مرآة البحرين (خاص): بِمَ فاز على النعيمي في الانتخابات من الجولة الأولى وهو أحد النواب الأقل حضورا وتداخلا في الجلسات، ولم يتخذ أي موقف يشفع له خلال الأربع سنوات، ولم يعلن حتى برنامجا انتخابيا هذا العام؟
علي النعيمي لم يستخدم أي شيء لافت للدعاية لنفسه، حتى حسابه على تويتر هو حساب ساكن غير فعّال، لم يتم استخدامه حتى في الترويج لصاحبه خلال الانتخابات!
النائب الكسول كان موظفا كسولا يغيب عن العمل ويحصل على أجره كاملا، فالولد الذي غلبه الطبع لم يتغير ولن يتغير. دخل المجلس صامتا ضمن حصة ترضية للنعيمية وعاد للمجلس ليصمت.
لكن من هو النعيمي؟ وكيف عاد؟ وما قصة رافعة الأصوات التي حصل عليها من خارج البحرين وخارج المركز الفرعي؟
علي ماجد النعيمي هو ابن وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي. دخل إلى المجلس العام 2018 بشعار (وطن للجميع)، وهو الشعار الذي يجب أن يكون حربا على ابيه الذي يحرم شريحة من (الجميع) من حقهم في البعثات والتوظيف والترقي، إلا أن شيئا لم يحدث بالطبع.
دخل النعيمي بهذا الشعار لكنه لم يسأل سؤالا نيابيا واحدا يحقق شعاره الانتخابي ولم يتداخل في أي نقاش بشأن حرمان البحرينيين من العمل في مقابل توظيف الأجانب، ولم يُسمع له موقف في فرض الضرائب واستقطاع الأجور والعلاوات.
لقد وافق النعيمي على جميع المراسيم الملكية التي أقرت زيادة ضريبة القيمة المضافة، تعديل قانون التقاعد، وقف علاوة المتقاعدين، وغيرها من مراسيم الملك التي تصادر قوت الناس، لقد كانت مهنته الضغط على زر الموافقة فقط.
لكن وللانصاف، فالرجل كان على الأقل يحضر الجلسات، وهذا تقدم كبير في حياته المهنية، ولعله يتقدم أكثر فيفتح فمه ليقل شيئا ما في هذا الفصل التشريعي، فلقد كان يغيب عن العمل لأشهر طويلة قبل ذلك.
وأورد تقرير ديوان الرقابة المالية والإدارية أحد إنجازات ولد النعمي عندما كشف أنه تغيب عن العمل العام 2015 عندما كان يعمل في المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان لكنه تقاضى رواتبه كاملة.
وذكر التقرير فيما يخص المخالفات الإدارية والمالية في المؤسسة حينها، أن أحد الموظفن غاب سبعة أشهر كاملة عن العمل، واستلم رواتباً عن هذه الأشهر مقدارها 17 ألف و542 ديناراً.
نعم، لقد كان يتقاضى النعيمي 2500 دينار شهريا مقابل التسيب عن العمل، فهل لمثل هذا أن يمارس دورا رقابيا على الفساد الإداري والمالي للحكومة؟
لقد اختارتهم الحكومة مجددا ليكون نائبا عبر توجيه أصوات المجنسين والعسكريين، فهو حتى مع سوء المجلس أسوء الحاضرين بكل المقاييس.
لقد فاز النعيمي من الجولة الأولى بعد حصوله على 1965 صوتًا من خارج البحرين والمراكز العامة، فقط لأنه ابن الوزير القريب من الملك وزميل العسكرية ماجد النعيمي الذي يشغل المنصب منذ 20 عاما.
فمن منحه هذا الأصوات وهل الناخبون معجبون حقا بنموذج النائب السايلنت حتى يفزعون للنعيمي كل هذه الفزعة؟