لماذا آل خليفة مغتاظون من آل ثاني وكأس العالم؟

تمعن قطر في إهانة آل خليفة لسلوكهم السيء خلال الأزمة الخليجية
تمعن قطر في إهانة آل خليفة لسلوكهم السيء خلال الأزمة الخليجية

2022-12-20 - 8:20 ص

مرآة البحرين (العائلة القابضة): انتهت بطولة كأس العالم لكرة القدم بفوز الأرجنتين على فرنسا وفوز آل ثاني على آل خليفة، التي حاولت تجاهل أكبر حدث رياضي على مستوى العالم. فلماذا فعلت العائلة ذلك؟ 

يشعر آل خليفة بالإهانة لعدم رغبة قطر في إعادة العلاقات الدبلوماسية معهم وتنفيذ اتفاق العلا الذي ينص على تحقيق المصالحة الخليجية وطي صفحة الخلافات، حيث تجاهلت قطر دعوات الخارجية البحرينية المتكررة لتعيين وفد قطري من أجل النقاش والتوصل لتسوية الخلافات.

اكتفت الدوحة بترتيب أوضاعها مع الثلاثة الأضلاع الرئيسية في الخلاف الخليجي الذي شمل مصر أيضا. وتوصلت الدوحة لتفاهمات مع الرياض، أبوظبي والقاهرة إلا أنها لا تجد أي دوافع لتسوية الأوضاع مع المنامة.

ورغم عدم اهتمام قطر بمصالحته، زار ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في مقر إقامة الأخير في جدة على هامش انعقاد قمة الأمن والتنمية (يوليو الماضي) طلبا لترضيته، إلا أن الأمير كان باردا في استقباله له ولم يتبادل الكثير من الأحاديث معه حتى غادر غاضبا، فضلا عن تجاهل وكالة الأنباء القطرية نشر الخبر تماما. 

في الحقيقة، لا ترى قطر فارقا في وجود علاقات مع العائلة الحاكمة في البحرين، فالأخيرة ليست في وضع تنافس فيه قطر، ولا توجد مصلحة يمكن أن تجنيها قطر من هذه العلاقة على عكس الحال مع الجار الإقليمي الكبير السعودية، وما ستجنيه قطر هو مزيد من (الطرارة وطلب الإعانات).

إضافة لذلك، ترغب قطر في أن تنتصر لنفسها في الحصار الذي امتد لسنوات عليها، ولم تجد إلا ملك البحرين حمد بن عيسى لكونه الحلقة الأضعف، فضلا عن (الدور الصبياني) الذي لعبه إبان الأزمة واستعداده لفتح جزر حوار للعمل العسكري الذي كان مخططا له ضدها بحسب ما كشفه أمير الكويت الراحل صباح الأحمد الجابر الصباح خلال زيارته لواشنطن سبتمبر/أيلول من العام 2017.

في الواقع، لدى قطر الكثير من الأسباب التي تدفعها لعدم الحماس لإعادة العلاقات وإلى عقاب الرجل الذي طالما كان يحرض عليها ويقود المؤامرات ضدها منذ أن كان وليا للعهد، بحسب وجهة نظرها. 

أما الآن وبعد كل هذا التجاهل القطري، وبغض النظر عن دوافعه، لم تجد العائلة الحاكمة في البحرين إلا اللعب كعادتها كالصبيان: إصدار روزنامة البحرين والزبارة أو الإيعاز لوسائل إعلام محلية لا يتابعها أحد بتجاهل كأس العالم، لكِنَّ ما وراء هذا التجاهل أكبر.

تشعر عائلة آل خليفة بالخيبة والفشل كلما شاهدت نجاحات المحيط، وهي ترى أن ما يجري في قطر يشكل مزيدا من التحدي للعائلة الحاكمة، وكذلك الحال بالنسبة لما يجري في الشارقة أو الرياض من مشاريع واعدة. 

حجبت العائلة كل شيء يتعلق بالكأس من وسائل الإعلام البحرينية وكأنها لا تريد للبحرينيين أن يشاهدوا نجاح قطر؛ لأنه ببساطة يعني فشلها ويطرح سؤالا بديهيا لدى الشريحة الأكبر من المواطنين البحرينيين: لماذا لم تصبح بلادنا مثل قطر؟ أو تساؤل آخرين:  لماذا لا نذهب لقطر؟

يحلم الكثير من البحرينيين في أن تكون العائلة الحاكمة التي تحكم بلادهم مثل عائلة آل ثاني، إذا كان ليس بإمكانهم أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم، حيث الحياة الكريمة والعيش الرغيد: رواتب تصل إلى 5 آلاف دينار، منازل فاخرة، بنية تحتية حديثة، خدمات صحية وتعليمية وبعثات للجميع. 

أما في البحرين فمتوسط الأجور لا يتجاوز 500 دينار، فيما غالبية العمال يتقاضون دون ذلك، ووحدات إسكانية معدمة يدفع قيمتها المواطن من دمه مدى الحياة، فضلا عن الظلم، البطالة، التمييز واستبدال شعب بشعب آخر. 

أما أولئك الذين يتساءلون: لماذا لا نذهب لقطر، فهم أولئك الذين يملكون جذورا قبلية فيها تضمن لهم العيش هناك برخاء وتضمن مستقبلهم ومستقبل أحفادهم، كعوائل: (الكواري، المسلم، الجلاهمة، النعيمي وغيرهم).

فما تعطيه العائلة الحاكمة في البحرين لأبناء هذه العوائل لا يساوي شيئا قبال ما يحصلون عليه في الجوار، فما يحصل عليه كبار هذه العوائل هنا يحصل على أضعافه أصغر فرد في الفرع العائلي الذي يعيش في الدوحة. 

فعلى ماذا حصل نائب رئيس المجلس الأعلى للقضاء سالم محمد الكواري الذي تحتجز البحرين جواز سفره خوفا من سفره لقطر أو خارج البلاد؟ هل حصل على فيلا في درة البحرين وراتب 3 آلاف دينار؟

إن مثل هذا وأكثر يحصل عليه موظف (كوّاري) صغير في دائرة من دوائر وزارة البلديات في قطر. 

لكل ذلك، لو كان بإمكان عائلة آل خليفة إصدار مرسوم بمعاقبة البحرينيين بالسجن لمشاهدتهم مباريات كأس العالم لفعلت، فما فعل بهم آل ثاني ليس بالهين، فضلا عن تحويلهم بلدهم لبلد عصري في ظرف 12 عاما وهو إنجاز خيالي يمثل لوحده سببا من أسباب التحريض على كراهية نظام حكم آل خليفة الفاشل.