما لتعويض آخر دون مقابل، بل دون رضا المالك والتلويح باستخدام مواد قانونية لمعاقبته، وتهديده بوضوح باستقطاع الأرض عنوة في حال الرفض.
من غرائب الجور الرسمي بحق أبناء جزيرة النبيه صالح، أن قرار التخطيط يلتزم بتعويض بعض المواطنين ولكن مقابل استقطاع البيت بكامله (أخذ البيت بأكمله تماما) وتعويضه بأرض جرداء ومن دون إعطائه مبلغا لبنائها، مع الإشارة إلى أن بعض المنازل التي قررت الحكومة أخذها هي منازل حديثة البناء.
قلق كبير آخر، ففي هذه الجزيرة هناك ما يقارب تسعين عقارًا تابع للأوقاف الجعفرية كلها أصبحت في مهب الريح، لا يعرف ما الذي تمت مصادرته وما الذي بقي منها، ولا يُعرف هل سيتم تعويض الأوقاف بما ستتم مصادرته أم لا.
ربما لا توجد سياسات مشابهة لما تقوم به الحكومة مع شيعة البحرين، سوى سياسات الاحتلال الإسرائيلي مع أهل مدينة القدس والأراضي العربية المحتلة في فلسطين، تهجير وفرض تغييرات على الأرض وتغيير ديموغرافيتها عبر الاستقواء بالسلطة والقوانين الجائرة، وبوجود مجلس نواب يشبه تمثال القش في المزارع.
في أحد جلسات مجلس النواب، تحدثت النائبة عن منطقتي سترة وجزيرة النبيه صالح، الأستاذة جليلة السيد متمنية على وزيرة الإسكان بعد أن صدر القرار المنتظر بتخطيط الجزيرة، قالت"وأن على الوزارة جعل جزيرة «النبيه صالح» جنة الله على الأرض"، كانت هذه تمنيّات وربما أوهام، لقد وصل جواب الحكومة لأهل الجزيرة "بل سنجعلها جحيمكم في الأرض".