انفض مولد الانتخابات والناس تسأل وينك بو كشمة منخش ومالك بيان؟
فرد قائلا: فعلا أنا اختفيت واعتزلت حفلة الزار وبقول ليكم ليش إذا عندكم صبر:
اختفيت عن المرشحين وما أكثرهم! ما تم أحد ما رشح روحه! عادي يطلع لك اثنين من ربعك بالقهوة أو من جيرانك! مشكلة أغلبهم ما يصلحون تشغلهم كيشرية في سوبرماركت.
اختفيت عن الأهل عادي يصير مرشح ولد عمك وتنافسه في نفس الدائرة بنت خالتك! تعطي صوتك لمن وتخلي من؟ ترضي عمك لو خالتك. والمشكلة الكل يفكر ضناه هو مهاتير محمد أو مارغريت تاتشر وعيالهم ما يعرفون كوعهم من بوعهم .
اختفيت لأن في كل شارع و زرنوق ورصيف صور وصور بمختلف الأحجام والأشكال كأنك داخل مسابقة أفضل وأكبر صوره أو دعايات معجون أسنان وصالونات تجميل وعرض أزياء ومسابقات فوتوشوب كل شي ممكن بس ماله علاقة بانتخابات مجلس تشريعي. فعلاً تلوث بصري فظيع.
اختفيت لأني ما أتحمل واحد توه طالع من البيضة وطارئ على العمل السياسي يتفلسف علي وأنا جاوزت السبعين من عمري قضيت نص قرن في السياسة ويحاول يقنعني إنه راح يشرع ويحاسب ويدافع عن حقوق العمال والموظفين والمتقاعدين والعاطلين والمطلقات والعانسات والعمال والطلاب وحتى أطفال الروضات وأنه سيزيد الرواتب ويخفض الضرائب ويقلص الدين العام ويقضي على البطالة والعنوسة. كيف؟ كيف ما ندري ولا هو يدري بس هو مقتنع انه راح يحقق كل الآمال بس يوصل لقبة البرلمان.
اختفيت لأن الناس ذاكرتها مثل ذاكرة الذباب. قبل الانتخابات يحلفون بأمهم وأبوهم وشرفهم وشرف أجدادهم أن البرلمان والبرلمانيين لا أمل منهم وأنهم لن ينخدعوا مرة أخرى وما أن تحق حقايقها حتى يتناسون حلفهم بل يتعصبون لهذا المرشح أو ذاك أما لتعصب عائلي أو قبلي أو طائفي أو عقائدي والقهر يعتقدون أنهم يشاركون في عرس! ما يدرون إنهم يشاركون في جنازة.
اختفيت لان أصدقاء وربع وأهل وزملاء وجيران محرومين من الترشح والانتخاب قد اتفق واختلف معهم في هذا وذاك ولكني أعرف إنهم ليسوا خونة ولا عملاء ولا مخربين ولكنهم ناس محترمين ومحبين للوطن مثلهم مثل أي مواطن محب لوطنه.
اختفيت لان ربعي وناسي تشطروا وانقسموا بين موالاة ومعارضة ومشاركين ومقاطعين وأغلبهم تخندق في زاوية ولا يرى إلا بعين واحدة. البعض عنده مفاتيح الجنة والنار والبعض الآخر عنده خط الاستواء الذي يفصل بين الوطنية والعمالة.
اختفيت لأن علم فلسطين أصبح تهمة وعلم الكيان أصبح كارت دخول نادي المسئولين والأعيان. والمشكلة ولا مرشح طرح في برنامجه موضوع التطبيع حتى المحسوبين على الوطنيين كأنه موضوع لا يعني وطنيتنا وعروبتنا ولا ديننا.
اختفيت لان الديرة أصبحت ديرة من لا ديره له وهي جنة الى كل الناس والأجناس والألوان ومن كل بقاع الأرض مشارقها ومغاربها إلا عيال الديرة اللي صاروا غرباء في ديرتهم.
اختفيت لان كل شي بالديرة ضد المواطنين! والوطن صاير عدو مو إم رؤوم مثل كل الأوطان. طوابير من العاطلين البحرينيين بينما الأجانب ينعمون بأفضل الوظائف هذا عدا تدني التعليم والصحة والأمان والأخلاق والقيم والديرة تحولت لماخور وقاعدة لبني صهيون.
عندي بعد عشر أسباب غيرهم بس خلوني ساكت. معدتنا ما تتحمل الدال والفاصوليا اللي أكلونا اياه في الستينات.