فعالية "يوم الخيانة" لجمعية الوفاق في بيروت: دولنا باعت أوطاننا للشيطان وفلسطين قضيتنا المركزية وتحريرها سيُحَرّر العالم العربي

الناشط يوسف ربيع مرحبًا بالحضور في فعالية
الناشط يوسف ربيع مرحبًا بالحضور في فعالية "يوم الخيانة" التي نظمتها جمعية الوفاق يوم أمس في بيروت

2022-09-10 - 11:30 ص

مرآة البحرين (خاص): 

نظّمت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية يوم أمس الجمعة في بيروت وقفة رمزية حملت عنوان "يوم الخيانة: اتفاقية التطبيع" في الذكرى الثانية لتوقيع اتفاقية التطبيع بين النظام البحريني والعدو الصهيوني، شارك فيها حشد من الشخصيات السياسية والدينية والاجتماعية بالإضافة إلى عدد من النشطاء والمهتمين.

في بداية الحفل، رحّب النّاشط يوسف ربيع بالحضور، لافتًا إلى أهمية هذه الوقفة الّتي "نستنكر فيها يوم الخيانة، حين أقدم النّظام في البحرين على توقيع اتفاقية التطبيع مع الكيان الإسرائيلي في البيت الأبيض، بعيدًا عن ما ينادي به البحرينيون".

ورحّب ربيع باسم جمعية الوفاق بالحضور، وتحديدًا الحضور العربي والفلسطيني .

الكلمة الأولى كانت لممثل تحالف القوى الفلسطينية أبو عبد الله فارس، ووجّه فيها تحية إكبار وإجلال إلى شعب البحرين الدّاعم للقضية الفلسطينية، "الّذي رفع راية الرفض لهذا الاتفاق وللتّطبيع مع الكيان الصّهيوني". 

وقال فارس إنّ "الوقوف اليوم للتّضامن مع فلسطين، والوقوف ضد التّطبيع يعنيان أن نقف مع أنفسنا ومع الحق والعدالة ضد التّآمر ضد قضيتنا المركزية، أي القضية الفلسطينية" لافتًا إلى أنّ "التّطبيع أصبح وجهة نظر لدى بعض أنظمة الحكم العربية، الّتي ارتمت في أحضان العدو الصهيوني لإقامة العلاقات والتّطبيع معه، والتآمر على القضية وعلى الأمة، والتّخلي عن المقدسات والمبادئ  والثوابت الوطنية".

وأكّد فارس أنّ "المقاومة ستبقى الطريق الوحيد لتحرير فلسطين ومقاومة الاحتلال" معلنًا "إدانة كل أشكال التطبيع وإقامة العلاقات مع العدو" وموجهًا التحية إلى "كل القوى الحية في أمتنا العربية على تصدّيها للتطبيع مع الكيان الصهيوني". 

وأكّد فارس أنّ "فلسطين ستبقى الحقيقة الثابتة غير القابلة للجدال والنقاش، وستبقى في عيون أبنائها الأرض والذاكرة والتاريخ، عصية على التطويع والتطبيع". 

وكانت كلمة لنقيبة الإعلام المرئي والمسموع في لبنان الأستاذة رندلى جبور بدأتها بالسؤال "بأي منطق طبيعي نعقد لقاءات ضد التطبيع مع كيان هو أصلًا لا طبيعي؟"

وأكّدت جبور أن "الطبيعي يقول إن إسرائيل ما كان يجب أن تكون على أرضنا أصلًا" وأنّه "إذا وُجِد هكذا كيان بكلّ  إجرامه واغتصابه وانتهاكاته واعتداءاته ودعاياته الكاذبة، وعدم تشبهه بأي شيء مع المنطقة وأهلها، يجب أن تجتمع كل دولنا، شعوبًا وقيادات، وتخرجه من لحم ليس له"، كما "يجب أن نقف مع عروبتنا وأبنائها ضد هذا الكيان، لا أن نكون عملاء للغريب ضد القريب" وأن "نقف مع جغرافيتنا الخالية من الاحتلال والاستيطان والوعود التخاذلية، مع تنوعتا الصحيّ لا مع عنصريتنا المريضة".

