راشد بن عبدالله آل خليفة: 20 عاما من السيناريوهات السخيفة
2023-06-11 - 3:54 ص
مرآة البحرين (خاص): تسلّم وزير الداخلية راشد بن عبدالله آل خليفة منصبه قبل نحو 20 عاما، ضمن تغييرات أرادها الملك لتحجيم نفوذ عمه رئيس الوزراء السابق خليفة بن سلمان آل خليفة.
راشد بن عبدالله الذي تم تعيينه مايو/ آيار 2004، كان خلفا مشابها لسلفه محمد بن خليفة آل خليفة، فلم يكن تعيينه في سياق إصلاحات للأجهزة الأمنية أبدا، إنما كان لعبا في رقعة شطرنج ثابتة.
فقد رحل رجل مرحلة أمن الدولة بكل ما حملته من إرهاب الدولة، وجاء آخر مأمون على منهجية العنف التي لم تتخل عنها العائلة الحاكمة يوما من الأيام.
لم يتغير شيء أبدا في تعاطي وزارة الداخلية مع التطلعات السياسية لشعب البحرين، ذات الفبركات الأمنية وذات آليات التعذيب والقتل، إلا أن المتغير الوحيد هو سخافة السيناريوهات التي كان يكتبها الوزير ومن حوله.
وخلال العشرين عاما التي تولى فيها راشد بن عبدالله منصبه، ادعى الوزير الكشف عن خلايا مسلحة أكثر مما يتم الكشف عنه في مناطق النزاعات المسلحة حول العالم.
وكان من بين ما كشف عنه، معاقلَ تدريب في بني جمرة العام 2007، وهي واحدة من أسخف دعاياته، حيث قامت وزارته ببث فيديو من قلب 3 حظائر حمير وأغنام ودواجن قالت إنها كانت مركزا للتدريبات على القتال.
واستمرت منذ ذلك الحين دعاياته بالكشف عن مخازن الأسلحة ومعسكرات التدريب في بلد لم يشهد تبادلا لإطلاق النار يوما ما، فدائما ما يتم إطلاق النار من جهة واحدة، هي الجهة التي يتزعمها راشد بن عبدالله آل خليفة.
وتُعد حصيلة القتلى من المتظاهرين في حقبة الوزير الأعلى في تاريخ البحرين الحديث، فقد قتلت الداخلية عشرات المتظاهرين بالرصاص فضلا عن العشرات تحت التعذيب أو آثاره.
ويمكن الرجوع إلى تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق للتعرف على أنواع الجرائم والانتهاكات التي قادها الرجل في مواجهة الاحتجاجات التي شهدتها البحرين العام 2011 وما تلاها فقط.
فبالإضافة إلى عمليات القتل خارج القانون والتعذيب، سجّل التقرير انتهاكات من قبيل الاعتداءات على النساء وسرقات المنازل، وبيع المسروقات في مزادات علنية نظمتها وزارة الداخلية.
وكان ما كشفه التقرير كفيلا بالإطاحة بكل الحكومة وليس الوزير وحده، إلا أن الملك حمد بن عيسى لم يتخذ أي إجراء بحقه، فهو يده التي يضرب بها كل من يعارض سياسات عائلته.
وجاءت دعواته من واشنطن لـ «الاستئصال» في ذات السياق الذي اختطته مؤسسة الحكم في التعاطي مع معارضيها، فلا حوار ولا حقوق مدنية ولا حقوق سياسية، إنما حق واحد هو الحق في استخدام القوة.
ستبقى العائلة الحاكمة محافظة على هذا الحق وستلغي جميع الحقوق ما دامت هناك معارضة تسعى لوضع حد لاستئثارها بالسلطة والثروة، فالأمر لم يتعلق يوما بمكافحة الإرهاب كما يتم الترويج له دائما.
إن الإرهاب معروفة جبهته في البحرين، إنها الجبهة التي يتزعمها راشد بن عبدالله آل خليفة الذي لم يتورع عن قتل وتعذيب وإعدام المواطنين يوما من الأيام إرضاءً لمن عيّنه.