افتتاحية حصاد 2022: حصاد الجيرة وكأس العالم

ليونيل ميسي يرتدي البشت القطري في استمرار الخصومة مع البحرين
ليونيل ميسي يرتدي البشت القطري في استمرار الخصومة مع البحرين

2022-12-30 - 8:48 م

مرآة البحرين (أوراق 2022): يظهر الحصاد في الحقول، حقول التنافس والإنتاج والتنمية، ماذا حصدت البحرين في كأس العالم؟ لا شيء غير الخيبة، لم نُظهر في أي حقل من الحقول شكلًا ولو يتيمًا من أشكال التنافس أو الإنتاج أو التنمية، بدونا ساحة خراب جدباء من كل شيء.

كأس العالم منافسة كروية، لكنه دولية، أي منافسة بين الدول في إظهار قدرتها التنموية، ورؤيتها لنفسها ورؤية العالم لها. فيما كانت الجارة قطر تكبر، كنا نصغر، لم ندرك أن الجغرافيا تجاوزت خصام الجزر الصغيرة ودخلت مجال الحقول الكبيرة، ذبنا حتى لم يعد أحد يرانا، فيما ذاب العالم في قطر.

نحن وقطر قرب في الجغرافيا، وبعد في كل ما عدها، أو قل عداوة. حتى هذا القرب الذي يفرض شروطه الضرورية في استفادة الجار من خيرات المجاورة، لم يصلنا منه غير الحسرات والخسارات والحراجات، لا صحفنا حظت بشيء ولا رجال الدولة شرفهم الجار الجغرافي بدعوة تعزهم وتكرم ما تبقى من ماء وجوههم، ولا مرافقنا السياحية أصيبت بنعشة اقتصادية، ولا مرّ أحد من فضائنا الجوي ولا الجغرافي، اللهم إلا مشجعين ضائعين تسابقت عليهما وسائل التواصل الاجتماعي على سبيل التعويض النفسي.

لقد دعونا قداسة البابا تحت وصايا شركات العلاقات العامة ظنًا منا أنه سيقدم لنا صكوك الغفران على آثام الظلم والتعذيب والسرقة والفساد وقبض مال الله بهتانًا، فصفعنا البابا على خدنا الأيسر، فيما راحت قطر تُغرقنا بأنوار ملاعبها الباهرة، تبخرت رؤية 2030، تحت ضربات كرة العالم، وما زلنا نمارس الألعاب الطفولية عبر صحافة لا يحترمها أحد ولا يقرأها أحد ولا يصدقها أحد.

آه من لعنة الجغرافيا، إنها تُظهر الضعف والإخفاق والخسران، حتى صار يقض مضجع العائلة القابضة، الخوف والفضيحة من أن يظعن موالوها نحو الحقول الخصبة بالغاز والنفط وملاعب كرة العالم. صارت تقبض على جوازات موظفيها ومواليها الكبار، وتهدد الصغار وتتوعد القبائل.

لقد صار الفارق فتقًا لا يمكن رده ولا ردمه، حتى الشعار الشهير الذي رُفع في دوار اللؤلؤة "عودوا للزبارة انتهت الزيارة" لا يصلح أن يُقال أو يُرفع أو يردد، ليس بسبب استحالة الإمكان السياسي أو افتقاده الحصافة السياسية، بل لأن الزبارة ما عادت مضارب بل ملاعب. ليست مضارب قبائل صغيرة تظعن بين هنا وهناك بل ملاعب دول كبيرة تُلبس بشتها من تشاء وتُفصخه من تشاء.

لم تتعلم العائلة الحاكمة الدرس جيدًا، من جارتها ذات الجغرافيا الصغيرة، يقول الدرس: لا تكن ذيلًا معلقًا في جسد الأقوياء، ولا جيبًا صغيرا في لباس الكبار، ولا شيئًا حقيرا في محفظة الأغنياء، ولا تكن أحمق القوم يستخدمه المشغلون لسانًا يهذي بالقاذورات ويهرول ضد شعبه في التطبيعات. كن متمايزًا واجلب الآخرين إليك.

هذا حصاد جزيرتنا الصغيرة للعام الثاني عشر على التوالي، لا شيء غير الخيبة.