رسالة شعب البحرين إلى أعضاء البرلمان الدولي: لا تدقوا المسامير في جسدنا
2023-03-12 - 10:26 ص
السادة الأعضاء في البرلمان الدولي،
أهلا بكم بالبحرين، الأخوة في اجتماعات الجمعية العامة الـ 146 للاتحاد البرلماني الدولي. جميل أن يُعقد اجتماعكم تحت عنوان "تعزيز التعايش السلمي، والمجتمعات الشاملة للجميع: مكافحة التعصب".
نرجو أنكم هنا اليوم من أجلنا، نحن الشعب، فالبرلمانات في العالم صوت الشعب، لا صوت الحكومة، نعرف أنه ليس من مهمتكم الرسمية أن تضغطوا على حكومتنا لمزيد من الإصلاحات، لكن عليكم أن تعرفوا أيضا أنه ليس من مهمتكم الرسمية إطلاق تصريحات مجانية أو مدفوعة تكيل المدوحات لحكومتنا. ونعرف أنه ليس من مهماتكم تقديم توصيات لإصلاح خلل التمثيل الشعبي لبرلماننا أو توسيع صلاحياته النيابية والتشريعية، لكن عليكم أن تعرفوا أيضا أنه ليس من مهمتكم أن تكونوا وكالة علاقات عامة ودعاية للترويج لتجربتنا البرلمانية التي لم تعرف مبدأ فصل السلطات باعتباره شرط الديمقراطية الحقيقية.
نذكركم أن على ضفاف المهمات الرسمية، هناك هوامش للقيام بوظائف أخلاقية ومهمات نضالية يمارسها نساء ورجال السلطات التشريعية. نحن شعب البحرين، نعول عليكم في هذا الجانب الأخلاقي الذي نؤمن أنه يحرك أفعالكم السياسية وخطاباتكم الشعبية التي أكسبتكم جدارة التمثيل العام لشعوبكم.
مع الأسف، ليس لدينا ذاكرة وطنية ولا شعبية نستحضر من خلالها وقفات شجاعة مارسها برلماننا من أجل تأكيد سيادتنا الشعبية ومرجعيتنا العامة وتأكيد قدرتنا على المشاركة في قرارات السلطة السياسية، ومراقبة أدائها، باعتبار أننا الشعب درة العقد الاجتماعي.
نعم، في ذاكرتنا، زعيم أكبر كتلة سياسية في تاريخ في البرلمان، وهي كتلة معارضة، قدمت أهم تقرير في تاريخ البحرين يتعلق بالأملاك العامة والفساد الذي قاد إلى سرقتها ونهبها، هذا الزعيم الذي هو زميلكم والمفروض أن يكون في استقبالكم ويخوض المناقشات العامة معكم، لا يمكنكم أن تلتقوا به، لأنه في السجن، بتهم سياسية ملفقة، ولم يملك برلماننا جرأة حتى رفع اسمه أو صورته فضلا عن المطالبة بإطلاق سراحه وتوفير محاكمة عادلة له.
هذا يعني أن الصوت الشعبي مخنوق ومحاصر ومسجون وأن برلماننا لا يتمتع بقدرة تمثيلية حقيقية ولا قوة يواجه بها تفرد الملك بالسلطة المطلقة، فالملك لا يمكنه فقط أن يوقف القرارات والتشريعات بل يمكنه أن يُغلق أفواه أعضاء السلطة التشريعية قبل أن تفكر أن تنطق، ويمكنه أن يجعل منهم دُمى متحركة، ويمكنه أن يجعل منهم ناطقين طبق الأصل بما يريده، حتى إنه ليس بحاجة إلى أن يهددهم بما كان يهدد به موسوليني برلمانه "أن يقفل أبواب البرلمان بالمسامير".
نرجو منكم ألا تكونوا مطرقة تدق مزيدا من المسامير في برلماننا، ستكونوا كمن يدق المسامير في جسدنا ويمعن في صلبنا على مذبح الديمقراطية.
نرجو أن يتحول شعارك اجتماعكم "تعزيز التعايش السلمي... ومكافحة التعصب" إلى مهمة ملحة وعاجلة في برلمننا الذي لم يُجرّم التمييز الفاقع الذي يعاني منه الشيعة في البحرين وهم المكون الأصلي في هذا البلد، ولم يحظر النيل الطائفي من عقائدهم ولهجتهم وثقافتهم وتاريخهم، ولم يُوقف خطابات الكراهية ضدهم، ولم يمنع كتب التكفير والتعصب التي تنال من مذهبهم وعقائدهم.
أيها البرلمانيون:كونوا لنا لا علينا.