وأكّدت جبور أنّه "يجب أن نكون مع المقاومة ضد المحتل، ومع شعوبنا ضد الجزار، ومع أنفسنا ضد المعتدي، ومع حدودنا ضد الطامعين بها وبثرواتها، والطبيعي يقول إنه إذا بقيت لدينا ذرة شرف واحدة، فيجب أن نكون ضد التطبيع مع اللاطبيعي".

ولفتت جبور إلى أن الواقع مختلف إذ "إن بعض دولنا باعت أوطاننا للشّيطان" و"بعض حكوماتنا رضخت، وبعضها طبّعت" غير "أننا نقف صوتًا صارخًا في برية اللّاطبيعي ونقول بنبرة عالية، وبلا حرج أو خجل أو خوف: نحن ضد التطبيع". 

وأعلنت جبور: "أنا المسيحية اللبنانية المشرقية أعلنها صراحة وبوضوح: أرفض أن أُطَبع مع المحتل، وأرفض أن أتعامل مع العدو مهما كان الترغيب كبيرًا والتّرهيب خطيرًا، فترغيبهم كذبة بثمن مرتفع، وترهيبهم ساقط أمام رفعة الرأس" إذ "لا شيء يبرر أن أوقع بالحبر فيما أخوة لنا وقّعوا بالدم اتفاق الكرامة والحفاظ على بلداننا". 

وأكدت أن "أكثر ما يستفزها هو سؤال الجاهل: لماذا لا نذهب إلى السلام وننتهي؟" لافتة إلى أن المطالبين بالسلام "لا يعرفون أو يعرفون ولا يعترفون أن عندها بداية الغرق أكثر في جحيم ليس فيه إلا النار والدمار. هذا سلام مشبوه مع تجار الهيكل". 

وتوجّهت جبور إلى الحضور بالسؤال: "ألم يكن يا أخوة السيد المسيح الثائر الأول ضد الشيطان والمقاوم الأول في هذه الأرض؟!"

وفي كلمته، قال الشيخ حسين الديهي، نائب الأمين العام لجمعية الوفاق إنّ النظام البحريني يسعى إلى تهويد البلاد وطمس هوية العاصمة المنامة "المعروفة بتاريخها الأصيل".

وأكد الديهي أن فلسطين ستبقى قضية البحرينيين "مهما حاول النظام البحريني أن يضع يده في يد هذا الكيان المنبوذ، وسلموه مقاليد كل شيء" موضحاً أن النظام فتح لـ "هذا الكيان المنبوذ كل الأذرع، رحبوا به في كل مكان، أوجدوه في كل مفاصل أرضنا، من أجل أن يجعلوا له وجودًا من لا شيء، وهو نظام مؤقت زائل"، محذراً من أن هذا الكيان زائل ومؤقت "وسيزول معه من يقف إلى جانبه". 

واستنكر خلال كلمته عمل النظام على تثبيت هوية يهودية على أرض البحرين وفي العاصمة المنامة "هذه العاصمة العريقة الأصيلة، المعروفة بتاريخها الأصيل، المملوءة بالمعالم الطيبة، الإسلامية، وغيرها. اليوم النظام يريد أن يُهَوّد هذه العاصمة، وأعطاهم جزءًا كبيرًا من أرضنا في العاصمة تحت عنوان إحياء الحي اليهودي في العاصمة المنامة، والتف مراوغًا تجاه من يريد شراء أراضي بعض أبناء العاصمة المنامة بعناوين مُزَوّرة، بشركات متصهينة وأفراد متصهينين، أرادوا شراء أراضٍ من العاصمة لإعطائها لليهود، لإحياء حي وكنيس لليهود لا أثر له ولا وجود في العاصمة".

