استهداف الشيعة يتحرّك للواجهة.. حيلة النذل شدّ العصب الطائفي
2023-06-12 - 4:23 م
مرآة البحرين (خاص): شد العصب الطائفي هو الحيلة الدائمة التي تواجه بها السلطة مطالب الإصلاح السياسي والاقتصادي في البلاد. التذمر الشعبي من الاستئثار بالسلطة والثروة وتهميش وإذلال المواطنين وإثقال البلاد بالديون يتزايد، لذلك لابد من ملهاة.
شياطين السياسة التي لا تعرف حدّا من قِيَمٍ أخلاقٍ أو وطنية، تشتغل على تصعيد وتيرة استهداف الطائفة الشيعية كطائفة دينية، هذا هو المخرج لأي مأزق تجد العائلة الحاكمة فيه نفسها.
هو استهداف من خلفه السياسة وغايتها كون الطائفة الشيعية حاضنة كبيرة للمعارضة والصوت الأعلى الرافض للتطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.
قرار أمني بامتياز بإثارة حالة غير موجودة من الفوضى، عبر تصعيد الاستفزازات الطائفية. فوضى هي بالنسبة لهؤلاء، ويتزعّمهم وزير الداخلية، بمثابّة السُلَّمْ الذي يوصلهم إلى مطامعهم أو يحافظ عى بقاء مكاسبهم المتزايدة.
خطوات الاستفزاز الأخيرة بدأت مع استدعاء العلامة الشيخ محمد صنقور فجأة ثم اعتقاله لأيام، بعدها تخلّي السلطة عن مسؤولياتها كدولة إزاء قضية إعدام الشهيدين جعفر سلطان وصادق ثامر في السعودية وتخليها عن المطالبة باستعادة جثمانيهما من السعودية.
وليس ذلك فحسب، بل أرسلت السلطات وكيل وزارة الخارجية للسعودية لدعم موقف السعودية والثناء على سياستها وحكمتها وهو ما يشبه التأييد العلني من قبل السلطة لإعدام الشهيدين.
ميدانيا، تصعيد حملات المداهمات والاعتقالات في مناطق مختلفة من البحرين، رافقتها حملة تهديد علني للقائمين على صلاة الجمعة في جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز من قبل وزارة العدل.
أما وزير الداخلية فقد أطلق هو الآخر تهديدات واضحة خلال زيارته للولايات المتحدة باستئصال الآراء التي يعتبرها متطرفة، ليعود معها حصار الدراز ومنع المصلين من الوصول للجامع.
وللإيهام بوجود حالة عامة تؤيد هذه القرارات الطائفية، شنت الصحف الرسمية حملات إعلامية ضد منبر الجمعة في الدراز، حملات حركتها السلطة عبر بعض أدواتها المعروفة.
وشارك في تلك الحملة المبرمجة رئيسا مجلسا النواب والشورى، ونواب وشخصيات موالية أو طامحة، وكذلك استخدام بعض الوجوه المعروفة المرتبطة بالتحريض ضد الطائفة الشيعية منذ العام 2011 حتى الآن.
ولم تكتف السلطة بكل ذلك، بل عمدت قبل أسابيع عبر بعض أتباعها لإغلاق مدخل مقام صعصعة بن صوحان التابعي الجليل بالطابوق، وهو إغلاق يجعل مصير هذا المقام مهددا بشكل جدّي.
كل هذه الخطوات التصعيدية تهدف لإشعال الساحة وتوتيرها وافتعال معارك جديدة بعنوان ديني يهدف لشدّ العصب الطائفي في البلاد، خصوصا وإن الموالين للسلطة أصبحوا كثيري التذمر من الأوضاع المعيشية المتردية، ولهذا فإن افتعال معركة مع الطائفة الشيعية قد يغيّر من أولويات المتذمّرين. هذه هي حيلة النذل.