هل يتحلى رئيس الاتحاد البرلماني الدولي دوارتي باتشيكو بشجاعة البابا؟

سيكون باتشكيو بالتأكيد يوما ما في ضيافة الملك فهل يقول كلمته بحرية؟
سيكون باتشكيو بالتأكيد يوما ما في ضيافة الملك فهل يقول كلمته بحرية؟

2023-03-11 - 8:20 ص

مرآة البحرين (خاص): عندما زار البابا فرنسيس البحرين نوفمبر الماضي قال كلمته الواضحة بشأن الأوضاع الحقوقية في البلاد، لقد كان شجاعا بما يكفي ليتحدث أمام الملك حمد بن عيسى آل خليفة، فهل يتحلى رئيس الاتحاد البرلماني الدولي دوارتي باتشيكو بالشجاعة ذاتها؟ 

سيكون باتشكيو بالتأكيد يوما ما في ضيافة الملك في الفترة ما بين 11-15 مارس الجاري، عندما تستضيف المنامة الجمعية الـ 146 للاتحاد البرلماني الدولي، لكن من غير المؤكد ما إذا كان سيقول كلمته بكل حرية. 

الجمعية بحسب بيان للاتحاد، ستناقش قضايا التعايش السلمي ومحاربة التعصب. ويقول الاتحاد إن اجتماع الجمعية يأتي محاطا بما وصل له العالم من "أدنى مستوياته من الهدوء في السنوات الخمس عشرة الماضية».

وأشار الاتحاد لـ "استمرار خطاب الكراهية عبر الإنترنت في زرع الانقسام الذي يزداد ضد الأقليات، وتضاءل الثقة في الحكومة ووسائل الإعلام، وتقليص الحريات الدينية، وتزايد التمييز الديني والعنصرية". 

إن كل هذه الأوضاع التي تحيط باجتماع الاتحاد البرلماني الدولي بحسب توصيفه تنطبق على الأوضاع في البحرين، حيث تستمر الانتهاكات الدينية والحقوقية وتنعدم الثقة في الحكومة التي أصبحت خصما سياسيا لفئة كبيرة من الناس في البلاد. 

لقد دعا ذلك كله قداسة البابا للدعوة إلى معالجة المظالم وهو جالس إلى جانب الملك، حيث قال إن "الالتزامات يجب باستمرار أن توضع قيد التنفيذ حتى "تكتمل الحرية الدينية" وتتحقق المساواة في الكرامة والفرص وكذلك "الاعتراف الفعلي بكل مجموعة" ويختفي أي شكل من أشكال التمييز و"لا تُنتهك" حقوق الإنسان.

وأضاف "أعتقد أنه يأتي في المقام الأول الحق في الحياة والحاجة إلى ضمان أن يشمل هذا الحق دائما أولئك الذين يقضون عقوبات ولا يجب إزهاق أرواحهم".

وتعاني الطائفة الشيعية من التمييز في الحقوق الأساسية، حيث تسجن الحكومة الآلاف من الشيعة، بما في ذلك قادة المجتمع السياسيين والدينيين، إلى جانب الحكم على العشرات من المعتقلين بالإعدام. 

إن هذا الاجتماع يأتي في ذات الظروف التي دعا قداسة البابا لمعالجتها، حيث تجاهلت الحكومة تماما ما قاله قداسته، ويمكن لباتشيكو الاطلاع على التقارير الحقوقية الدولية التي استند إليها البابا في تصريحاته. 

تعتقد العائلة الحاكمة إن استضافة الاجتماع فرصة للترويج لنفسها وغسل الانتهاكات التي تمارسها، فيما يعتقد المجتمع الحقوقي حول العالم أن استضافة هذا الاجتماع فرصة لاختبار مصداقية الاتحاد ووفائه لشعاراته. 

إن وجود الاتحاد فرصة للتحقق من انسجام موضوع النقاش العام (التعايش ومحاربة التعصب) وأفعال الاتحاد وأعضائه، فعلى أرض المنامة تفقد الحكومة مصداقيتها لممارستها أقسى أنواع التهميش والإقصاء والتفرد بالسلطة. 

إنه اختبار حقيقي لشجاعة باتشيكو ومبادئ الاتحاد البرلماني الدولي، فإما أن يقول كلمته بكل حرية وشجاعة وينتصر لمبادئه أو أن يفشل في اختبار الضيافة الملكية الفارهة.