ولفت إلى أن "إسرائيل احتلت البحرين، ولعلها البلد الثاني الذي سيحتل من قبل الكيان الصهيوني تدريجيًا، من خلال شراء أراض ضمن مشروع مخطط في قرى البحرين وعاصمتها، لكننا واعون وملتفتون ولن نسمح ببيع أرضنا لهذا الكيان الصهيوني مهما تلون المشتري من خلال عربي متصهين، أو شركة متصهينة، سنقف دائمًا وأبدًا لرفض هذا الموضوع".

واختتم الشيخ حسين الديهي كلمته بالتطرق إلى البرلمان البحريني الذي لم يستطع رفض اتفاقية التطبيع هذه مشدداً أن "لا مشاركة في برلمان يبصم على قرارات نظام يطبع مع الكيان الصهيوني، لا يشرف شعب البحرين أن يكون ضمن هذه المؤسسة البرلمانية، التي تقف صفًا واحدًا مع النظام البحريني في الموافقة على اتفاقية التطبيع".

وتحدّث  الشيخ زهير جعيد المنسق العام لجبهة العمل الإسلامي، فأكّد أن "كل شعوب المنطقة الحرة، بمختلف توجهاتها، تقف مع مظلومية شعب البحرين، وبوصلتها القدس". 

ولفت إلى أنّ "التطبيع حاصل منذ ما قبل قيام الكيان وهو ضمانة وجودها، والمسلمون بريئون منه وممن يطبل له واستغلال الخطابات الطائفية والقومية لشرعنته". 

ورفض الشيخ جعيد ربط التّطبيع بأهل السّنة والجماعة مؤكدًا "نحن السنة مرتبطون دينيًا بالعلماء في الأزهر... وبلحظة يصبح كأن مملكة الشر السعودية هي الأم الحنون لأهل السنة والجماعة".

الكلمة الأخيرة كانت للكاتب والإعلامي روني ألفا، الّذي دعا إلى "التفتيش عن الإدارة الأمريكية في الذكرى السنوية الثانية بين البحرين والنظام المؤقت، وتحديدًا إدارة ترامب". 

وأكّد أنّه "بعد سنتين، باتت البحرين تحت انتداب اسرائيلي سيتحول تدريجيًا إلى احتلال ناعم يبيع النظام امنًا وهميًّا والمقابل هو السيادة". 

ولفت إلى أن "العدو حاول توظيف كل السبل الإعلامية لإظهار إيران كتهديد استراتيجي والتطبيع جاء لتكريس هذا التّهديد الوهمي" مضيفًا أنّه "يراد بالتطبيع إيهام الشعوب بأن العدو وحده القادر على حماية المنطقة". 

وأكّد ألفا أنّ "الهدف من التنسيق التطبيعي الواسع بين النظام والعدو هو شرعنة بناء هيكل سليمان على ركام المسجد الأقصى". 

وقال إنّ "الهدف من التنسيق التطبيعي الواسع بين النظام والعدو هو شرعنة بناء هيكل سليمان على ركام المسجد الأقصى" مؤكدًا أنّ "احتلال البحرين سيكون عبر جيش تكنولوجيا البحرين من مفاعيل التطبيع الرقمي، ومهمته مراقبة المواطنين وقمعهم، وكذلك مراقبة سواحل المنطقة". 

ولفت إلى أنّه "وسط صمت ما يسمى "جماعة الدول العربية"، تتحول البحرين تدريجيًا إلى مختبر تجارب لأسلحة العدو، ما يفسر موافقة ضمنية" مؤكدًا أنّه "لا بد من تصحيح المسار دستوريًا بتجريم التطبيع والتنسيق المشترك والمستعجل للمجابهة وتوحيد الفصائل الفلسطينية".

واختتم كلمته بالقول إنّ "التطبيع مرحلة عابرة أما فلسطين، فقضية ثابتة" مشيرًا إلى أن "فلسطين هي القضية المركزية وتحريرها يحرر العالم العربي". 

واختُتِمت الفعالية بقصيدة ألقتها الشاعرة جومانا عياد.