التعليق السياسي: أين رئيس الحكومة عن وزرائه الحمقى؟

2023-01-24 - 10:45 ص

مرآة البحرين (خاص): وسط الفوضى اليومية في البحرين، وصراخ المواطنين المطالبين بالحلول، يغيب صوت رئيس الحكومة سلمان بن حمد آل خليفة.
ولي العهد الذي سعى لإدارة البلد مبكرا وسط توقعات عالية وتمنّيات وردية بمستقبل يحمل فكرا مختلفا على الصعد المختلفة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، لكن شيئا من ذلك لم يحدث.
بل إن الواقع يقول، إن الحكومة مستمرّة بإدارة البلد بسياسة الحديد والنار والقرارات القاسية دون لجوء لقضاء ولا لأية معايير إدارية أو مهنية أو إنسانية، فيموت السجناء في زنازينهم مرضى، ويقضي مرضى السكلر وهم ينتظرون سريرا، وتزداد نفسيات الشباب والشابات من العاطلين تذمرا حتى بات عدد منهم يراجعون الطب النفسي.
وعلى هذا الطريق يغلق الوزير الواشي، وزير التربية والتعليم محمد مبارك جمعة بقرار مباشر منه روضة ديزني، لأنها قدمت عملا مسرحيا مستوحى من يوميات ما يعيشه هؤلاء الأطفال في بيئاتهم الاجتماعية حيث ظهر الأطفال وهم يؤدون دور نواب برلمانيين يتحدثون عن مشاكل البطالة وقلة الفرص، وغياب آبائهم وأخوتهم في السجون، أي باختصار مثّلوا ما نتج عن وشايات هذا الوزير، كان هذا قبل أكثر من عام ونصف، وتمت إحالة مديرة الروضة للنيابة العامة التي قامت بحفظ القضية لأنها لم تجد ما يستحق الإدانة، لكن الوزير المشهور بوشاياته في محنة السلامة الوطنية، قام أمس بفعل رقيع، حين أغلق الروضة بقرار وزاري صادر عنه.
الرقيع تعني الأحمق، وهذا الوزير بلا شك أنه أحمق منذ أن رفع شعار الولاء قبل الكفاءة، والأكثر حماقة أنه تمت مكافأته بكرسي الوزارة. وقد قيل قديما في وصف الأحمق: أنه يريد أن ينفعك فيضرّك. ولقد أضركم وزير التربية بحماقته هذه كثيرا، أولها إن قرارا مثل هذا يركل المؤسسة القضائية والنيابة العامة التي هي شعبة منها، ويكشف حقيقة مزاعم السلطة عن هامش الديمقراطية وحرية التعبير في البلاد.
السؤال الآن، لماذا يغيب رئيس الوزراء سلمان بن حمد آل خليفة عن كل هذه المظالم؟ بل يضعها في رقبته كلها؟
فوزير الداخلية راشد بن عبدالله آل خليفة تم التجديد له وزيرا، مما يعني أن ولي العهد رئيس الحكومة قرر وضع كل المظالم التي قام بها راشد بن عبدالله في رقبته، والآن وزير التربية يبدأ عهده بقرار يحوّل من خلاله ٣٢ امرأة بحرينية يعملن في روضة ديزني، إلى عاطلات عن العمل.
ولي العهد رئيس الحكومة يصمّ أذنيه بشكل كامل عن كل شيء، لا يرد على أحد، ولا يتحدث عن شيء بتاتا عن أي شيء يشكو منه الناس، فهل هو يعيش حالة إنكار عمّا يجري حوله، فالناس لا ترى إلا الابتسامة المصطنعة في صور الجلسات الأسبوعية للحكومة التي صار يحضرها أحيانا.
رئيس الوزراء ليس لديه مجلس مفتوح أسبوعي أو شهري يستمع فيه للناس بشكل مباشر، وليس لديه إعلام مفتوح ينقل لمسامعه شكاوى الناس والواقع الذي يعيشونه، وليست لديه أبواب مفتوحة ولا أي شيء مفتوح، كل شيء مغلق في ولاية هذا العهد.
للأسف لقد أغلق رئيس مجلس الوزراء على نفسه الباب وأبعد كل ناصح أمين، وأحاط نفسه بعشرات المتملّقين، وسلّم الإدارة الفعلية ليوميات البلد إلى مجموعة من الحمقى المهووسين، من أمثال وزير الداخلية ومجموعته من الضباط، أو وزير التربية الطائفي الأخرق، أو وزير العمل الذي صار يهذي بأرقام وراء أرقام لا يصدقها أحد.
فهل هكذا تدار الحكومات يا أيها الأمير، أهكذا يكون عهدك قاتما منذ بداياته؟ عهد الحُكم الأصم الأبكم الأعمى عن مظالم المواطنين؟!