مرآة البحرين: انتقد خطيب الجمعة في جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز الشيخ محمد صنقور صمت دائرة الأوقاف الجعفرية عن حماية الموقوفات التابعة لشيعة البحرين التي أُنيط بها رسمياً مسؤولية حمايتها، مُعبِّراً عن القلق والخشية على مصير هذه الموقوفات التي يُحوَّل العديد منها إلى أملاك خاصَّة برغم أنَّها مُسجَّلة في الأوقاف الجعفريَّة وملكيتها مُثبَتة بالوثائق الرسمية.

وقال الشيخ صنقور، في خطبة الجمعة اليوم 17 فبراير/شباط 2023، إنَّه "في الوقت الذي نجد فيه دائرة الأوقاف السنيَّة تُعلن عبر وسائل الإعلام عن توثيق الكثير من موقوفاتها، يكون حظ المُطالِبين بتوثيق الموقوفات الجعفريّة الإخفاق في مساعيهم برغم امتلاكهم لجميع ما يُثبِت الاستحقاق للتوثيق".

ونبَّه إلى أنَّ "الذي يزيد الوضع سوءً ويبعث على القلق والخشية على مصير هذه الموقوفات ما نجدُه بين الفَيْنَة والأخرى من تحوُّل العديد من هذه الموقوفات إلى أملاك خاصَّة، برغم أنَّها مُسجَّلة في دائرة الأوقاف الجعفريَّة"، لافتاً الانتباه إلى أنَّه "كثيراً ما تكون مُستأجَرة بعقود رسميَّة من دائرة الأوقاف، مُضافاً إلى تَعارُف كونها من موقوفات هذا المسجد أو ذاك المأتم أو هذه الجهة أو تلك، منذ عشرات السنين وبعضها منذ مئات السنين".

وأشار إلى أنَّ الذي وقع لمزرعة مسجد الشيخ صالح في منطقة توبلي، التي صاردتها السلطات مؤخَّراً، "خير شاهد ضمن الكثير من الشواهد"، مبيّناً هذا أنَّ "هذا الوقفُ كما يُصرِّح أبناء المنطقة قد مضى عليه مئات السنين، وكونه موقوفاً على مسجد الشيخ صالح أمر ذائع شائع يتلقَّاه الأبناء عن الآباء، والآباء عن الأجداد جيلاً بعد جيل، وهو في ذات الوقت مسجَّل في دائرة الأوقاف الجعفريَّة ولديه شهادة مسح كما يذكر أبناء المنطقة وكما تشهد بذلك الوثائق الرسمية وهو مستأجر بعقد رسمي منذ أمد بعيد".

وتساءل الشيخ صنقور "كيف تحوَّل الوقف بين عشيَّة وضحاها إلى ملك خاص؟ وأين هي دائرة الأوقاف الجعفرية ولماذا تلوذ في كل مرة بالصمت وهي مُكلَّفة رسمياً بحماية الموقوفات الواقعة في دائرة مسؤوليتها؟".

وفيما بيَّن الشيخ صنقور أنَّ "الأمر لا يقتصر على الموقوفات الكثيرة التي صارت في معرض الضياع والاستحواذ غيرِ المُستحَق"، أكد أنَّ "الكثير الكثير من مساجدنا غير موثَّقة برغم أنَّه قد مضى على تشييدها عشرات السنين وأخرى مئات السنين، ولا نفهمُ مبرِّراً لذلك".

وأكد أنَّ الأمر نفسه ينطبق على المقابر، فـ "مضافاً إلى كونِ الكثير منها غير موثَّقة فإنَّ أصحاب الشهيَّة المفتوحة يقتطعون من أطرافها في كلِّ مرَّة جزءً بذرائع مختلفة، وقد يتمُّ الاستيلاء على بعضها من دون حريجة أو تأثُّم ودائرتُنا في صمت دونه صمت المقابر".