التعليق السياسي: البحرين في ديسمبر 2022: بيعة الوافدين وسخط المواطنين

احتفال في النادي الباكستاني بعيد الجلوس (أرشيفية)
احتفال في النادي الباكستاني بعيد الجلوس (أرشيفية)

2022-12-19 - 6:58 ص

مرآة البحرين (خاص): مفارقة أن يحتفل الوافد الأجنبي بـ (عيد الجلوس) الذي تعتبره العائلة الحاكمة بديلا عن يوم الاستقلال، بينما أغلب المواطنين يُحيون يوم الشهداء، ونعني بالشهداء هنا الشهداء الذين طالبوا بالحرية والكرامة للشعب وقتلتهم بنادق النظام وسياطه ووحشيته.
الوافد الأجنبي يعرف أن النظام دون عمق شعبي، وأن السخط الداخلي الذي يعانيه كبير، يكاد هؤلاء الأجانب لا يصدقون ما يحصل، فالنظام يفضلهم على أهل البلاد، ويقدم لهم التسهيلات لتوظيفهم وإعاشتهم وحتى المخالفين لقوانين الإقامة منهم، وضعوا لهم المخارج، ليغدوا عمالة قانونية بل إنه يتم تدريبها بمبالغ تدفعها الشركات لصندوق العمل تمكين.
لهذا وغيره تتلبس مجاميعٌ أجنبية لباس الوطنية وتحمل علم البلاد، أما المواطنون فيحييون يوم الشهداء لأن هؤلاء ببساطة قدموا أرواحهم ودماءهم لأجل تغيير هذا الواقع السيء، ولأجل تحقيق الحلم بوطن العدالة والمساواة والهوية العربية الإسلامية المُناصرة لقضايا الأمة وعلى رأسها قضية فلسطين.
لا ذاكرة مشتركة بين الشعب وبين الحكم سوى القسوة والألم والحرمان، الحكم يحتفل بذكرى غزوه واستيلائه على مسند الحكم، والشعب يحتفل بتضحياته وشهدائه وقادته الحقيقيين مثل القائد الراحل الشيخ عبدالأمير الجمري.
الشعب يحتفل برفع صوته بالمطالب والإصرار عليها، وبرفع صور الشهداء والقادة المعتقلين، والحكم يحتفل بصرف الملايين على احتفالات باذخة وأغاني هابطة وبتوزيع العطايا على الضباط والجلادين حصريا، وتوزيع الأوسمة وجوائزها، كل هذا لأجل تحصيل شرعية شعبية مفقودة لن تتحقق إلا بتحقق ما يريده الشعب مصدر السلطات بموجب نصوص كل دساتير الأرض.