رئيس اللجنة الوطنية لتنظيم اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي في البحرين لم يُنتخب ولا مرّة واحدة في حياته

النائب الأول لرئيس مجلس الشورى جمال فخرو رئيس اللجنة الوطنية المنظمة لاستضافة اجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد البرلماني الدولي
النائب الأول لرئيس مجلس الشورى جمال فخرو رئيس اللجنة الوطنية المنظمة لاستضافة اجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد البرلماني الدولي

2023-03-08 - 7:16 ص

مرآة البحرين (خاص): لماذا سلمت الحكومة البحرينية رئاسة اللجنة الوطنية المنظمة لاستضافة اجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد البرلماني الدولي «146»، إلى مجلس الشورى المعين من الملك وليس البرلمان المنتخب من الشعب صوريّاً؟

كيف ستقنع برلمانيي العالم المنتخب أكثريتهم من شعوبهم بأن لديها حياة ديمقراطية حقيقية عبر تسليم رئاسة التنظيم إلى جمال فخرو، النائب الأول لرئيس مجلس الشورى. هو الذي لم يُنتخب ولا مرة واحدة في حياته؟ 

يمثل جمال فخرو الوجه النقيض لفكرة الديمقراطية أصلا فهو أحد  الأعضاء المعينين المعمرين؛ حيث يعشعش بظلاله الثقيلة على مقعد مجلس الشورى منذ ما يزيد على ربع قرن منذ إنشاء أول مجلس شورى في العام 1992 في عهد الأمير  السابق إلى غاية اليوم.

لم يجرب خوض انتخابات واحدة ولم يقترب من الناس في أي يوم، أو يخاطبهم أو يدافع عن مصالحهم، ورأسماله الوحيد جعجعة بلا طحْن في مجلس الشورى ومن ثم البصم «موافق» على جميع القرارات والمقترحات التي تريدها الحكومة.

هو لا يعرف الناس أصلاً، كما لم يمثلهم، ألبتة، ولم يمثل في أيّ يوم غير الحكومة وسياساتها القمعية. فحين كانت قوات الأمن تحاصر الدراز وتنكّل بأهاليها وبالزعيم الروحي للشيعة آية الله الشيخ عيسى قاسم كان هو يستمرئ السخرية من قتلاهم وآلامهم عبر إرسال صورة "بورنو" لعارضة التعرّي جايلين أوجيدا إلى إحدى مجموعات "الواتس اب" الخاصة بأعضاء المجلسين مع تعليق ذكوري هذا نصه "إهداء للمحاصرين في الدراز".

طوال أزمة 2011 كان أحد الأوجه البارزة للحكومة ولسانها في الفضائيّات للدفاع عن سياساتها الأمنية القمعية بما في ذلك دفاعه عن سحب جنسيّات المعارضين البحرينيين وطردهم من البلاد بنفيهم أو الزجّ بهم في غياهب السجون.

ولد فخرو وفي فمه ملعقة من ذهب فقد ورث ثروة طائلة من والده الذي كان يطلق عليه "نص الدنيا" من فرط ثرائه وغناه وأسس بواسطتها شركة "كي بي ام جي" فخرو التي يستحوذ من خلالها على العديد من المناقصات التدقيقية لوزارات الدولة وهيئاتها، وحساباتها، منذ أمد.

لم يكن خياراً شعبياً في أي فترة من فترات حياته، وهو نموذج فاقع لابن طبقة مخملية تتقاطع مصالحه مع الحكومة ويشكّلان معاً حلف أقلية "أوليغارشية" لمواجهة مطالب الناس وتطلّعاتهم في حياة قائمة على الشراكة والديمقراطية.

حتى في الشكليات لم تكترث الحكومة بالمجلس النيابي المنتخب صورياً الذي تتولى هي هندسة مخرجاته بما في ذلك الرئاسة ونوابها ومن يفوز وكوتا اللجان؛ ولو كانت تكنّ للمجلس أدنى احترام لمنحت رئاسة اللجنة الوطنية المنظمة لاستضافة اجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد البرلماني الدولي لهيئة مكتب النواب أو نائب الرئيس أو من ينوب عنه. على الأقل للتظاهر أمام البرلمانيين العالميين بأنّ لدينا مجلس نواب "ولو من طحين"!

سيأتي نواب برلمانات العالم، المنتخب أغلبيتهم، إلى البحرين وسيكون أول وجه يقابلونه جمال فخرو الذي لم يُنتخب في أيّ يوم حيث قضى ثلاثة عقود من عمره عضواً في مجلس الشورى مرّة يعيّنه أمير ومرّة ثانية ملك. أحلى ديمقراطية والله!