أين الشيخ أحمد بن عطية الله وزير المتابعة بالديوان الملكي؟
2023-03-22 - 6:07 ص
مرآة البحرين (خاص): لا يبدو أن الشيخ أحمد بن عطية الله آل خليفة وزير المتابعة بالديوان الملكي في أي مكان في البحرين خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. الرجل الأخطبوط الذي كان يمسك بيده الجهاز المركزي للمعلومات والحكومة الإلكترونية وإدارة العملية الانتخابية ومخرجاتها "من طأطأ للسلام عليكم"، لا معلومات عنه.
مثلاً لا تظهر الصور وجوده خلال الاحتفال الرسمي الكبير الذي أقيم بـ"صرح الميثاق الوطني" هذا الأسبوع لتكريم الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بمناسبة تحقيقه المركز الأول ببطولة العالم لسباقات القدرة. هذا الاحتفال الذي تواجد فيه معظم أفراد العائلة الحاكمة بمن في ذلك زعيم جناح الخوالد الذي ينتمي له وهو الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الديوان الملكي حيث كان على رأس الحاضرين.
لم تكن مثل هذه الفرصة لتفوت الشيخ أحمد بن عطية الله. هو الذي واظب على زفّ برقيات التهاني في كل مرّة يفوز فيها الشيخ ناصر في إحدى المسابقات الصغيرة. ويمكن التأكد من ذلك بسهولة بواسطة البحث في أرشيف وكالة أنباء البحرين "بنا" أو عبر محرك البحث العالمي "غوغل". لكن إلا هذه المرّة!
لا حضور لشيخ "المعلومات" ولا حتى برقية تهنئة منه لشيخ "الشباب" رغم أن فوز ناصر هذه المرّة طنّان ومجلجل: بطل العالم!
مثلاً أيضاً فقد واظب الشيخ أحمد بن عطية الله على الإبراق في 14 فبراير/ شباط من كل عام مهنئاً ملك البلاد الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة بذكرى ميثاق العمل الوطني. ضع اسمه بنفسك في أي محرك بحث وسترى هذه التهنئات لغاية العام الماضي. لكن إلا هذا العام تحديداً 2023 فقد غابت تهنئته أيضاً. لم تنقل الصحف المحلية بما في ذلك صحيفة "الوطن" التي يهيمن على قرارها الفعلي والناطقة بلسان حاله وحال الجناح الذي يمثله في الحكم أي تصريح له في ذكرى الميثاق. كما لم يكن له أي مكان في الصورة الجماعية التي التقطت للملك بمعيّة العشرات من أبناء العائلة الحاكمة خلال استقباله لهم بالمناسبة.
في الحقيقة إن آخر ظهور إعلامي للوزير في الصحافة المحلية يعود إلى نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي لدى زيارة شيخ الأزهر. صحيح أن عطية الله ليس من النوع المكثر في التصريحات أو الإطلالات الإعلامية. وغالباً ما يفضل إدارة برامجه المشبوهة في السلطة من على مقعد خلفي. لكن ليس إلى حدّ تجاهل فوز الشيخ ناصر ببطولة العالم وذكرى الميثاق السنوية. إلا إذا كان "قاطع رحم" جلفاً أو "وزير متابعة بالديوان" ولكن لا يتابع أيّ شيء في الحقيقة.
فهل في القصّة "إنّ"؟ الله أعلم. لعلّ الشخص المناسب المعني بالإجابة عن هذا السؤال هو الشيخ أحمد بن عطية الله نفسه حيث يجب عليه أن يخرج إلى "يتاماه" على الأقل لطمأنتهم أنه بخير وليس هارباً في المغرب على سبيل المثال.
وأن يردّ على الأقاصيص المتداولة التي أصبح يهمس بها مسؤولو الدولة مع معارفهم بشأن اختلاسه 400 مليون دينار (حوالي مليار دولار) من الماليّة العامة. ومدى دقّة ما يُقال عن مشاركة أخيه له قائد مستشفى الملك حمد الشيخ سلمان بن عطية الله آل خليفة في عملية الاختلاس وأيضاً في الإقامة السعيدة في المملكة المغربية. والأهمّ ما هو دور وزير الديوان الشيخ خالد بن أحمد في كل هذه القصة وصحّة أو عدم صحّة ما يشاع من تنصّله من المعرفة المسبقة بأوجه إنفاق المبلغ المذكور بعد أن علّق عطية الله الأمر في رقبته.
ثم هل ما يزال عطية الله وزيراً لشئون المتابعة بالديوان الملكي فعلاً أم جرى تطييره على نار هادئة عبر استحداث منصب "وزير الشئون العامة بالديوان الملكي" الذي أوكل مؤخراً إلى ماجد النعيمي. وطبعاً ما علاقة كل هذه الأقاصيص المتداولة عنه بالتغييرات الأخيرة التي حصلت في المراسيم الملكية وتطيير رئيسها خليفة الفضالة بعد تورّطه أيضاً في عمليات سرقة وغسيل أموال.
لا نعلم في "مرآة البحرين" إجابة جميع هذه الأسئلة. ونحن لا نطرحها كمعلومات إنما كأسئلة فقط لأننا لم نتمكن التحقق منها من مصدر ثان. لكنها أمور تتداول همساً في أروقة مقربة وكما يقال فإن النار من مستصغر الشرر. من المستحسن أن يخرج الشيخ أحمد بن عطية الله بنفسه لتفنيد كل هذه الأقاصيص ولو عبر محرر مجهول في صحيفة "الوطن". أما سكوته هذه المرّة فهو لن يكون "من ذهب" على الإطلاق.