أوراق 2022: "سلام يا مهدي" نشيد ديني يوجع رأس سلطات البحرين و"نوح الراعبية" أبرز إنتاج فني في عاشوراء

لم تتحمل سلطات البحرين نشيد
لم تتحمل سلطات البحرين نشيد

2022-12-30 - 8:58 م

مرآة البحرين (أوراق 2022): مثل إنتاج نشيد "سلام يا مهدي" وقصيدة "نوح الراعبية" أبرز ما قُدّم على صعيد الإنتاج الفني الديني خلال العام 2022 في البحرين. وقدّم الرادود البحريني محمد غلوم القصيدة الأولى التي لم يجرِ الإفصاح عن اسم كاتبها عبر تعاون مع معهد الإمام الحسين للترتيل والإنتاج فيما نالت شهرة واسعة خاصة. أما القصيدة الثانية فتصدى لتنفيذها الرادود سيد عصام الهاشمي بالتعاون مع قناة "ميدان أهل البيت". 

ووصلت مشاهدات عمل "سلام يا مهدي" على موقع "يوتيوب" لتحميل مقاطع الفيديو إلى 15 مليون مشاهدة منذ طرحها في يونيو 2022. يشار إلى أن القصيدة مستلهمة من أنشودة "سلام فيرمانده" التي طرحها المنشد الإيراني أبو ذر روحي في اصفهان مع مجموعة كبيرة من الأطفال لمحاكاة تعلّق الأجيال بإمامهم، وسرعان ما انتشرت كالنار في الهشيم إلى بقية الدول  مثل تركيا وأفغانستان والبحرين والعراق وغيرها من الدول. أما "نوح الراعبية" فقد ناهز إنتاجها 3 مليون مشاهدة مع نهاية العام 2022. 

وبعد التفاعل المحلي والخارجي الذي لقيه طرح نشيد "سلام يا مهدي" استنفرت أجهزة الأمن البحرينية لملاحقة الفعاليات المرتبطة بالنشيد. وقامت السلطات باستدعاء المسؤولين عن جامع الدراز وهددتهم بالسجن في حال إقامة فعالية مرتبطة. وكذلك قامت بمنع فعاليات مرتبطة بالنشيد في منطقتي سترة والدير. وعملت العديد من القرى والمناطق على دعوة الرادود غلوم من أجل القيام بإنشادها مع الأطفال ما بدا مزعجاً بشدة إلى السلطات. وعملت إدارة المرور على ملاحقة سيارات المارّة وإعطائهم مخالفات في حال ضبط سواقها وهم يستمعون إلى النشيد كما اشتكى بعض المواطنين من سحب سياراتهم. كما جرت مهاجمة النشيد في الصحف الحكومية. 

وتعليقا على ذلك فقد صرح عالم الدين البارز السيد عبدالله الغريفي خلال خطبة "النشيد عقائدي بحت ومن حق الناس أن تعبّر عن عقائدها". وتميّزت مناسبتا "عاشوراء" و"الأربعين" التي يحييها شيعة البلاد بحضور ضافي إلى قصائد الشاعر غازي الحداد خلال العام 2022. وطرح الرواديد والمنشدون الدينيّون إنتاجاً فنيا غزيراً مستوحى من القصائد الكثيرة التي تركها الشاعر الذي رحل في يونيو 2021. 

وأنتج الرادود السيد عصام الهاشمي الذي كانت تربطه علاقة خاصة بالشاعر ثلاثة أعمال مرتكزة إلى قصائده وهي "نوح الراعبية" و"نوايح" و"سيلقاك الحسين". كما أنتج الشيخ حسين الأكرف قصيدة "كذاب" والرادود الكويتي محمد الحجيرات قصيدة "يوما الوفا" المشتركة. أما الرادود عبدالأمير البلادي فقد  طرح إنتاج "رأي العين". وجميع هذه الأعمال استلهمت أفكارها من أبيات قصائد للراحل. إلا أن إنتاج "نوح الراعبية" الذي بلغت مدته 14 دقيقة استرعى الاهتمام الأكبر عند المهتمين بسوق الإنتاج الفني والعزاء الحسيني خلال موسم عاشوراء. كما فتح النقاش بشأن ما أطلق عليه الشيخ الأكرف "المدرسة البلادية" في العزاء الحسيني. 

وتجاوزت أصداء هذا الإنتاج المحلية إلى معظم البلدان المجاورة التي يتركز فيها الشيعة وخاصة العراق حيث لقي الثناء الواسع كما اعتبر أبرز إنتاج فني في عاشوراء. وحظيت القصيدة الأخرى "نوايح" التي أنتجها السيد عصام الهاشمي أيضاً بشكل متزامن باهتمام كبير هي الأخرى إلا أنه لم يكن يضاهي الإنتاج الأول. 

وكان لافتاً اشتراك ثلاثة رواديد من البحرين والكويت في إنتاج قصيدة "يوم الوفا" التي جرى استخدام الإيقاعات البحرية في عملية تلحينها وشكلت لوناً جديداً غير معتاد في الشيلات الحسينية. وتطورت قصة مشاركة الرادود الكويتي محمد الحجيرات في  إنتاج هذا العمل مع إبعاده عن البلاد بأمر من وزير الداخلية. وأبلغت السلطات البحرينية الحجيرات أن إحياء مناسبة عاشوراء في البحرين يقتصر على المواطنين والمقيمين وأنه لن يسمح له أن يشارك في مجالس العزاء. 

معظم القصائد التي  جرى إنتاجها هي من الشعر الحسيني العامي النبطي ما عدا إنتاج الشيخ الأكرف "كذاب" الذي اختار قصيدة من الشعر الفصيح للراحل الذي يحفل بعدد من الترميزات السياسية. وجاء في أحد مقاطعها "افضح كرسي الطغيان/ واعلن أن الحاكم رجز من عمل الشيطان/ واعلن أن السيف الكافر قد ذبح الإيمان/ واعلن أن الكفّ الآثم قد مَزَق القرآن".