انتخابات 2022: البحرين تخسر وسائل إعلام العالم وتكسب إسرائيل

مراسل قناة i24 الإسرائيلية متحدثا من أحد مراكز الاقتراع في البحرين - 12 نوفمبر 2022
مراسل قناة i24 الإسرائيلية متحدثا من أحد مراكز الاقتراع في البحرين - 12 نوفمبر 2022

2022-11-18 - 8:40 م

مرآة البحرين (خاص): شكلت انتخابات البحرين 2022 منعطفاً مهماً يتعلق بالتعاطي الدولي والعالمي مع أحداث البحرين والقناعات الجديدة التي تشكلت لدى حلفاء الحكومة الذين تخلوا عن المجاملات والدبلوماسية التي طالما صبغت هذه العلاقة لسنين طويلة.

فقد غابت بيانات الإشادة الرسمية التي كانت تصدر عادة عن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والدول الأوروبية الأخرى، وغاب معها التفاعل الإعلامي الذي طالما كان حاضراً ما بعد 2011 وإن من باب التغطية المتوازنة للاحتجاجات ومقاطعة المعارضة من جهة وتنظيم الدولة للانتخابات من جهة أخرى.

من جانبها فقد قامت الحكومة بكسب صديق جديد بعد تخلي الجميع عنها، وللمرة الأولى صوت أشخاص يحملون الجنسية البحرينية، للانتخابات البرلمانية عبر السفارة البحرينية في تل أبيب وفق ما ذكر الحساب الرسمي للسفارة.

وأيضاً للمرة الأولى تواجد مراسلون لوسائل إعلام إسرائيلية في مراكز الاقتراع داخل البحرين، وكانت التقارير تتحدث عن الإقبال الكثيف للناخبين، ونسب المشاركة العالية، وهو ما حوّل وسائل الإعلام الإسرائيلية تلك إلى جزء من البروبغندا الحكومية البحرينية لتسويق وترويج مشاريعها.

أما وسائل الإعلام العالمية فهي كانت في المنامة قبل أسبوعين من الانتخابات، مرافقة البابا فرانسيس في جولته، وأثار حديث قداسته العلني عن التمييز وأحكام الإعدام شهيتها لفتح ملف البحرين الحقوقي الأسود والتركيز على الأزمة السياسية الخانقة التي تعاني منها البلاد منذ 11 عاماً.

الزيارة التي كانت تريد منها البحرين الترويج للتسامح الكاذب في البلاد، انقلبت لعنة عليها بعد حديث البابا وطريقة تعاطي وسائل الإعلام معه، وما إن انتهت الزيارة حتى غادر الجميع ولم تتجشم أي وسيلة إعلامية عناء إبقاء مراسلها أو إرسال آخر لتغطية الانتخابات.

هكذا غابت البحرين عن نشرات الأخبار وعناوين الصحف، اكتفت معظم وسائل الإعلام بتغطيات وكالات الأنباء العالمية (رويترز، أ ف ب) التي ركزت على القمع وغياب المعارضة عن المشاركة بسبب العزل السياسي فيما كانت تغطيات وسائل الإعلام العالمية الكبرى سلبية أيضاً (فرانس 24، بي بي سي العربية والغارديان البريطانية).

في جردة حساب سريعة بعد "العرس الديمقراطي البحريني"، نستطيع القول أن السلطات لم يتبقَ لها أحد للدفاع عنها أو الترويج لمشاريعها سوى وسائل الإعلام الخليجية التي عادة لا تخرج عن المألوف في تغطياتها لأحداث الدول الأعضاء، ووسائل الإعلام العربية التي لم تخذل البحرين (أو أي ديكتاتور آخر) في أسوأ الظروف وأحلكها، وهي وسائل إعلام طالما كانت تروّج لمن يدفع لها، بالإضافة إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية التي صارت مغرمة بالديمقراطية البحرينية.