أجمل الأمهات.. أم الشهيدين
2023-03-25 - 1:09 م
مرآة البحرين (خاص): على مقربة من عيد الأم، تقف أجمل الأمهات -وهل هناك أجمل من أمهات الشهداء- أم الشهيدين، في تأبين نجلها الشهيد مصطفى حمدان حاملة رسما له يجمعه برسم من فدّاه عملا لا قولًا بروحه ودمه، صورة آية الله الشيخ عيسى قاسم.
كطود من الصبر وجبلٍ من العزّة وقفت أمس أم الشهيدين، في ذكرى التأبين السادسة لعروج مصطفى، بهامة مرفوعة، وبيدين لا تهتزان تمسح على شاهد قبره، تُرسل بوحًا للمسجّى تحت الثرى وكأنها في حضرته، بوجه يشع بروح عالية الهمّة، حضور من عالم آخر لامرأة جسّدت الروح التي طالما حلم بحملها كل إنسان.
امرأة من مدرسة "خذ حتى ترضى" "وما رأيت إلا جميلا".
هي التي قالت عند دفن مصطفى في العام 2017 "هنيئا لك الشهادة التي نفتخر بها ووضعت تاج على رأسي لأُكنّى بأم الشهيد".
وفيما كانت رياح الربيع تهبّ زاكيات طيّبات، تجلّت أم الشهيدين كملاكٍ عند قبر ولدها، لكن بثياب السواد الذي ظل يلازمها بعد رحيل ريحانتيها: مصطفى ومحمد اللذين استشهدا دون انتظار كلمة، لا مدح ولا ذم، لم ينتظرا إسباغ صفات البطولة والتمجيد، تركا سنوات باقية من العمر ودماءً ترسم صدقهما على عتبة الشيخ الذي آمنا بقيادته وضرورة حمايته حتى النفس الأخير.
لقد حفرا قصتهما وصورتهما في وجه التاريخ بالأحمر القاني، ومهما جهد النظام أو من يبتغون العزّة عنده، في محاولة تشويه الحقائق أو دفن الوقائع، فإن ما حصل في الدراز من بعد سحب جنسية الشيخ عيسى قاسم وصولا إلى الفضّ الدموي للاعتصام عند منزله، لن يموت أو يُدفن، فقد وثّقت دماء حماة الباب الأخير الحدث إلى الأبد.
وبقيت أم الشهيدين شاهدة وعلامة تضيء مع كل إطلالة بنور خاص، نور لا تعرفه الا القلوب التي علمت وآمنت، وعَمِلت، وضحّت، وفقدت، وصبرت، لذلك كله وقف أمامها رئيس المجلس العلمائي السيد مجيد المشعل منكّسا رأسه يعزّيها بخشوع ، ممتدحاً: "هنيئآ لك هذا الصبر وهذا الفداء.."، أجابته: أمانةٌ عادت إلى بارئها.
- 2024-11-30 “احتراز أمني”.. ذريعة السلطات البحرينية لاستهداف المفرج عنهم بالعفو الملكي
- 2024-11-29رسول الجشي.. المشكوك في كونه بعثياً
- 2024-11-25هل تُقفل السلطة ملفات الأزمة في ديسمبر 2024؟
- 2024-11-13صلاة الجمعة.. لا بيع أو شراء في الشعيرة المقدّسة
- 2024-11-13ملك المستعمرة أم ملك البحرين: كيف تتعامل المملكة المتحدة مع مستعمرتها القديمة؟ ولماذا لم تعد تثير أسئلة حقوق الإنسان على فارس صليبها الأعظم؟