الشمعدان مغروزا في أرضنا (3)
لماذا تشتري إسرائيل جزرنا؟
2023-02-16 - 4:47 م
مرآة البحرين (خاص): لم يتبق من أرض فلسطين التاريخية إلا القليل مما لم تقضمه آلة الاستيطان الصهيوني، ومع هذا فإن اسرائيل ماضية في شراء العقارات في كل مكان في العالم، ولكن التوجه الجديد هو شراء الجزر والعقارات في أراضي الدول المجاورة.
إن إسرائيل تعمل على ايجاد ملاجئ لمستوطنيها بالخارج تحسبا للحرب، ولهذا الغرض تحاول شراء جزر وعقارات ضخمة في البلدان القريبة منها.
كشفت صحيفة "معاريف" العبرية في مارس 2022، أن عضو مجلس إدارة شركة تابعة للصندوق القومي الإسرائيلي عرض على مجلس الإدارة شراء جزر في اليونان لإجلاء الإسرائيليين إليها في الحروب.
وذكرت الصحيفة أن "إيفري شطينر"، عضو الإدارة في "هيمونتا"، وهي شركة تابعة للصندوق القومي وتعمل على شراء أراضي في كيان الاحتلال، يسعى لاقتناء الجزر حتى تكون خيارا لإجلاء مواطنين إسرائيليين إليها وإنقاذهم في حال وقوع كارثة أو حرب.
النقطة الأخطر هي أن الإسرائيليين وتحديدا الصندوق القومي اليهودي لم يكتفوا بموضوع تملك الأراضي والاستيطان، بل إنهم بحسب القناة السابعة التي نشرت خبرا عن شراء جزيرة اصطناعية في واجهة المنامة وحذفته لاحقا، نقلت عن أفيري شناير ممثل حزب أبيض أزرق في مجلس إدارة شركة هيمنوتا، قوله إنهم يدرسون إمكانية نقل السيادة على هذه الجزر أو الأراضي إلى الكيان الإسرائيلي، بحيث تعتبر هذه الأراضي جزءًا لا يتجزأ من كيان الاحتلال، وقال شناير "يتم كل شيء بشكل قانوني وفقًا للمعايير المعمول بها، وبموافقة كاملة من الأطراف ذات العلاقة، بهدف إنشاء بنية تحتية في هذه العقارات والجزر".
ونفترض أنه لم يتم نقل السيادة الكاملة على هذه الجزر من قبل البحرين للكيان الاسرائيلي، لكن ملكية هذه الجزر آلت لكيانات تجارية هي أذرع معروفة لإسرائيل، مثل شركة هيمنوتا المملوكة للصندوق القومي اليهودي في إسرائيل، وهدف هذا الصندوق منذ تأسيسه في العام 1901 جاء لغرض "شراء وتطوير" الأراضي للمواطنين اليهود.
إن عنوان "الاستثمار" الذي دخل منه الكيان الصهيوني لشراء جزرنا هو في حده الأدنى مشروع استيطاني خطير على حاضر البلاد ومستقبلها وهويتها، لقد اشترى الكيان فعلا جزيرة في واجهة المنامة، ويتوقع بشكل كبير أن تكون جزيرة ديراري مستوطنة يهودية في غالبها هي الأخرى.
غدا ستتكون مجتمعات يهودية حولنا في البحرين شئنا أم أبينا، فالنظام يسهّل ويتعاون لتحقيق ذلك، السؤال الأكبر الآن: ماذا نحن فاعلون؟